الشاعر السعودي الكبير الدكتور عبدالرحمن العشماوي الملقب بشاعر الأمة تفاعل مع قضايا الأمة الإسلامية والعربية وكتب منذ بداية الثورة السورية أكثر من 11 قصيدة تفاعل بها مع الأحداث المؤلمة التي يتعرض لها الشعب السوري وكان آخر ما كتب هاتين المقطوعتين الشعريتين تفاعلاً مع قتل الأطفال في مجزرة الحولة في حمص، فشكراً لهذا الشاعر الذي نتمنى أن يحذو الشعراء حذوه وأن يدعموا ويجاهدوا بشعرهم لنصرة قضايا الأمة. يا قاتل الأطفال يا قاتلَ الأطفالِ، يومُكَ آتِ سَتَنَالُ فيه مَرَارةَ الحَسَراتِ أبْشِرْ بيومٍ كالحٍ تَلْقى به من بَعْدِ ذُلِّ العيشِ ذُلَّ مماتِ يا قاتلَ الأطفالِ، قلبُكَ مِجْمَرٌ للحِقْدِ، يُرْسِلُ أقبحَ النَّبَضَاتِ ما أنتَ بالإنسان، فالإنسان لا يُلْقِي قذائفه على الفَلَذَاتِ يا قاتلَ الأطفالِ في شامِ العُلا يا زارعَ الأَلْغَامِ في الطُّرُقاتِ ما أنتَ إلاّ عَقْرَبٌ تَنْدَسُّ في أثوابِ أبناءٍ لنا وبناتِ يا قاتلَ الأطفالِ، يا مُتَمَسِّحاً بسفاسفِ الإفرنج و«الآياتِ” ستراكَ عينُ الشامِ أقبحَ راحلٍ عنها، وتُبْصِرُ منكَ شرَّ رُفَاتِ يا قاتلَ الأطفالِ يا مُتَمِرِّساً في قتلِ ما ينمو من الزَّهَرَاتِ عُذْراً إلى شِعْرِي فقد دنَّسْتُه بقبيحِ ذِكْرِكَ يا أَخَا النَّزواتِ يا قاتلَ الأطفالِ، تلك جريمةٌ خَتَمَتْ عليكَ بخاتَمِ الهَفَواتِ هي مُبْتَغَاكَ ومُنْتَهاكَ، وهكذا بالجُرْمِ يُنْهي اللهُ حُكْمَ طُغَاةِ قاصمة الظهر الحولة في حمص تعاني والأمة تغمض عينيها أطفال الحولة أشلاء والأمة تقبض كفيها الحولة في حومة حرب والأمة تثني عطفيها الحولة تغرق في دمها والأمة تأكل شفتيها ... الحولة كارثة كبرى يلتف الثعبان عليها صبحها بشار الأعمى بالقصف وهشم قدميها الحولة في حالة بؤس يلوي الطغيان ذراعيها الحولة تغرق في دمها وتصم الضجة أذنيها الحولة مذبحة تجري والأمة تكشف ثدييها باعت أمتنا طرحتها في سوق الذل وثوبيها يا حولة عذراً أمتنا تصنع عثرتها بيديها قاصمة الظهر لأمتنا أن يفنى الإحساس لديها