كتب – هشام الشيخ: ناشد مشايخ ودعاة جميع المسلمين أفراداً وجماعات ومسؤولين المسارعة إلى إغاثة إخوانهم من أبناء الشعب السوري وإيصال أشكال الدعم كافة إليهم داخل سوريا وخارجها في مناطق النازحين الفارين من المذابح البشعة التي تصاعدت في الآونة الأخيرة، مؤكدين أن دعم إخوانهم واجب شرعي وليس مجرد تبرعات أو صدقة تطوعية، تأثم الأمة كلها إن لم تؤده، موضحين أن التقصير فيه يؤدي إلى تعرض باقي بلاد المسلمين للعدوان نفسه آجلا أو عاجلاً. وأوضحوا أن الواجب على المسلمين الآن الدعاء لهم باعتباره السلاح الأقوى، إضافة إلى الدعم بالنفس والمال، وعن طريق نشر قضيتهم والتعريف بها في مختلف وسائل الإعلام ، بما فيها وسائل الإعلام الإلكتروني، معربين عن استنكارهم لقلة الدعم الرسمي من جانب الدول العربية والإسلامية التي تمتلك الكثير من عوامل القوة والإمكانات المادية والسلاح، مؤكدين أن المساعدات المقدمة حالياً لا تغطي الاحتياجات الضرورية أو حاجتهم الملحة للحماية من العدوان المستمر. وأكدوا لـ«الوطن الإسلامي” أن واجب النصرة الآن فرض عين على كل مسلم بحسب قربه من سوريا واستطاعته تقديم الدعم لهم، وإن التبرعات المقدمة لهم تعد واجباً وجهاداً بالمال وليست صدقة تطوعية، وأوضحوا أن بعض العلماء رؤوا دعمهم بأموال الزكاة. وشددوا على ضرورة توحيد الجهود الإغاثية للأفراد والجمعيات والعلماء والدعاة، من أجل تحقيق الهدف من هذه التحركات وهي إيصال الدعم الإغاثي للشعب السوري الجريح، كما حذروا من مغبة القعود عن واجب نصرتهم في مواجهة أعداء المسلمين قد يصل إليهم خطرهم مستقبلاً. وقال الشيخ أحمد العسيري إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حث على أن نكون أمة واحدة “إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر”، ومن هذا المنطلق يجب على كل مسلم أن يتذكر إخوانه في سوريا بالدعاء لهم، وأن يبذل من ماله لإغاثة المنكوبين، مؤكداً على أهمية نشر قضيتهم عالمياً عبر وسائل الإعلام المتاحة خاصة في فيسبوك وتويتر. ودعا السلطات الرسمية في الدول العربية والإسلامية رفع دعاوى دولية للضغط لإيجاد حل لوقف المذابح البشعة التي ترتكب كل يوم بحق الشعب السوري الأعزل، إضافة إلى العمل على تسهيل عمل المشاريع الإغاثية عن طريق الجمعيات الخيرية. ورأى الشيخ أن الدعم الحالي المقدم للشعب السوري قليل ولا يرقى لحجم المعاناة، التي تهدم فيها البيوت والمساجد إضافة إلى اللاجئين الذين يحتاجون دعم إغاثي كبير في تركيا ولبنان والأردن. وأهاب بالعلماء وخطباء المساجد أن يكونوا يداً واحدة في نصرة الشعب السوري وأن يجتمعوا على كلمة سواء لتوحيد الجهود في النصح والإرشاد ، داعياً إلى تخصيص أسابيع للتبرعات وتذكير الناس بالدعاء إحياء للقضية. من جانبه ، أكد الشيخ عبدالناصر المحمود أن “الأمة تأثم كلها إن لم تتحرك لنصرة المسلمين في كل مكان وبالأخص في سوريا حيث تعتبر النصرة واجبة على الأقرب فالأقرب، فرض عين، لنصرة شعب سوريا. وقال: إن الدول العربية والإسلامية إن لم توحد صفوفها لنصرة الإسلام والمسلمين وتوقف اللعب بدماء الأمة فسوف تكون العاقبة عليهم جميعا عاجلا أو آجلا، وأشار إلى قول الله تعالى “فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ”، أي يبيدكم ويأتي بغيركم، وقوله تعالى “ وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا”، وأضاف أن “هذه آيات صريحة وإن لم نعى منهج الله فسيتمادى الأعداء الذين يتلاعبون بنا”. وبيّن أن اليأس لا ينبغي أن يتطرق إلى نفوس المسلمين وإن تعرضوا للإبادة حيث “إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون” والمقصود رحمة الله وتدبيره، وأن الأحداث تجري بإرادة الله رغم ما نراه من عدوان على المسلمين خصوصاً أهل السنة، مضيفاً أن الله قال “سنستدرجهم “، و«أملي لهم”، وهو نفس ما حدث مع سيدنا موسى عليه السلام.. قال تعالى “ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين”. وقال: “إن على المسلمين بذل ما أوتوا من نعمة ، أكثرها قوة الدعاء ، ثم المال ، والجهاد بالنفس ، وتجهيز الجيش الحر، ومساعدة المستضعفين ، وفتح المخازن الممتلئة.. أين موقف حكام المسلمين من المذابح التي يتعرض لها إخوانهم؟”. وأضاف: “يجب أن تتحرك الأمة رؤساء ومرؤوسين جماعات أو أفرادا من مرضاة الله ليس من أجل أحد ، لأنهم إن تخاذلوا عن مرضاة الله فستكون العقبى أن يُنصر الكافر العادل على المسلم الجائر”.