^ لم تختلف البحرين في تعاطيها تجاه الأزمة السورية عن بقية بلدان مجلس التعاون الخليجي نظراً للمصالح المشتركة بين بلدان المنطقة، وانطلاقاً في الوقت نفسه من اعتبارات إنسانية والتزامها تجاه الشعب السوري بسبب الأواصر التي تربط السوريين مع البحرينيين. ولكن مازالت هناك خطة مهمة بحاجة للإسراع في تنفيذها تتعلق بالجالية السورية المقيمة في المنامة سواءً حديثاً أو قديماً كجزء من عملية تطوير الدولة البحرينية في القرن العشرين. لسنا بحاجة كثيراً للحديث عن الدور المميز الذي قامت به الجالية السورية في المنامة منذ بواكير القرن العشرين وحتى الآن، ودورها في تحديث التعليم وبناءً المنظومة التعليمية، أو حتى المساهمة في تكوين المؤسسات الأمنية والعسكرية، أو حتى قطاعات اقتصادية أخرى، فهي مساهمات معروفة ومقدرة لدى جميع المواطنين. الخطوة التي نتحدث عنها هنا لها اعتبارات إنسانية بالدرجة الأولى، وليست اعتبارات سياسية أو غيرها. الخطوة التي نقصدها هي ضرورة الإسراع بتقديم التسهيلات لعوائل الجالية السورية المقيمة في البحرين، والتي تعاني الأمرين، فهي تواجه صعوبة في العودة لبلادها بسبب الظروف الأمنية المتدهورة في ظل حالة التعامل اللاإنساني من قبل نظام دمشق تجاه المواطنين، وفي الوقت نفسه تجد صعوبة في استقدام عوائلها من دمشق إلى المنامة بسبب الرسوم المرتفعة التي ينبغي دفعها عن كل شخص من أفراد العائلة، فإذا قرر المقيم السوري في البحرين جلب عائلته للإقامة معه في المنامة، فإن المطلوب منه غير الإجراءات الروتينية دفع مبلغ يصل إلى نحو 90 ديناراً عن الشخص الواحد، وهو بلاشك مبلغ مرتفع في ظل ظروف المعيشة الصعبة هنا. فليس مقبولاً في الظروف الحالية أن تتعامل حكومة البحرين مع المقيمين السوريين بهذه الطريقة دفع مبلغ يصل إلى 90 ديناراً عن الشخص الواحد، فضلاً عن تكاليف تذاكر السفر والإقامة التي سيدفعها المقيم هنا. بلدان خليجية أدركت هذه الإشكالية مبكراً مثل السعودية والإمارات وأصدرت توجيهاتها لإعفاء عوائل السوريين المقيمين على أراضيها من رسوم الإقامة المرتفعة لاعتبارات إنسانية، وتسهيلاً على الجالية السورية المقيمة في هذه البلدان. لا أعتقد أن البحرين حكومة وشعباً لا تقدر دور الجالية السورية، ولا تنظر بعين الإنسانية لظروف هذه الجالية التي قدمت الكثير لبناء البحرين الحديثة. ولذلك ننتظر قراراً شجاعاً من رئاسة مجلس الوزراء بإعفاء أسر الجالية السورية في البلاد من الرسوم تسهيلاً عليها في الأزمة التي يواجها الأشقاء في دمشق.