حذّر خطباء الجمعة، أمس، من الحوار الأحادي المنفرد مع المعارضة الراديكالية، مطالبين بتطبيق القانون على الجميع دون استثناء، رافضين أي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي للبحرين سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، عبر الضغوط التي تمارس والإملاءات التي يراد تنفيذها.
وقالوا كيف يكون الحوار مع من قال «اسحقوهم» ومع من قال ارحلوا ومع من نصب المشانق ومع من ارتكب الجرائم والإرهاب وعاث في الأرض الفساد، وظن أنه استطاع تحويل البلاد إلى عراق آخر وبأن مشروع الخميني التوسعي قد نجح، مضيفين أن عيسى قاسم أصدر فتواه بسحق رجال الأمن والمواطنين وقتلهم وأيد كافة أعمال الإرهاب وقطع الطرقات ومع ذلك كله لم يُتخذ أي إجراء تجاهه ولم يُحرك ساكناً ليدل على هيبة الدولة والقانون.
وقالوا إن من أفسد في البلاد مستمر في الفساد، ومن خطط لأذية البلاد مازال يخطط، ومن دافع عن البلاد لايزال يطالب بحقه ولكن لا أذن تسمع، مضيفين أننا لن نرضى أن يخرج المجرمون من السجن، ولن نرضى أن يعاقب أبناؤنا ويُترك أبناء الآخرين، داعين إلى التماسك والترابط من أجل الدفاع عن البحرين وعن حقوق الشعب.
وأكدوا أن التحزب والتعصب ومخالفة النصوص الشرعية على رأس أسباب ضعف الأمة وتصدعها وتفرقها، مستنكرين مجزرة الحولة في سوريا، وأنها ارتكبت بينما مجلس حقوق الإنسان العالمي يعقد جلساته في جنيف وترتفع الصيحات والتقارير فيه عن البحرين، بينما يغض الطرف عن شلال الدم في سوريا.
أصحاب الأخدود
وأحــــداث الشـــام
وأشار فضيلة الشيخ عدنان القطان إمام جامع الفاتح، في خطبته بعنوان «أصحاب الأخدود وأحداث الشام»، إلى أن طغيان النظام السوري الطائفي المشاهد، شبيه بطغيان أصحاب الأخدود الغيبي، لقد تجاوز أصحاب الأخدود اليوم، جميع الشرائع السماوية، والحدود الإنسانية، فأي نوع من البشر هذا الذي يمطر شعبه بوابل من نار، ويدكهم بالطائرات والدبابات، إبادات جماعية، جثث محرقة، أجساد ممزقة، قتلى تجاوزوا بالأرقام أكثر من خمسة عشر ألفاً، بينهم أكثر من ألف طفل، ومثلهم من النساء، وعشرات الآلاف من المفقودين والمعتقلين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأضاف «من الخطأ والتسطيح أن نفسر هذا الإجرام والطغيان تفسيراً سياسياً مادياً، أول خطوة في رؤيتنا لهذه الأزمة أن نضع هذه المعركة والمجازر في مكانها الصحيح، فأهلنا في الشام يخوضون حرباً دينية عقائدية من طائفة منافقة فاجرة، تكفر الآخرين، وتتشفى بتعذيبهم وإذلالهم وقتلهم، تاريخهم وواقعهم يقطر دماً، وينضح خيانة. إن ما يجري اليوم في بلاد الشام لهو والله ملحمة من ملاحم الجهاد التاريخية، ملحمة بين حق وباطل، ونفاق وإيمان. ملحمة حروفها دماء الشهداء الزكية، وأغلال الأسرى الأبية، كلماتها صرخات الأطفال والنساء واليتامى، وأنَّات الثكالى. ولن ينس التاريخ ملاحم أبطالنا في أرض الشام... سيشهد التاريخ أن أهل الشام قبضوا على لهيب الجمر، ظاهرين على الحق لم يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم».
