^ بينما كنت أعكف على قراءة المجال المغناطيسي وتأثيره على شفاء الإنسان من جملة من الأمراض التي يعانيها في حياته المعاصرة منذ أن استخدمها الفراعنة في الأهرامات، وقوة النوم في الهرم للشفاء، ومن ثم توصلي عبر هذه القراءة إلى أهمية المغناطيسية الحيوية في جسد الإنسان، التي هي عبارة عن أحد المحركات الرئيسة لحركة الكون والمجتمع والإنسان. في هذه الفترة التي كنت احتاج فيها إلى المزيد من المعرفة حول هذا الإقليم الجديد الذي دخلته، أعطاني الصديق الراحل كتاب العقل الباطن لجون كيهو. ورغم أنني كنت أعرف شيئاً بسيطاً عن قوة العقل الباطن، ولكن لم أتعرف عليه جيداً إلا عبر كتاب العقل الباطن، الذي اعتبره واحداً من الكتب التي ساهمت في إضاءة الطريق أمامي وأمام الملايين من البشر، إضافة إلى فتح الطريق أمام عشرات من الكتاب الذين عملوا على درس العقل الباطن والتعرف على مجالات أخرى لم يطرحها كيهو في كتاباته وأحاديثه الإذاعية والتلفزيونية. وكما يقول الذين درسوا تجربته المغايرة للمألوف، والنبذة المختصرة للكاتب والكتاب، فإن المؤلف جون كيهو تمكن في غضون ثلاث سنوات من العزلة أن يدرس ويفهم الآليات الداخلية لعمل العقل البشري، مستمداً المعلومة من أكثر المراجع الروحية والعلمية تنوعاً، ومعتمداً كذلك على ملاحظته وخبرته الشخصية، وبذلك أنجز كيهو برنامجه الأول البسيط والناجح للغاية حول تطوير قوة العقل، الذي يجعل حياة الإنسان سعيدة وذات قيمة. في هذا الكتاب، أراد أن يتقاسم مع القارئ مجموعة أساليب مهمة وضرورية لتكوين واقع جديد، إذ يورد فيه أحداثاً وقضايا للعديد من الأشخاص الذين استخدموا هذه الأساليب بنجاح أثناء التطبيق العملي، ويشرح سبب فعالية هذه الأساليب. كما يدربنا على تطويع العقل الباطن، ورفع المقدرة الإبداعية، وأسلوب التصور العقلي، وتفسير الأحلام، والشفاء الذاتي، وتشكيل وعي الإنسان الناجح. إدارة قوى الطبيعة، والعمل بجد على تحقيق الأهداف الخاصة، هو عمل ممتع جداً، وهذا الكتاب، يعرف بكل الأساليب والطرائق اللازمة لذلك، ويبقى علينا فقط تطبيقها في حياتنا اليومية. ومن الأقوال المهمة التي أضاءها جون كيهو في حياتي العملية والثقافية والروحية هو (إن كنت ترغب في التعرف على سبب سعادتك أو تعاستك في الحياة فليس عليك إلا أن تنظر في داخلك)، و(ما تعتقد فيه هو ما تحصل عليه)، و(الصعوبات التي نواجهها تكون بمثابة إشارات أو علامات في انتظار قراءتنا لها). إن أفكارنا، كما تعلمنا من الديانات السماوية والمتنورين والفلاسفة والحكماء، هي التي تقودنا إلى ما سنكون عليه، وعلينا أن نتذكر الآية الكريمة والمعنى العميق أمام قول الله سبحانه وتعالى (مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، إن هذه الآية الكريمة تعلمنا أحد القوانين الإلهية وهو قانون العطاء أو قانون التبادل، اعط..تأخذ... ازرع.. تحصد. من هنا كلما قرأت شيئاً عن العقل الباطن وعوالمه الخفية وطلاسمه التي تكتشف يومياً عبر العلوم الحديثة والجديدة، خاصة علم الذبذبات الكوني، الذي من المحتمل أن يكون واحداً من أهم العلوم في السنوات القادمة، أقول ما إن أقرأ جديداً عن العقل الباطن إلا ورأيت وجه الصديق الراحل محمد البنكي مبتسماً وهو يقدم لي الكتاب من أجل الاستفادة منه.