كتب - عبدالله إلهامي: أكد سياسيون أن استغلال الأطفال والمراهقين للقيام بأعمال العنف والتخريب مقابل دفع مبالغ نقدية يعني تحويلهم إلى مرتزقة مأجورين، وأشاروا إلى أن هذا الأسلوب يتناغم مع منهج جمعية “الوفاق” التي لازالت ترفض إدانة العنف والتخريب. وقالوا إن هذا السلوك سيخلق جيلاً لا يعرف لغة الحوار والممارسة الديمقراطية، وسوف يصبح معول هدم لمقدرات الوطن وممتلكات المواطنين، إضافة إلى أنهم سيصبحون “قنابل موقوتة” قد تنفجر في وجه المجتمع كله. وأشاروا إلى أن ثقافة الحقد والمظلومية التي يستخدمها البعض لتمرير أجنداتهم الداخلية والخارجية، أدت إلى تطور مراحل العنف منذ انتخابات عام 2006 وصولاً إلى تصنيع أسلحة محلية الصنع حالياً، لذلك فإنه يجب أن لا نستغرب من ردود فعل المواطنين المتضررين من ذلك. وأضافوا أنه يجب تكاتف المجتمع بشكل عام للحفاظ على براءة الأطفال وحمايتهم من هذا العنف الممنهج، وينبغي أن يحث الوجهاء والأهالي أبناءهم على الابتعاد عمن يدفعون بهم إلى التهلكة، مشيرين إلى قيادات الخلايا الإرهابية تعيش في الخفاء وهم أجبن من أن يظهروا للعلن. العجز السياسي وشدد أمين عام جمعية الوسط العربي أحمد البنعلي على ضرورة منع استغلال الأطفال والمراهقين والزج بهم في الأعمال الإرهابية مقابل دفع مبالغ مالية، إذ أن استغلالهم بتلك الطريقة يعني تحويلهم إلى مرتزقة مأجورين يبيعون أنفسهم من أجل ممارسة أعمال غير شرعية أو قانونية. وأوضح أن تلك الأساليب التي يمارسها أصحاب الأجندات الخاصة لا تجدي نفعاً، إذ أن القضايا والمطالب الوطنية لا يتم الحصول عليها من خلال ممارسة الإرهاب والتخريب، علاوة على أن استغلال الشباب وتربيتهم على بيع أنفسهم في مقابل الأموال يسقط مشروعية المطالب التي ينادون بها. وأشار البنعلي إلى أن الجمعية التي تتصرف بهذا الأسلوب تظهر أنها وصلت إلى مرحلة صعبة، كونها لا تريد إدانة هذا العنف، موضحاً أن “الوفاق” ترى أنها تستطيع من خلال الإرهاب تحقيق مرادها الذي عجزت عن تحقيقه بالطرق الأخرى، مؤكداً أن عدم إدانتهم لذلك يوضح دورهم البارز فيه، إذ أن الشواهد الحالية تفيد بذلك. لذلك فإنها لا تريد أن تخسر القاعدة الشعبية التي بنتها على العنف الممنهج، باتخاذ موقف مناقض يستنكر ما يقومون به. وقال أمين عام جمعية الوسط إن الدين يجب ألا يجيّر بهذه الطريقة، فهو أسمى من القضايا السياسية، علاوة على أنه يجب على رجال الدين أن يكونوا فوق الشبهات، وأن يصبحوا قدوة الناس للخروج من المشاكل التي يقعون فيها. مشيراً إلى أنه من السيئ أن يكون الدين في خدمة السياسة، كي لا يسبب صراعات بين رجال الدين استناداً لصراعات أهل السياسة أنفسهم. استغلال الطلبة وبدوره، أشار رئيس جمعية التجمع الدستوري عبدالرحمن الباكر إلى أنه خلال انتخابات عام 2006 كانـــــــــت بعض الفئـــــات التي رشحت نفسها للانتخابات تذهب إلى منازل الأهالي وتجبرهم على التصويت عن طريق تهديدهم بالضرب أو الحرق والاعتداء، موضحاً أن تلك الممارسات بدأت من مجرد مسألة انتخابية حتى امتدت إلى