وأكد القطان أن التاريخ سيذكر أن أهلنا في الشام قد مسَّتهم البأساء والضراء وزلزلوا، وكل ذنبهم أنهم آمنوا برب العبيد، ولم يركعوا لسياسة العبيد. وسيدون التاريخ، أن الأطفال في سوريا، ينحرون ويذبحون وتقطع رؤوسهم، وتدك المدن والقرى والمباني والمساكن والمساجد، على رؤوس الأبرياء والعزل ويهجرون، والمجتمع الدولي يتفرج، ولا أحد يحرك ساكناً، وحسبنا الله ونعم الوكيل فيما نرى ونشاهد. وسينطق التاريخ أن أهل حمص وحماة وإدلب ودرعا والحولة، وكل شبر في أرض المقاومة قدموا أرواحهم وأموالهم وأطفالهم قرباناً من أجل دينهم ورفع الظلم القاهر عليهم.
تطبيق القانون
أوضح خطيب جامع العجلان بعراد الشيخ د.ناجي العربي أن هناك كلاماً مخيفاً، في إشارة للحوار مع المعارضة، وأنه بصدد التأكد والتثبت منه، محذّراً من الحوار الأحادي المنفرد، مطالباً الدولة بتطبيق القانون على الجميع دون استثناء، ورفض أي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي للبحرين سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، عبر الضغوط التي تمارس والإملاءات التي يراد تنفيذها.
وقال إن من أفسد في البلاد مستمر في الفساد، ومن خطط لأذية البلاد مازال يخطط، ومن دافع عن البلاد لايزال يطالب بحقه ولكن لا أذن تسمع، مضيفاً بأننا لن نرضى أن يخرج المجرمون من السجن، ولن نرضى أن يعاقب أبناؤنا ويُترك أبناء الآخرين، داعياً إلى التماسك والترابط من أجل الدفاع عن البحرين وعن حقوق الشعب.
واستنكر الشيخ د.ناجي العربي ما حصل في سوريا الجمعة الماضية من مجازر استهدف فيها الأطفال بمختلف أشكال القتل، واستغرب من عدم تحرك العالم من أجل إنقاذ الشعب السوري، وقال بأنه لو كانت البشرية على فطرتها لكان مرتكب تلك المجازر في قفص الاتهام ينتظر أن تطوله يد العدالة، وبين أن العالم يعيش في شريعة الغاب في حين يتوهم الكثير أنها في قمة الثقافة وحقوق الإنسان وحريته، حيث لا يجد المظلوم من ينصره، ولا يجد الظالم من يردعه، فالقانون السائد هو البقاء للأقوى، وأن الحق لمن يمتلك القوة. مضيفاً بأن طهران هي من تدعم الجرائم التي ترتكب في سوريا، وهي نفسها التي تدعم المجرمين في البحرين، وهم بدورهم يدعمون سوريا.
ووجه نداء لدول الخليج العربي وجامعة الدول العربية وخاصةً خادم الحرمين الشريفين باعتباره أباً للجميع وقال إننا نستنهض في ذاته معاني نخوة الإسلام، ونخوة العروبة ونجدة الضعيف في أن يهبوا لنجدة إخواننا في سوريا.
مشدداً على أنه لم يوجه نداءه للدول الغربية وغيرها ومن يواليها لأنهم أعداء البشرية وأعداء العدالة، ولهم موازين خاصة يفهمون بها العدالة، فالعدالة عندهم تكمن في عدم تضرر مصالحهم فقط لا غير. وفي ذاته حمّل مسؤولية التمادي فيما يجري في سوريا على الدول العربية، داعياً الحكام إلى الالتصاق بالشعب والاستماع إلى النصح، الابتعاد عن ظلم الشعوب، وناشد ملك مملكة البحرين بتوجيه عنايته إلى أهل البحرين وخاصة الضعفاء منهم.
