بداية أكررها و سأكررها لا يعنيني أسم الرئيس القادم .. فالحمد لله أؤمن بأن لدينا نظام قوى و عبقرى قادر علي صهر شخصية الرئيس القادم داخل بوتقته الخاصة التي تخدم في النهاية مصر و أهلها .. و بالرغم من ذلك كنت و ما زلت أرى أن وجود شخصية عسكرية علي رأس الحكم في مصر ضرورة هامة جداً في هذا العالم المتربص بمصر و أهلها ... فبغض النظر عن كون الرجل العسكرى رجل حكم منذ الفتوة و بدايات الشباب .. و بغض النظر عن كونه يجيد فنون الكر و الفر في الحرب و اللاحرب .. و بغض النظر عن كون القائد العسكرى يعرف قيمة الدم و أهمية الحفاظ عليه و إن كان إهداره سيجلب له مجداً شخصياً .. و بغض النظر عن أن مصر بالذات لم ترى إزدهاراً سوى في عصور حكم العسكر منذ عهد الفراعنة .. مروراً بالفتح الإسلامي .. ثم عصر الدولة الحديثة علي يد محمد علي .. فإنهاء الوجود الإنجليزى علي يد الضباط الأحرار .. و نهايةً بإنجاز إكتوبر العظيم و تحرير الأرض الطاهرة من بين أصابع الصهاينة .. و بغض النظر عن أن أسوء عصور الحكم كانت علي يد أمراء الرفاهية ممن حكموا البلاد بملابسهم المُعطرة .. و بغض النظر .. و بغض النظر عن صفات كثيرة تتوافر في القائد العسكرى و لا تتوافر في غيره من اهل المدنية و الرفاهية من أمثالنا .. إلا إن أصرارى علي ضرورة وجود رجل عسكرى علي رأس المؤسسة الرئاسية له سبب آخر لا يقل عن المواصفات السابقة إن لم يكن أهمها .. ألا وهو الحفاظ علي وحدة الجيش المصرى و عدم السماح بظهور إمراء سلطة داخل الجيش في حال وجود مدني علي رأس نظام الحكم .. فوجود رئيس مدني يصنع حاجزاً نفسياً لدى القادة العسكريين عند تحاورهم مع هذا الرئيس حول الإستراتيجيات العسكرية الواجب تفعيلها .. خاصةً إذا كان هذا الرئيس لا يفقه شيئاً في العلوم العسكرية .. الأمر الذي يولد نوعاً من الإستهتار بأراء هذا الرئيس في الشأن العسكرى .. ومن ثما تنفيذ ما يرونه مثالياً أو إرغامه علي الموافقة علي التنفيذ .. و هنا تبدء هيبة الرئيس في التلاشي مما يجرىء البعض علي التمرد و من ثما الإنشقاق و بداية تحلل الجيش .. مما يهييء البلاد لغزو حتمي في القريب العاجل .. أما وجود قائد عسكرى فيمنع صناعة هذا الحاجز وهذه الهواجس فالتعامل معه يكون كقائد عسكرى تكون الكلمة ا؟لأولي و الأخيرة له .. فضلاً عن أن الرئيس العسكرى هو الوحيد القادر علي تفعيل الإستراتيجية العسكرية و الإستراتيجية السياسية جنباً إلي جنب دون إخلال بأى منهما .. و أعتقد أن قادة التيار الإسلامي يدركون ذلك جيداً و إلا لما أصروا علي تفتيت كتلتهم التصويتية و إفزاع الشارع منهم .. في النهاية كنت أتمني أن يكون الفريق خير الله هو من يصل إلي جولة الإعادة ليرحمنا جميعاً من خزعبلات المتحمسين من جميع الأطراف .. و لكنها إرادة الله .. أن نعيش كمصريين أياماً أخرى يلتهم بعضنا لحم بعض غيبةً و نميمة .. نهاية القول لا أعتقد أن الدكتور محمد مرسي يصلح رئيساً لمصر .. و سأعطي صوتي لقائد عسكرى يسمي أحمد شفيق .