قال خبراء تربويون دوليون أهمية زيادة وقت التعلّم للوصول إلى جودة التعليم، واستثمار الوقت المخصص للحصة الدرسية في كل ما هو مفيد ويرتقي بالمخرجات التعليمية، والتركيز على نوعية التعليم والمناهج الصفية الإضافية.
وأضاف الخبراء لدى مشاركتهم في القمة العالمية للنهوض بالتعليم في أبوظبي برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، أن إحدى معضلات المدارس أن المدرسين ليس لديهم ما يكفي من الوقت للتعليم.
وقالت رئيسة فنلندا تارجه هالونين إن تمديد الوقت الدراسي له أهمية كبيرة، ولكن النتائج تظهر عندما نركز على نوعية التعليم في اليوم الدراسي، و«لدينا في فنلندا سجل ممتاز في زيادة ساعات الدوام المدرسي واستخدام المناهج الصفية الإضافية”.
من جهته لفت نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الماليزي محي الدين ياسين، إلى أن مسألة زيادة الزمن المدرسي في غاية الأهمية للنهوض بالتعليم، وقال: “مزيد من الوقت يعني مزيداً من المعرفة، وعلى المدارس الاستفادة من الوقت الإضافي”.
وأشار آندي هار جريفز وتوماس مور برينان من كلية لينيش للتربية بجامعة بوسطن “بالنسبة لتمديد زمن الدراسة لا بدّ أن يستثمر الوقت فيه جيداً ويستغل بالشكل الأمثل، بحيث يكون ذا قيمة حقيقية تلبي الحاجة والهدف من وراء التمديد”.
ولم يختلف رئيس مجلس بلدان الشمال الأوروبي بيرتل هاردر عن الخبراء السابقين، وقال: إن إحدى معضلات التعليم تكمن في أن المدرسين ليس لديهم ما يكفي من الوقت للتعليم، مضيفاً “علينا تمديد ساعات التمدرس، ونصيحتي هي إتاحة مزيد من الوقت للتعلم، وتأهيل المعلمين من أجل تقديم المزيد من المعرفة، وأداء عمل جيد يصب في صالح النهوض بالتعليم”.
وحول التجربة الإماراتية في تمديد الدوام المدرسي قال مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم د. مغير خميس الخييلي “يوجد اختلاف في زمن التمدرس من مدرسة لأخرى في الإمارات عند مقارنة معدلات ساعات الدراسة بين المدارس الحكومية والخاصة، ولكن المعدل الجديد هو 1200 ساعة، مع الأخذ في الاعتبار اختلاف الرؤى في كيفية حساب الساعات”.
وأضاف “كي تكون المعدلات موحدة لابد من العودة إلى مرجع موحد، فنحن بدولة الإمارات وخاصة إمارة أبوظبي نرجع إلى معايير نعتمد عليها، بما يتوافق وامتحان تقييم جودة أنظمة التعليم، وتداركنا الفجوة بين ما يتعلمه أبناؤنا في أبوظبي والمعدلات العالمية من ساعات التمدرس، ومددنا الوقت الدراسي في أبوظبي وزدنا سنة تعليمية واحدة، في إطار سعينا إلى تطبيق المعايير العالمية، لأن الرؤية في دولة الإمارات أن نكون واحدة من أفضل 5 حكومات عالمية، ولابد أن نتبع المعايير العالمية التي يقاس بها تطور الدول ورقيها”. وقال: إن مجلس أبوظبي للتعليم لديه رسالة هي بناء الإنسان القادر والمؤهل، وعدم الاعتماد بشكل أساس على المصادر الناضبة كالنفط، ولابد أن نركز على الإنسان الذي يخلق العمل لنفسه ولغيره، وننتقل من الاقتصاد المعتمد على النفط إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، ولابد من تطوير التعليم والانتقال به من الوسائل والطرائق التقليدية إلى الحديثة المعتمدة على المناهج التفاعلية والتفكير الخلاق والابتكار وحل المسائل ومهارات تكوين فرق العمل والبحث العلمي والتواصل”.
وبيّن “بدأنا من رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية ونحن مستمرون حتى تحقيق ما نصبو إليه، والتعليم يحتاج إلى وقت وصبر لنرى النتائج، فهناك توجد فئة متذمرة، لأنها تريد أن ترى وتلمس النتائج اليوم، ولكن لابد أن نضع الأساس قبل البناء، ونحن تقريباً انتهينا من الأساسات، ونحن الآن في إطار البناء حتى نرتقي بالتعليم”.