مخطط التمزيق
حذّر خطيب جامع عائشة أم المؤمنين الشيخ د.عبداللطيف آل محمود، في خطبته تحت عنوان «كيف ينظر الساسة الغربيون إلى الإنسان وحقوق الإنسان؟»، الشعوب الدول العربية والإسلامية عامة ودول الخليج العربية خاصة من الدورة الثانية لمخطط التمزيق الأمريكي الصهيوني الإيراني بعد أن فشل في الدورة الأولى من تنفيذ ذلك المخطط، مؤكداً أن السياسة الغربية نحو البلاد غير الغربية، الكيل بمكياليين للإنسان.
ودعا الشيخ د.عبداللطيف آل محمود أن تكون هذه الدول على مستوى المسؤولية وأن تعد العدة، وأن تعي ما يدور في الكواليس ولتعلم أن وحدتها على اختلاف توجهاتها هو الدرع الأول لإنقاذها وإنقاذ دولها من الحرب التي تنتظرها كما أثبته شعب البحرين لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وأوضح أن الساسة الغربيين يتعاملون مع الإنسان باعتباره نوعين، الأول: الإنسان الذي يحمل جنسية إحدى الدول الغربية أو يهودي الديانة، فهذا الإنسان يجب أن يكون محترماً محفوظ الكرامة يدافع عنه عند أي انتهاك لحقوقه مهما كان صغيراً. والنوع الثاني: إنسان لا يحمل جنسية الدول الغربية وليس يهودي الديانة، فهذا الإنسان ليس له حق من حقوق الإنسان إلا بمقدار ما يخدم السياسة الغربية، وهذه الحقوق التي يدافع عنها هي مؤقتة بوقت أدائه لهذه الخدمة.
وأضاف «والنوع الثاني من الإنسان عند الساسة الغربيين هم وبلادهم مختبر للتجارب ومحل للتلاعب بهم وبمقدراتهم لفائدة المصالح الغربية ، يتدخلون لحمايته إن كان في ذلك تحقيق لمصالحهم السياسية، ويتخلون عنه ولا يبالون به ولما يتعرض له، بل يتاجرون في قتله إن كان في ذلك تحقيقاً لمصالحهم السياسية».
وأشار إلى أنه للدلالة على هذا النوع من التفرقة انظروا ماذا فعل الساسة الغربيون بالأفارقة والآسيويين منذ أن وطأت أقدام الغربيين أراضيهم واستعمروها وبسطوا عليها هيمنتهم، وانظروا كيف يتعاملون مع المشاكل التي تحدث في الدول العربية والإسلامية ودول العالم الأفريقي والآسيوي، حيث رأينا أربعة أنواع من التعاملات في التعامل مع الدول العربية خلال السنتين الماضية والحالية، دول انقلبت فيها السياسة من الدعم التام للنظام الحاكم المستبد إلى الوقوف مع حركات الشعوب كما حدث في تونس ومصر، ودول تدخلوا في نزاعها بقوة السلاح كما حدث في ليبيا واليمن للوصول إلى حل يرتضونه ولو مؤقتاً، ودول يساندون فيها دعاة التمزيق وبث الكراهية كما حدث لدينا في البحرين كما هو واقع من التصرفات السياسية للولايات المتحدة الأمريكية بتحركات مكشوفة.
ومثّل د.عبداللطيف آل محمود لذلك بلقاء نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي دينيس ماكدونو في البحرين بدعاة تمزيق الوطن وبيعه والذين عملوا على بث الكراهية بين أبنائه بناء على الانتماء الطائفي باعتبارهم ممثلين للمجتمع المدني، فليس لغيرهم اعتبار لأن غيرهم لا يحقق لهم مصالحهم السياسية. علماً أن الأنباء تتحدث عن مفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران لصفقات سياسية في الشرق الأوسط لمصلحتهما على حساب دول المنطقة وشعوبها.