ممارسة أعمال إرهابية تمارس في الشارع العام. وأضاف أن تلك الفئات كونت خلال 6 سنوات خلايا لممارسة الإرهاب بمقابل مادي، لذلك فإن المشكلة تكمن في أنه ليس لديهم منطق لإقناع الناس بمطالبهم المزعومة، ولذلك يعتمدون على استخدام أساليب الضغط. وقال الباكر “إن استغلال الطلبة في تلك الجرائم يكوّن طبقة ناقمة ومغرر بها في المجتمع البحريني، لذلك طالبنا المتطرفين منذ بداية أحداث 14 فبراير 2011 بعدم زج الشباب في أية أعمال عنف أو مظاهرات، غير أنهم خلال تلك ثمانية عشر شهراً استطاعوا التغرير بعدد كبير من الشباب وتحريضهم للاعتداء على عناصر حفظ الأمن، مما سينتج جيل تعود على الإرهاب والتخريب وخلا عقله من الوطنية”. وأوضح أنه يجب على القيادة التعامل بحزم مع رجال الدين أو السياسيين المحرضين للشباب والأطفال بالمشاركة في أعمال العنف وإغرائهم بالمال للاستجابة لهم، إضافة إلى أن تفاوض الحكومة مع أولئك القادة لا يفيد وعليها النزول إلى أولئك الشباب والتعامل معهم بطريقة أفضل، مثل احتواء تلك الفئات بعيداً عن الزعماء المتوارين عن الأنظار، إذ أنه ليس من صالح المجتمع على المدى البعيد ترك أولئك المراهقين بالاستمرار في ترويع الآمنين. ولفت الباكر إلى أن الدعم المادي الموجه إلى أولئك الشباب تسبب في تطور العنف وصولاً إلى تصنيع أسلحة محلية، متوقعاً أن تكون محصلة ذلك ذلك تنشئة أجيال لا تعرف لغة الحوار أو الحفاظ على تراب وطنها وسلامة المواطنين، بل ستعمد إلى التعبير عما بداخلها من خلال العنف والإرهاب التي تربت عليه، لذلك يجب أخذ الأمر بجدية لمعالجة تلك الأخطاء والأوضاع غير الطبيعية سواء بالحزم أو الاحتواء أو المعاقبة. تمرير الأجندات الخارجية وفي السياق ذاته، ذكر عضو جمعية تجمع الوحدة الوطنية عبدالعزيز الموسى أن استغلال الأطفال في تلك الأعمال الإرهابية خطأ كبير، إذ أن تربية أجيال المستقبل على وقع تلك الممارسات قد يدفع ثمنه مستقبلاً القائمون عليه، علاوة على أنهم قد يصبحون قنابل موقوتة قد تحدث ضرراً أكبر في المجتمع. وأشار إلى أن المحرّضين باتوا يستخدمون ثقافة الحقد والكذب والمظلومية، بأن هناك حقوقاً مسلوبة لتمرير أجندات داخلية وخارجية، موضحاً أن أولئك الشباب ليس لهم خلفية ثقافية أو تاريخية، لذلك يغرر بهم بما يؤدي إلى تطور مراحل العنف تحت سقف التلاعب بالمفردات، كالشهادة وغيرها، لذلك يجب الابتعاد عن تلك الثقافات الخاطئة، مضيفاً أن استخدام تلك الأسلحة المصنعة قد تجلب ردود فعل من قبل المواطنين المتضررين لا تحمد عقباها، ويجب النظر بعين الاعتبار إلى أن المجتمع البحريني متعدد الأطياف والمكونات. وقال الموسى “منذ فترة طويلة وقيادات تلك الخلايا الإرهابية تعيش في الخفاء وهم أجبن من أن يظهروا أمام العلن، كونهم يسعون إلى تحقيق مآربهم بغض النظر عن الوسائل المستخدمة، لذلك فإننا نناشد الأهالي والوجهاء بتحذير أولئك الأطفال من خطر أولئك المحرضين، الذين يدفعون بهم إلى التهلكة، ومن الواجب أيضاً أن يتكاتف المجتمع بأكمله لنبذ من يستغل براءة الأطفال في تلك الجرائم”.