^ هناك فئة محدودة جداً من الناس حظيت بفرصة العيش ردحاً طويلاً من الزمن، ففي القرية الإيرانية “ كيلوسا “ كان علي قادراً على ممارسة عمله بدون استخدام النظارة مع أن عمره 195 عاماً. وفي بوليفيا عاشت ماكارانجه التي كانت أيضاً تعمل مع أن سِّنها تجاوز المائتين بثلاث سنوات! وثمة وقائع أخرى تثير حقاً الذهول والإعجاب. فالفرنسي بيير دوفرنيل تزوّج للمرة الثالثة وعمره 120 سنة، وكان له ثلاثة أبناء وُلدوا في القرن السابع والثامن والتاسع عشر. وفي عام 1925، مات المجري جان روفيل من قرية “ سترادوفا “، وكان عمره 172 سنة، بينما كان عمر زوجته سارة 164 سنة، وكان عمر ابنهما آنذاك 116 سنة. أما التركية فاطمة إيديرجير التي بلغت من العمر 95 عاماً في عام 1964، فقد أنجبت توأماً من زوجها البالغ 127 عاماً! إن عمر الإنسان الحقيقي لا تحدده شهادة الميلاد، بل حالة الأوعية الدموية، فابن الثلاثين قد يشيخ بسرعة، في حين يكون ابن المائة عام في كامل حيويته ونشاطه، فإذا تمدّدت الأوعية الدموية، وزادت الفواصل القائمة بينها، فإن الإنسان لا يهرم، أما إذا تقلّصت فإن فرص طول العمر تتضاءل. إن العدو الأول الذي يقف وراء تقلّص الأوعية الدموية هو التدخين، فتأثير ثمانية أجزاء من المائة جرام من النيكوتين، أي ما يعادل 25 سيجارة يتم تدخينها واحدةً تلو الأخرى، يكافئ تأثير حمض البروسيك السام الذي تكفي قطرة واحدة منه لمنع الأوكسجين من الوصول إلى الدم، وإنهاء حياة الإنسان في ظرف 15 ثانية فقط. إن قائمة الأعداء الآخرين الذين يتربصون بالفرد، ويسعون إلى حرمانه من أن يعمِّر طويلاً في هذه الحياة تشمل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسِّل، والسرطان، وغيرها من الأمراض الفتّاكة، غير أن العدو الشرس الذي يحاول الإنسان التخلص منه أو تقليله ما أمكن، هو الضغوط النفسية اليومية. ولما كان التقدم في السن أمراً محتوماً، فإن أفضل طريقة لضمان حياة طويلة وسعيدة هو الاستمتاع في الفترة الفاصلة بين الولادة والموت، والضحك على مواقف الحياة. فالإنسان، على حد تعبير ميخائيل بريتشارد، لا يتوقف عن الضحك لأنه كبُرَ، بل إنه تقدّم في السن لأنه لم يضحك، فالضحك إذن هو السِّر الخفي وراء طول العمر، وليت كل الناس يدركون ذلك فعلاً!