وأضاف، وهناك «دول يطيلون أمد الأزمة فيها رغم الآلاف المؤلفة من القتلى من المدنيين والنساء والأطفال كما حدث ويحدث في سوريا العزيزة ، ورغم قيام النظام السوري بمذابح ضد الإنسانية خلال ما يزيد عن السنة ، إلا أن الدول الغربية لا تتخذ أدوات الضغط الكافية لحماية الشعب السوري من النظام الطائفي الذي يستخدم كل أدوات القتل والتنكيل والتعذيب ضد أبنائه لأن هذا النظام خدم المصالح الغربية ، ويرون أن تغييره لا يساعد على تحقيق المصالح الغربية ومنها حماية أمن إسرائيل الذي قام به النظام الطائفي الحاكم منذ أن تولى الحكم إلى اليوم الحاضر. ويعينهم في ذلك النظام الروسي الذي يدعم هذا النظام بالسلاح والعتاد ويستخدم مع الصين الفيتو في مجلس الأمن لعدم اتخاذ أي عمل ضد هذا النظام الذي ثبت بما لا يدع مجالاً للشك قيامه بأعمال ضد الإنسانية، مع إمكانية اتخاذ إجراءات ضغط أكبر مثل الحصار الجوي والحصار البحري حتى ينقذ الشعب السوري من قبضة هذا النظام الطائفي الملطخة أياديه بدم الشعب السوري ودم الشعب اللبناني».
البعض يتستر
بعباءة الإصلاح
وقال فضيلة الشيخ فـؤاد عبيد خطيب جامع الشيخ محمد بن أحمد بن علي آل خليفة بالمنامة إن الإسراع بالاتحاد الخليجي مطلب شعبي قبل أن يكون توجهاً رسمياً، وسيظل محور الاهتمام إلى أن يكون واقعاً تلمسه شعوب دول مجلس التعاون وبخاصة في ظل التحديات وحالة التطورات الإقليمية والدولية.
وأوضح أن البحرين وبفضل وعي شعبها ستظل متماسكة رغم محاولات البعض جر الوطن إلى الفوضى عبر زرع بذور الفتنة الطائفية وتقسيم المجتمع والتي باءت جميعها بالخسران، بعد أن تكشفت أهدافهم للجميع على الصعيد المحلي والعالمي، والبعض مستمر في افتعال الأزمات وخلق البلبلة يؤكد أن من يقف وراء التخريب والإرهاب لا يريد الخير لهذا الوطن ويتخذ من الإصلاح عباءة يستتر بها.
وأضاف «المطلوب من الحكومة الآن مواصلة جهودها وسياساتها لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين في أوجهه المتعددة، وأن يقوم كل مسؤول بواجباته ومهامه، فخدمة المواطن هدف سامٍ والاضطلاع بها تشريف يتطلع إليه الجميع».
وقال الشيخ فـؤاد عبيد، في خطبته التي جاءت تحت عنوان «أيها المسلمون شيء من الخجل!!»، إن مجزرة الحولة البشعة في سوريا ارتكبت بينما مجلس حقوق الإنسان العالمي يعقد جلساته في جنيف وترتفع الصيحات والتقارير فيه عن البحرين، بينما يغض الطرف عن شلال الدم في سوريا. لقد ارتكبت مجزرة الحولة بينما المراقبون الدوليون موجودون في سوريا يؤدون مهمة التواطؤ الدولي ويشرّعون الصمت على القتل والذبح اليومي في بلاد الشام على أيدي الجلادين ومن يناصرهم.
وأشار إلى أن الدول العربية والإسلامية التي تبدو عاجزة عن عمل أي شيء تجاه إخواننا في سوريا، تستطيع -لو أرادت- أن تفعل الكثير، لكنها؟ -ربما- مشلولة الإرادة، ومشغولة بنفسها عن قضاياها الأساسية واكتفت بالتصريحات والبيانات، وهي بضاعة كاسدة في زماننا، والدليل أن هذه البيانات -على كثرتها- لم تردع إيران عن التدخل في شؤون دولنا ولم تخرجها من الأحواز ولا من جزرنا التي احتلتها ولم توقف تهديداتها رغم أن دول الخليج لو أعلنت، مجرّد الإعلان عن نية مقاطعتها اقتصادياً لأدى هذا الإعلان مفعول عشرات أو مئات البيانات التي صارت بدون أية قيمة ردعيّة لإيران وغيرها.
