أحمــــــــــــــد جاســـــــــــم [email protected]
تبدأ هذه الأيام شركات السفر والسياحة للترويج عن برامجها ورحلاتها المبهرة بأسعارها الجنونية، وفي حقيقة الأمر هي جنونية لا لأنها رخيصة بل لأنها ماكرة تتلاعب بعقول الزبائن فيجنّون لها ثم يكتشفون المصائب المادية المتراكمة، فالعربي يبني ثقافته على العواطف السريعة والمجاملات والتخطيط قصير المدى، ولذا نشهد التحولات السياسية الكثيرة والأمزجة المتقلبة لشعوبنا، وأي إشاعة وخبر يمكن أن يغير قناعات من السنوات. لذا فإن هذه الحملات ستحرك لدى الأسر شهوة السفر وسيبدأ الكثير من هذه اللحظة للبحث عن وجهات السفر القريبة والبعيدة، ومع إيماننا بأهمية السفر مع الأسر وفوائدها الجمة إلا أن تلك الفوائد لا يمكن أن تأتي هكذا عشوائية عفوية، فطبيعة السفر الترفيهي تغلب عليه برامج المرح واللعب والأكل فيما لذ وطاب وغلا سعره! حتى تضيع وسط هذا أي فائدة أو برنامج ثقافي أو عبادي أو سلوكي. في هذه السفرات يستطيع الوالدان غرس بعض السلوكيات المهمة بطرق عفوية بسيط جداً، فجو الرحلات يساعد كثيراً على ذلك، خذ مثلاً سلوك احترام الوقت، فعلى الأولاد الانضباط في وقت الطلوع للبرامج والتجهز في وقت محدد وإلا يتم حرمانه من البرنامج أو يتم احتساب درجات للمنافسة وفي نهاية الرحلة يمنح الفائز جائزة ما، وخذ كذلك التزود ببعض المعلومات الثقافية، وعلى سبيل المثال إذا كنا سنسافر إلى تركيا فعلى الوالدين -قبل السفر- التزود ببعض المعلومات عن فتح القسطنطينية وعن قلعة حصار روملي وعن قصة قبر أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه وهكذا، أما السلوك العبادي، فالانضباط في الصلوات وتعلم فقه الجمع بين الصلوات وقصرها، فرصة ممتازة للتوسع ومعرفة ذلك بدون أن يجلس الأبناء في حلقة علم ووعظ، أما في السلوك القيادي فلا بد من إشراك الأبناء في التخطيط لبرنامج الرحلة ومشاورتهم بين فينة وأخرى لتقييم البرامج حتى لا يملوا، أضف إلى ذلك أن السفر يعطينا جرعة من الصبر وتحمل المشاق ولا ينبغي لأحد أن يتذمر خاصة في الظروف الخارجة عن إرادتنا. قطرات ? (السفر قطعة من العذاب) محمد صلى الله عليه وسلم ?(السفر يسفر عن أخلاق صاحبه) مثل عربي ?(وأحب آفاق البلاد إلى الفتى * أرض ينال بها كريم المطلب) البحتري ?(في الأسفار علم للشبان، واختبار للشيوخ ) فرانسيس بيكون ?(من يشاهد كثيراً يحفظ كثيراً ) لافونتين