سيسحب الدعم الهائل البساط من التوقعات التي تستبعد أوكرانيا من المنافسة حين يسعى منتخب البلاد لتحقيق المجد في بطولة أوروبا لكرة القدم 2012. وقال المدرب أوليج بلوخين الذي تولى المنصب في أبريل الماضي بعد اثنين آخرين لم يحققا نجاحاً كبيراً إنه لا تساوره أي أوهام بشأن فرص أوكرانيا التي تشترك مع أوكرانيا في استضافة النهائيات الأوروبية. وأضاف “وضع لنا هدف الفوز بالبطولة. لا أعرف من أين أتي هذا الكلام. بالطبع يجب أن تسعى من أجل ذلك لكن عليك النظر للأشياء بطريقة ملائمة. “علينا أولا التأهل من المجموعة.” وقاد بلوخين المهاجم الأسطورة لمنتخب الاتحاد السوفيتي السابق أوكرانيا للوصول لدور الثمانية في كأس العالم 2006 وهو أنجح مدرب في تاريخ كرة القدم الأوكرانية. لكن رغم قدرته الكبيرة على التحفيز سيكون بلوخين (59 عاماً) مضطرا لبذل جهد كبير من أجل تحويل الفريق الأوكراني الموهوب الذي يضم لاعبين صغار السن وعدداً من أصحاب الخبرة إلى فريق قادر على مقارعة فرنسا وإنجلترا والسويد في المجموعة الرابعة. وكشفت النتائج في الفترة الأخيرة عن ضعف وعدم توازن في الدفاع بينما جاءت معظم الأهداف في المباريات الأخيرة عن طريق لاعبي الوسط مثل أندريه يارمولينكو وأوليج جوسيف ويفجين كونوبليانكا. وعلى رأس المشاكل سيكون غياب الحارس الكسندر ريبكا عن البطولة بسبب قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بإيقافه لعامين بسبب المنشطات. وخسرت أوكرانيا بسهولة أمام البرازيل وفرنسا وأوروغواي وجمهورية التشيك في آخر مبارياتها الودية رغم أنها تأمل أن يكون التعادل 3 مقابل 3 مع ألمانيا نقطة تحول. وقال بلوخين “كان علينا تجديد الفريق بعد كأس العالم 2006 لكن ذلك كان أمراً صعباً جداً. لكن عليك الوثوق في نفسك. لن ننجح أبداً لو اعتقدنا أننا أضعف من فرنسا وانجلترا”. وعين بلوخين بعد جدل حول المدرب ميرون ماركفيتش (61 عاماً) الذي عهد إليه الاتحاد الوطني في البداية بمهمة إنشاء فريق يحقق طموحات أوكرانيا. واستقال ماركفيتش - الذي جمع مع العمل في المنتخب الوطني تدريب فريق ميتاليست خاركيف - من المنصب بعد أن اتهم الاتحاد ناديه بالتلاعب في نتائج مباريات عام 2008. ورغم تحقيق ثلاثة انتصارات وتعادل واحد كان أمام هولندا خلال ثلاثة أشهر قضاها في المنصب فإن ماركفيتش اختار الوقوف في صف ميتاليست خاركيف اعتراضاً على قرار الاتحاد. وقال بلوخين “توليت المنصب رغم الوقت الضيق. كان يمكن أن تصبح الأمور أسهل لو توليت مسؤولية الفريق قبل ذلك. كان سيتاح لي وقت أطول لاتخاذ القرارات التي أحتاج لاتخاذها الآن”. وستكون أول مشاركة لأوكرانيا في بطولة أوروبا هي الفرصة الأخيرة للتألق أمام نجمها المخضرم أندريه شيفشينكو. وشيفشينكو (35 عاماً) هو قائد الفريق وهدافه لكنه يعاني من مشاكل في الظهر منذ ترك تشيلسي الإنجليزي على أمل ترك بصمة في البطولة الأوروبية. وقال بلوخين “كل شيء بيده الآن. الأسماء لا تلعب كرة القدم. هناك قدر معين من العمل يجب القيام به ويعاني اندريه من مشاكل صحية.” كما ستكون بطولة أوروبا هي الفرصة الأخيرة أيضا أمام المهاجم قوي البنية اندريه فورونين (32 عاماً) الذي خاض موسماً رائعاً في أوروبا مع دينامو موسكو لكنه يعاني دائما للظهور بشكل جيد مع المنتخب الوطني. ويعترف بلوخين بصراحة بقلقه من الافتقاد للقوة التهديفية. وقال: “ أنا سعيد بقدرة لاعبي الوسط على تسجيل أهداف لكني أفتقد لمهاجم يضع المدافعين المنافسين دائماً تحت ضغط”. وسيقود أناتولي تيموشوك - لاعب بايرن ميونيخ وأكثر لاعبي أوكرانيا خوضا لمباريات دولية - زميليه ذوي الخبرة في خط الوسط سيرجي نازارينكو وأوليج جوسيف. وفي نفس الوقت فإن بطولة أوروبا 2012 ستشكل فرصة للجناحين المهاجمين كونوبليانكا وأندريه يارمولينكو وكلاهما عمره (22 عاماً) اللذين وجدا الآن لنفسيهما مكانا في التشكيلة الأساسية. وسجل كل منهما أهدافا في مباريات ودية ضد اوروجواي والمانيا. ويثير الدفاع غير المتوازن القلق. ولم يحصل بلوخين على فرصة حقيقية لتجميع لاعبيه الأساسيين منذ عودته للفريق. وتسببت الإصابات في خروج المدافعين الأساسيين تاراس ميخاليك ودميترو تشيجرنسكي من التشكيلة الأساسية الموسم الماضي. ولا يزال تشيجرنسكي ينتظر خوض مباراته الأولى تحت قيادة بلوخين. ولدى أوكرانيا باعث آخر للقلق إذ ستلعب مباراتيها ضد إنجلترا وفرنسا في مدينة دونيتسك الشرقية التي لم يحقق المنتخب الوطني أي فوز فيها.