التحزب والتعصب
وأكد خطيب مسجد أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر أن قوى الشر والكفر والشرك والإلحاد تكالبت ضد إخواننا المسلمين في سوريا سفكوا دماءهم، وقتلوا أولادهم، وهدموا بيوتهم وأتلفوا مزارعهم وهاهي مجازرهم التي لا تخفى على أحد،كما قال الله تعالى في المفسدين والمنافقين: «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ».
وأضاف «هذا الذي فعله أهل الشرك والشر من قبل في العراق وأفغانستان فقتلوا وشردوا الملايين من المسلمين، وفي كشمير والشيشان وكوسوفا وغيرها في الزمن الحديث، وكيف تآمرت خفافيش الشر والظلام ضد مسرى الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم والأراضي الفلسطينية وتم احتلالها، وقبل ذلك التآمر على دولة الخلافة العثمانية وكيف تم إسقاطها، ونعرف جميعاً مصيبة سقوط الأندلس».
وقال إن أسباب هذا الضعف والهوان وتسلط الأعداء كثيرة، منها البعد عن الدين وترك تحكيم شرع رب العالمين، والتكالب على الدنيا، وتفرق الأمة وتشتتها وتحزبها. وقد أمر الله عباده بالاتحاد وحذرهم من التفرق والاختلاف، لأن الجماعة بجميع أنواعها وصفاتها إن كانت على الحق والهدى والخير فهي رحمة وبركة. والفرقة بأنواعها عذاب ولا خير في التفرق والاختلاف أبداً. فالفرقة مزقت شمل المسلمين وأوهنت قواهم. ولنعلم أن التحزب والتعصب ومخالفة النصوص الشرعية على رأس أسباب ضعف الأمة وتصدعها وتفرقها.
وأضاف «وذكر العلماء أنه ليس في الكتاب ولا في السنة ما يبيح تعدد الجماعات والأحزاب، بل إن في الكتاب والسنة ما يذم ذلك. فإن هذه الأحزاب تنافي ما أمر الله به وحث عليه. ولهذا وجب على العلماء والسياسيين وكبار العاملين في الحقل الدعوى والميدان الخيري والوطني تربية طلابهم وأبنائهم والعاملين معهم على العمل للإسلام وما فيه خير المسلمين جميعاً والابتعاد بهم التعصب للحزب والجمعية والمؤسسة الخيرية أو الدعوية أو السياسية أو الشيخ والزعيم وغير ذلك، ويبين لهم أنها وسائل للخير وليست غايات فلا يوالى ويعادى عليها».
لا حوار مع
من قال «اسحقوهم»
وقال خطيب جامع سبيكة النصف بمدينة عيسى فضيلة الشيخ جاسم السعيدي كيف يكون الحوار مع من قال «اسحقوهم» ومع من قال ارحلوا ومع من نصب المشانق ومع من ارتكب الجرائم والإرهاب وعاث في الأرض الفساد، وظن أنه استطاع تحويل البلاد إلى عراق آخر وبأن مشروع الخميني التوسعي القذر قد نجح، مضيفاً أن عيسى قاسم أصدر فتواه بسحق رجال الأمن والمواطنين وقتلهم وأيد كافة أعمال الإرهاب وقطع الطرقات ومع ذلك كله لم يُتخذ أي إجراء تجاهه ولم يُحرك ساكناً ليدل على هيبة الدولة والقانون.
واستطرد فضيلته «وهاهم اليوم يحتفلون بإحياء ذكرى وفاة الخميني صاحب المشروع الشيطاني في المنطقة والذي تعهد بتصدير ثورته الصفوية للجوار وتسخير كافة الإمكانات لذلك ونرى اليوم إعلامهم يحيي هذه الذكرى ويعيد لأنصاره روح التجديد لهذا المشروع السرطاني الذي يراد له الانتشار في المنطقة، ومع ذلك نرى أن مناهجنا وإعلامنا نائمون فلا تحذير من هذا المشروع ولا توعية لهذا المخطط ولا إعداد لجيل واعٍ قادر للتصدي لهذا العدو الصفوي الذي يتربص بالمنطقة بل على العكس لا نجد فيه إلا الانبطاح والتودد لمن يريد النيل منا».
