عواصم - (وكالات): قال دبلوماسيون ومحللون إن “المفاوضات المتعثرة بين إيران والقوى العظمى قد تصل إلى نقطة الحسم في جولتها المقبلة في موسكو مع بدء الطرفين المناورات من أجل مكاسب صعبة التحقيق”، مشيرين إلى أنهم “يجهدون لرؤية طريق لا تنتهي فيه القضية بالدموع”. فمن التهديدات إلى الدعاية والتسريبات الإعلامية والتصريحات الرسمية ازدادت حدة الطرفين الأسبوع الماضي. وباتت المبارزة الكلامية شرسة إلى درجة أثارت مخاوف البعض من تحول المواجهة من دبلوماسية إلى عمل عسكري. وقال خبير شؤون إيران في المجلس الوطني الإيراني الأمريكي رضا مراشي في مقال نشره موقع “ناشونال انترنست” على الإنترنت إنه “مع تصعيد الطرفين موقفهما لاحتلال موقع القوة يقول الواقع إن أياً منهما لم يتجاوز الآخر”. وأضاف أن “الطرفين يقتربان من نقطة حاسمة يبطل فيها إمكان تأجيل اتخاذ قرار بين العمل العسكري أو التسوية”. وأقر دبلوماسي في مجموعة “5+1”التي تتولى المفاوضات مع إيران طالباً عدم الكشف عن هويته “إنني أجهد لرؤية طريق لا تنتهي فيه هذه القضية بالدموع”. لكن الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل حذرتا من أنهما تحتفظان بخيار توجيه ضربات جوية لأهداف نووية إيرانية. لذلك تعتبر المحادثات المرتقبة بين الطرفين في موسكو في 18 و19 يونيو حاسمة. وقال السفير الأمريكي في إسرائيل دان شابيرو في مؤتمر حول الأمن “نحن لا ننوي مواصلة المحادثات من أجل المحادثات، إن النافذة تنغلق”. وكشفت المحادثات الأخيرة في بغداد في 23 و24 مايو الماضي شرخاً كبيراً بين مواقف الطرفين بدا ملؤه شبه مستحيل وكاد ينسف المفاوضات. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بعد تلك الجولة “مازالت هناك خلافات كبرى”، لكنها أكدت وجود “أرضية مشتركة” يمكن تطويرها في موسكو. وآشتون تمثل مجموعة 5+1 التي تشمل الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي “الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا” إلى جانب ألمانيا. والمسألة ذات الأولوية بالنسبة إلى الدول الكبرى في موسكو هي إقناع إيران بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وإجراء عملية تبادل تسلم بموجبها مخزونها من هذا النوع من اليورانيوم. واليورانيوم المخصب بنسبة 20% تنقصه مراحل تقنية قليلة ليصبح مخصباً بنسبة 90% وهي النسبة التي يمكن معها استخدامه في صنع القنبلة الذرية. وانتجت إيران حتى الآن 145.6 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% تم تحويل ثلثها إلى وقود لمفاعل الأبحاث في طهران الذي ينتج نظائر مشعة لاستخدامات طبية. وفي مفاعل إيران الآخر الذي سيعمل بالكامل في وقت لاحق هذا العام بعد أشهر طويلة من التأخير يتم استخدام اليورانيوم المخصب بنسبة أقل بكثير أي 3.5%، كوقود. وقال دبلوماسي من مجموعة 5+1 رفض الكشف عن اسمه إن محادثات موسكو “ينبغي أن تخرج باتفاق مقبول حول خيار 20% وإلا فستنهار العملية”، مضيفاً “لكنني أخشى أن تكون الثغرة واسعة أكثر من الممكن”. وأكد محللون أن إيران ستجد نفسها مجدداً في دائرة الاتهام خلال الاجتماع المقبل لهيئة حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما تتبدد الآمال بالتوصل قريباً إلى اتفاق مع طهران. وتلتقي الدول الأعضاء في مجلس الوكالة اعتباراً من الإثنين المقبل في مقر الوكالة التابعة للأمم المتحدة في فيينا في اجتماع مغلق من المقرر أن يستمر حتى الجمعة المقبل. وسيكون موضوع السماح للمفتشين الدوليين بالوصول السريع وغير المشروط إلى قاعدة بارشين قرب طهران التي تشتبه الوكالة في قيام طهران فيها بتجارب خفية، في قلب المناقشات. وصرح وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى المقررة في موسكو في يونيو المقبل ستكون “شاقة”، لكن لدى طهران “أملاً كبيراً” في أنها ستكون مثمرة. من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يقف وراء ازدياد الهجمات الإلكترونية ضد البرنامج النووي الإيراني وذلك حتى بعد اكتشاف أمر الفيروس المعلوماتي القوي ستاكسنت في 2010. والهجمات الإلكترونية التي تهدف إلى منع طهران من صنع السلاح النووي وتجنب هجوم وقائي تشنه إسرائيل ضد إيران، أربكت منشأة نطنز النووية في إيران، بحسب الصحيفة.