سقط 39 قتيلاً بنيران الأجهزة الأمنية السورية واشتباكات أمس هم 16 مدنياً و22 عسكرياً نظامياً إضافة إلى جندي منشق، فيما استمرت عمليات القصف الصاروخي والرشاشات الثقيلة على حمص والحولة وإطلاق نار من مروحيات في اللاذقية، في وقت هز فيه انفجار عنيف مدينة الطبقة بمنطقة الرقة لم تتضح ملابساته، وآخر وقع بجانب مخبز في إدلب التي تعرضت لإطلاق نار كثيف بالرشاشات الثقيلة من قبل قوات الأمن. وفي حصيلة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان، سقط 9 قتلى مدنيين في محافظة حمص بينهم شابة وطفل، و3 مدنيين بمحافظة ريف دمشق و3 مدنيين في إدلب ومدني واحد في دمشق، لافتاً إلى أن الأخير يتحدر من درعا جنوب البلاد. بينما تحدثت الهيئة العامة للثورة بسقوط قتيل مدني في حماة.
كما قتل جندي منشق في مواجهات بمدينة حمص القديمة فيما لقي 22 جندياً من القوات النظامية السورية مصرعهم باشتباكات مع منشقين في محافظتي إدلب والحسكة وكذلك ريف درعا والغوطة الشرقية بريف دمشق، وفق المرصد الحقوقي. وتعرضت أحياء حمص القديمة والخالدية الخارجة عن سيطرة القوات النظامية منذ أشهر، لقصف مدفعي بدأ بعد منتصف الليل واستمر حتى الصباح أمس، وأسفر عن مقتل 5 أشخاص بينهم جندي منشق، بحسب المرصد. وأفاد ناشطون بمدينة حمص بأن قذائف الهاون انهمرت خلال الليل على أحياء حمص القديمة مثل المطر فيما كانت تدور اشتباكات في الأزقة بين القوات النظامية وعناصر الجيش السوري الحر. وفي قرية القريتين بريف حمص، قتل مدني بإطلاق رصاص خلال مداهمات نفذتها القوات النظامية صباح أمس أعقبها قصف عشوائي على المنطقة مع عودة المروحيات وإطلاق نار من مختلف الأسلحة. كما قتل مواطن وابنته إثر إصابة حافلة كانت تنقلهما على طريق تلبيسة بريف حمص. ولم يوضح المرصد مصدر النيران.
وسقطت قذائف عدة صباح أمس، على بلدة تل دهب بمنطقة الحولة المنكوبة، دون تسجيل أي إصابات بحسب المرصد.
في غضون ذلك، تواصل القصف العنيف بالأسلحة الثقيلة من قبل قوات الأمن والجيش، على مدينة الرستن المضطربة بريف حمص، حيث سقوط قتيل وعدد من الجرحى من قبل قوات الأمن وجيش النظام، في حين بث ناشطون فيديو يظهر جثثاً لقتلى وجرحى أثناء سقوط قذائف على حي جورة الشياح بحمص. وفي وقت لاحق مساء أمس، أكدت هيئة الثورة استهداف منطقتي جوبر والسلطانية بحمص بقصف عشوائي عنيف من قبل قوات الأمن والجيش النظامي باستخدام أثقل أنواع الأسلحة، حيث شوهدت أعمدة الدخان والسنة اللهب تتصاعد لتضيء السماء بعد حلول المساء.
في ريف دمشق، حيث ينفذ إضراب احتجاجاً على مجزرة الحولة التي راح ضحيتها أكثر من مائة مدني في 25 مايو الماضي، اندلعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في مدينة حرستا. وسمعت أصوات انفجارات في مدينة دوما كبرى مدن الريف الدمشقي والتي تشهد احتجاجات مستمرة وتحركات للمنشقين. وأسفرت الاشتباكات في الغوطة الشرقية عن مقتل 8 عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد الحقوقي. كما قتل مدني إثر إطلاق نار في بلدة كفربطنا في ريف دمشق وأصيب 5 بجراح حالات بعضهم خطرة، بحسب المصدر نفسه.
وفي محافظة اللاذقية الساحلية، حاولت القوات النظامية اقتحام قرى جبل الأكراد، حيث يتجمع عدد من المنشقين عن الجيش. وسمعت أصوات انفجارات في المنطقة في ظل تحليق لطائرات مروحية تعمل على تمشيط المنطقة بالأسلحة الرشاشة. وأفيد عن سقوط جرحى بعضهم بحال خطرة بحسب المرصد. وفي مدينة حماة وسط البلاد، نفذت القوات النظامية حملات دهم واعتقالات في أحياء المدينة، بحسب ما أفادت مريم الحموية من المكتب الإعلامي للثورة في حماة. وفي محافظة درعا جنوب البلاد، سمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف في سحم الجولان وقرية الحيط، حيث تنفذ القوات النظامية حملات مداهمات. ودارت اشتباكات عنيفة في الغارية الغربية أسفرت عن مقتل 6 جنود نظاميين على الأقل، بحسب المرصد.
بالتوازي، أفاد ناشط في المكتب الإعلامي للثورة يدعى نور الدين العبدو بإدلب أمس، بأن القوات النظامية حاولت عدة مرات اقتحام مدينة أريحا من 4 محاور. وأسفر إطلاق النار عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى وأضرار مادية، بحسب المرصد. وقالت الهيئة العامة للثورة، إن عائلة مكونة من 3 أشخاص تضم زوجين وابنتهما من قرية الرامي بمنطقة جبل الزاوية في إدلب، لقوا مصرعهم نتيجة القصف العشوائي على أريحا. وذكر ناشطو التنسيقيات أن أريحا تعرضت لقصف بمعدل قذيفة إلى3 قذائف في الدقيقة مع وصول تعزيزات كبيرة دخلت من المدخل الغربي للمدينة. وتحدثت مصادر محلية أخرى عن مقتل مدني بانفجار في مدينة إدلب، فيما أسفر انفجار آخر عن مقتل جندي نظامي.
وفي دير الزور ناحية الحدود العراقية، شهدت المدينة إضراباً عاماً شبه كامل احتجاجاً على أعمال العنف التي تنفذها القوات النظامية. وأفاد المرصد السوري بأن القوات النظامية تعمل على تكسير أقفال بعض المحال المشاركة في الاضراب، في ظل انتشار أمني كثيف للحيلولة دون خروج تظاهرات تزامن مع حملة اعتقالات. إلى ذلك، أعلن المرصد الحقوقي أمس، أنه تسلم من ناشطين شريط فيديو يظهر قتل امرأة وأطفالها الثلاثة رمياً بالرصاص في بلدة حمورية بريف دمشق أمس الأول. وطالب هؤلاء الناشطون المراقبين التابعين للأمم المتحدة في سوريا بتقصي الحقائق في هذه الواقعة التي لم يتسن وجود تحقيق مستقل لها.