^ بداية نعزي الشقيقة قطر، وبالأخص أهالي وذوي الضحايا الذين قضوا في حريق مجمع فيلاجو، فهذا الحادث الأليم أوجعنا جميعاً، ولا نستطيع بعد تقديم التعازي إلا أن نقول (إنا لله وإنا إليه راجعون). هذا الحادث المؤسف، لا يمكن أن يمر مرور الكرام، إذ لابد أنْ حدثت مشكلة فنية تسببت في الحريق، أو ربما هناك تقصير بشري أدى لحدوث هذه الكارثة، أو ربما تكون أسباباً أخرى تقف خلف مثل هذه الحوادث. حريق فيلاجو في الدوحة، يفتح أعيننا جيداً هنا في البحرين، للتطرق والحديث عن موضوع المجمعات التجارية عندنا، فهذا الحادث الموجع أرسل لنا إشارات واضحة للغاية حول وضعية المجمعات لدينا، وهل هي مجمعات آمنة 100%؟. نحن على يقين تام، بأن مجمعاتنا التجارية في البحرين، هي من أرقى مجمعات العالم، وأن نظامها الأمني وأنظمتها المتعلقة بالسلامة، تعتبر من أفضل أنظمة المجمعات على الإطلاق، لكن هذا كله لا يعفينا من فتح الملف على مصراعيه من باب( كي يطمئن قلبي) وقلب كل مرتاد لمجمعاتنا الكبيرة. بكل تأكيد وثقة نقول بأن هنالك احترازات أمنية جيدة في مجمعات البحرين التجارية، كما إنها من المؤكد تحتوي على نظامٍ آمنٍ، خاصة فيما يتعلق بأمور السلامة، لكن هذا ليس واضحاً للمواطنين والمقيمين، ومن هنا يجب على إدارة المجمعات في البحرين أن تقوم بعمل حملات توعوية وإرشادية توضح مدى سلامة مجمعاتنا، كما تعتبر تلك الحملات، بمثابة حملات تثقيفية، كي يتجنب مرتادو المجمعات، كل ما من شأنه أن يحفظ سلامتهم، لو حدث عارض ما، لا سمح الله. قبل عدة أشهر، وبينما كنت برفقة زوجتي وأطفالي في أحد المجمعات التجارية نتناول وجبة العشاء، أطلق أحدهم نداء عبر (المايكرفون) يشير إلى ضرورة إخلاء المجمع فوراً حفاظاً على سلامة الموجودين، لكن ومع ذلك النداء، لدي عدة ملاحظات الصريحة على هذا الأمر، أرجو أن يتقبلها المعنيون بصدر رحب. أولاً، لم يكن صوت النداء مسموعاً، بل كان بصوت خافت، والأمر الثاني، هو أن النداء بإخلاء المجمع قيل مرة واحدة فقط ولم يتكرر عبر المذياع، أما الأمر الآخر والمهم، هو أن النداء كان باللغة العربية فقط، بينما كان هناك العشرات من الأجانب في ذلك الوقت. حين هممنا بالخروج من المجمع، وجدنا الأجانب لم يتحركوا من أماكنهم لأنهم لم يكونوا يعلمون ما الأمر، ووجدنا الكثير من المواطنين والعرب لم يخرجوا كذلك، لأن الصوت كان منخفضاً جداً، أما بخصوص رجال الأمن في المجمع، حين سألتهم (شنو السالفة وشنو صاير)، فأخبروني بأنهم لا يعلمون بأي شيء، بل إنهم لم يسمعوا النداء!!. هنا صدمتُ، حين تيقنت أن المُوْكل إليهم مساعدة إخراج من همْ في المجمع لا يعلمون بأي شيء. ربما أخطاء صغيرة، قد تكلفنا الأرواح والملايين، وربما تحرك توعوي صغير، يحدث بين فترة وأخرى، من شأنه أن ينقذ أرواحاً لو حدث مكروه في مجمعاتنا التجارية لا قدر الله. صحيح أن مجمعاتنا آمنة ولله الحمد، لكن هذا لا يزيل القلق الحقيقي الذي يصيب كل فرد، حين يسمع بأن هنالك حوادث مؤسفة تحدث بين الحين والآخر، ولعل أقربها منّا حادثة (فيلاجو). ^^ على الهامش.. هناك الكثير من الأسر والفتيات المحترمات، يتعرَّضن لمضايقات وتحرشات صريحة من بعض الشباب المزعج في غالبية المجمعات التجارية وأمام مرأى ومسمع من رجل أمن المجمعات، خصوصاً في ليالي وأيام الإجازات الرسمية، أين الجهات الأمنية عنهم؟.