وتحدث الشيخ جاسم السعيدي عن المسؤولية العظيمة التي تقع على المسلمين وخصوصاً الحكام في كل ما يتعرض له المسلمون من بلايا وخطوب وخصوصاً فيما يقع بهم من قتل ومجازر مروعة لا تفرق بين كبير أو صغير رجلاً كان أو امرأة، مؤكداً أن الجميع حكاماً ومحكومين سنقف أمام الله تبارك وتعالى محاسبون عن مسؤولياتنا تجاه المسلمين الذين يذبحون في سوريا ومن قبل في العراق وغداً لا نعلم أين.
وأكد السعيدي أن مناصرة إيران وأذرعها في دول الجوار للسفاح بشار الأسد هو دلالة على الحقد الدفين وتبعيتهم للفكر الصفوي الذي ليس له من الإسلام حظ ولا نصيب وهو فكر رعاه الهالك الخميني الذي يحتفل بمناقبه أتباعه هذه الأيام في ذكرى وفاته، بينما إعلامنا لا يتطرق لخطر هذا الفكر والتحذير منه، سارداً فضيلته بعض الجرائم التي ارتكبت بحق المسلمين من أتباع الصفوية خصوصاً في البحرين، رافضاً فضيلته الدعوة إلى حوار مع قتلة ودعاة إرهاب وسحق للمسلمين، وفي ختام الخطبة أكد فضيلته أن حلنا الوحيد هو الشريعة الإسلامية وتطبيقها والدعوة للعقيدة الإسلامية الصحيحة التي عبرها يقوى المجتمع ويعز المسلمون.
نصرة السوريين
دعا خطيب جامع خليفة بن موسى بالحالة الشيخ عبدالله الحسيني، في خطبته بعنوان «خلق التناصر فضائله ووسائله»، كافة المسلمين إلى نصرة إخوانهم السوريين، مشيراً إلى ما يلاقيه الشعب السوري في بلاد الشام من مآسٍ ومصائب على يد عصابات باطنية مجرمة لا تعرف للإنسانية معنى فتاريخها يتقطر دماً وخيانة، وآخرها مجزرة الحولة التي راح ضحيتها أكثر من 50 طفلاً.
وقال الشيخ عبدالله الحسيني إن خلق التناصر يعني إعانة المستضعفين في الوصول إلى حقوقهم المشروعة، وتأييدهم على الخلاص والنجاة من أنواع الظلم عن طريق الوسائل المشروعة، والسعي الحثيث في القيام بحاجاتهم حين يحيط بهم مكروه، وينزل عليهم بلاء.
وأوضح الشيخ الحسيني أن وسائل المناصرة تكون عبر النواحي المالية ببذل المال في سبيل الله والذي يعتبر من أعظم القربات، وقد قدمها الله على الجهاد بالنفس في العديد من المواضع، والمناصرة الإعلامية من خلال الاستثمار الأمثل لوسائل الإعلام المختلفة لنصرة قضايانا، والمناصرة القانونية بأن يتحرك أهل الاختصاص في القانون لدعم قضايانا العادلة ونصرة إخواننا المستضعفين، والاستفادة من خبراتهم في ملاحقة المجرمين والمسيئين والظلمة والطغاة وتقديمهم للمحاكمة، والمناصرة السياسية بأن يتبنى القادة والساسة وأصحاب القرار قضايا الأمة ويحملوا همومها ويدافعوا عنها بحكمة وإخلاص وجدية في الميادين السياسية المختلفة، إضافة إلى المناصرة الدعوية، وذلك بإصلاح أنفسنا ومن حوالينا إصلاحاً شاملاً ليتحقق لنا أملنا.