بعد سنوات طويلة حافلة بالكفاح في ملاعب كرة القدم، يطمح النجم الأوكراني المخضرم أندري شيفتشنكو إلى كتابة كلمة النهاية في مسيرته الكروية الحافلة بحروف من ذهب وبشكل يمجد سنوات من العطاء.
ويحمل شيفتشنكو /35 عاماً/ شارة قائد المنتخب الأوكراني عندما يشارك مع الفريق في بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2012) التي تستضيفها بلاده بالتنظيم المشترك مع جارتها بولندا من الثامن من يونيو إلى أول يوليو المقبلين. ولكن بعض المحللين والمتابعين يشكون بالفعل في إمكانية تحقيق هذه الفكرة والحلم خاصة بعدما عانى النجم الكبير من بعض المشاكل والإصابات في السنوات القليلة الماضية كما داهمته الإصابة مجدداً في معسكر تدريبي أقيم في مطلع فبراير الماضي.
وأعلن المسؤولون في نادي دينامو كييف الأوكراني، الذي يلعب له شيفتشنكو حالياً، أن تجهيز اللاعب ليورو 2012 “في قمة الأولويات”. وخلال الشهور القليلة الماضية، ظل شيفتشنكو في حالة راحة بالعاصمة الأوكرانية كييف أو العلاج خلال المباريات التي يخوضها دينامو خارج ملعبه. وصرح شيفتشنكو، في مقابلة بالتلفزيون الأوكراني في أواخر مارس الماضي، قائلاً “عملية التعافي تسير بشكل مناسب.. إذا استمرت على هذا النحو، أعتقد أنني سأكون مستعداً”.
ومازال شيفتشنكو يحظى بشعبية جارفة لدى مشجعي كرة القدم في أوكرانيا. ولكن الخبراء الرياضيين يتساءلون بالفعل عما إذا كان هذا اللاعب الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في أوروبا عام 2004 وثالث أفضل الهدافين في تاريخ دوري أبطال أوروبا مازال قادراً على المنافسة على المستوى العالي في بطولة كبيرة مثل يورو 2012 حتى وإن أصبح لائقاً من الناحية البدنية قبل هذه البطولة. وولد شيفتشنكو في عائلة كادحة من طبقة العمال بقرية دفيركيفتشينا التي تقع على مسافة نحو 100 كيلومتر شرق العاصمة كييف. وكان شيفتشنكو في العاشرة من عمره عندما شاهده كشافو نادي دينامو كييف وتعاقدوا معه. ولم يكن المهاجم الشاب يهتم كثيراً في هذا الوقت بمهارات المراوغة بالكرة ولكنه كان ماهراً للغاية في اتخاذ المواقع الصائبة على أرض الملعب وخاصة أمام مرمى المنافس ليشكل خطورة ويسدد الكرة إلى داخل الشباك دون عناء. ويرى مشجعو كرة القدم في أوكرانيا أن شيفتشنكو هو آخر أفضل اللاعبين البارزين الذين تدربوا تحت قيادة المدرب الأسطوري فاليري لوبانوفسكي وأنه نموذج جيد وكلاسيكي للاعب العالمي الذي أنتجه أفضل ما في النظام الرياضي السوفييتي السابق.
ورغم المهارات الشخصية الرائعة التي يمتلكها، ربما يكون شيفتشنكو هو الاختيار الخاطئ لمدرب المنتخب الأوكراني لمواجهة أي من منتخبات إنجلترا وفرنسا والسويد التي تتنافس مع الفريق الأوكراني في مجموعته بالدور الأول ليورو 2012 حسبما أكد بعض المحللين الرياضيين. وذكر المحلل الكروي فيكتور ليونينكو، في مجلة “ناش فيك” الأوكرانية، “المباريات ستكون في غاية الصعوبة. ونحتاج للاعبين القادرين على الأداء بشكل هائل، ولكن شيفتشنكو لم يعد قادراً على ذلك لسوء الحظ”. وأضاف “ولكن المنتخب الأوكراني ليس نظيره الإسباني حيث نعاني من قصور واضح للغاية في اللاعبين البدلاء الجاهزين” مشيراً إلى أن مقاعد البدلاء الهزيلة قد لا تساعد المدرب على الاختيار بحرية”. وقال شيفتشنكو إنه يرى أنه يجب أن يحصل على مكانه في صفوف المنتخب الأوكراني وإنه كلاعب كبير في الفريق يجب أن يرشد ويقود الفريق الذي يتسم بالشباب في هذه البطولة التي تقام أمام جماهيره والتي قد تصبح الأهم في مسيرته الكروية. وقال شيفتشنكو “لا أريد أن أشارك في يورو 2012 فحسب. أرغب في تقديم عروض رائعة. لن أنزل إلى أرض الملعب إلا إذا كنت لائقاً تماماً.