«خطــــــــة عنــــــــان» تحــصــــــــد 2200 شخــــــــص في 50 يومــــــــاً

عواصم - (وكالات): صوَّت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لصالح قرار يطلب من لجنة التحقيق الدولية المستقلة، حول سوريا إجراء “تحقيق خاص” حول مجزرة الحولة، التي قتل فيها 108 أشخاص بينهم 49 طفلاً من أجل مثول مرتكبيها أمام العدالة، فيما أكَّدت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أنَّ المجزرة ترقى إلى مستوى “جرائم ضد الإنسانية وجرائم دولية أخرى” وجددت “مناشداتها لمجلس الأمن الدولي إحالة الوضع بسوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية”. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 42 مدنياً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية معظمهم في ريف دمشق وحلب وحمص، فيما تظاهر عشرات ألوف السوريين تكريماً للأطفال الذين قضوا في الحولة في 25 مايو الماضي، في وقت دعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تحقيق في المجزرة . وبثَّ المرصد السوري على الإنترنت شريط فيديو تظهر فيه دبابة تدهس جثة معارض، وتمَّ تصويره، بحسب المرصد، في محافظة أدلب في 14 مارس الماضي. وشريط الفيديو الذي التقط من برج دبابة، من قبل جندي سوري على ما يبدو، يظهر الآلية تتقدَّم وسط رتل من الدبابات التي تسير على طريق بين المنازل، وتدهس جثة رجل مضرجة بالدماء كانت دهسته الآليات التي مرت سابقاً. وقتل أكثر من 2200 سوري، غالبيتهم من المدنيين، منذ 12 أبريل الماضي تاريخ الإعلان عن البدء بتطبيق وقف إطلاق النار في سوريا بموجب مبادرة النقاط الست المدعومة من مجلس الأمن الدولي، ما يرفع عدد القتلى منذ بدء الاضطرابات قبل 14 شهراً إلى أكثر من 13400، بحسب المرصد السوري. وفي جنيف صوَّت مجلس حقوق الإنسان لصالح قرار يطلب إجراء “تحقيق خاص” حول مجزرة الحولة. وصدر القرار بأغلبية 41 صوتاً خلال جلسة خاصة عقدها المجلس حول سوريا، وصوَّتت روسيا والصين وكوبا ضد القرار. وجاء في القرار أنَّ مجلس حقوق الإنسان “يدين بأشد عبارات الإدانة عمليات القتل الهمجية لـ 49 طفلاً” ويطلب من لجنة التحقيق الدولية التي تعمل بتفويض منه منذ أغسطس2011 “إجراء تحقيق خاص، شامل مستقل وبدون عوائق بما يتفق والمعايير العالمية، حول أحداث الحولة”. واعتبرت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي خلال الجلسة التي تعقد بطلب من قطر والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أنَّ مجزرة الحولة يمكن أنْ ترقى إلى مستوى “جرائم ضد الإنسانية وجرائم دولية أخرى، ويمكن أنْ تكون إشارة على نموذج هجمات منهجية أو معممة ضد السكان المدنيين ارتكبت بدون أي عقاب”. وحذرت بيلاي في خطاب تلته ممثّلة عنها من اندلاع “نزاع شامل” في سوريا يضع المنطقة في “خطر كبير”، داعية الأسرة الدولية إلى دعم خطة كوفي عنان والتحقيق في أعمال العنف بالبلاد. وقال مندوب سوريا في مجلس حقوق الإنسان فيصل الحموي “إن الهدف من الاتهام هو دفع الأزمة في سوريا إلى المزيد من التعقيد”. وفي موسكو، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن “مأساة الحولة أظهرت إلى أين تؤدي المساعدة المالية وإرسال أسلحة حديثة عن طريق التهريب إلى المتمردين، وتجنيد مرتزقة والمساعدات لشتى أنواع المتطرفين”. واتهمت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من جهتها روسيا بمواصلة تزويد نظام الرئيس بشار الأسد بالأسلحة، مؤكدة أن هذا الأمر يثير “قلقاً جدياً” لدى الولايات المتحدة. ونفى الرئيس الروسي فلادمير بوتين تزويد بلاده سوريا بأسلحة “يمكن استخدامها في حرب أهلية”. وأكَّد بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في مؤتمر صحافي في برلين أنهما متفقان على ضرورة العمل من أجل “حل سياسي” في سوريا. واتهم المجلس الوطني السوري المعارض من جهته إيران بدعم نظام الأسد بالسلاح والتدريب والمال، وطالب جامعة الدول العربية في اجتماعها الوزاري المقرر اليوم في الدوحة الطلب من إيران وقف “تدخلها السافر” في الشأن الداخلي السوري. كما طلب من مجلس الأمن الدولي منع تهريب السلاح من إيران إلى النظام السوري. وحذَّر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إثر محادثات في إسطنبول مع المعارضة السورية والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن سوريا “على شفير حرب أهلية شاملة” وينبغي أن تطبق خطة كوفي عنان. كذلك رأى بوتين “مؤشرات تنذر بحرب أهلية” في سوريا، قائلاً “إنه أمر خطير للغاية”. وتعهد بان كي مون بإحالة منفذي الجرائم في سوريا أمام القضاء وذلك بعد أسبوع على مجزرة الحولة. وذكر ناشطون أنَّ القوات النظامية السورية أقدمت على تنفيذ “إعدام ميداني” في حق 12 عاملاً سورياً على حاجز في ريف القصير في محافظة حمص. وانتهت ظهر أمس المهلة التي حددتها “القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل” للنظام السوري لوقف العنف، تحت طائلة التنصل من خطة عنان. وقال الناطق باسم القيادة أن الجيش الحر سيستأنف “عملياته الدفاعية” بعد انتهاء المهلة، مضيفاً أن “خطة عنان فشلت. لن نشن هجمات لأننا لا نريد أن يشار إلينا بأننا مسؤولون عن فشل خطة السلام”. وعبَّر عنان في بيروت عن “إحباطه” جراء استمرار إراقة الدماء في سوريا، داعياً الرئيس السوري بشار الأسد إلى اتخاذ خطوات “جريئة” من أجل وضع حد للعنف. واستبعد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي تدخلاً عسكريا في سوريا لوقف موجة العنف فيها، وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة “الشرق الأوسط”. وأكَّد وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إنَّ أيَّ تدخل عسكري في سوريا يحتاج إلى تأييد الأمم المتحدة، واصفاً أعمال العنف الأخيرة في البلاد بأنها “غير محتملة”. وأعلن مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة إدواردو دل بويي الإفراج عن 223 شخصاً كانوا معتقلين في سجون سوريا، كان 210 منهم في دمشق و13 في درعا، وذلك “في حضور مراقبين” من الأمم المتحدة.