أكد استطلاع حديث أعدته كلية إنسياد لإدارة الأعمال وبوز آند كومباني، شمل 2000 رئيساً تنفيذياً، أن نحو 30% منهم يتوقعون قيام منطقة يورو أصغر حجماً، إذ يُعتبر التكامل الأعمق ضمن مجموعة أساسية حلاً براغماتياً للمشاكل الحالية. من جهة أخرى يبحث قادة الأعمال وصانعو السياسات خلال اجتماعهم في بروكسل وضع الاقتصاد الأوروبي، من أجل الارتقاء لمستوى التحدي الاقتصادي الأوروبي، إعادة تصميم النموذج الاجتماعي لأوروبا، إعادة رسم السياسات الأوروبية الخاصة بالابتكار والتكنولوجيا، إعادة توجيه السياسات الأوروبية للشباب، ونظرة الناشئة إلى أوروبا. وسيشكّل استطلاع جديد لآراء مسؤولين تنفيذيين رؤوا فيه أن على الاتحاد الأوروبي تعزيز عملية صنع القرار المالي، مع الإقرار بواقعية اعتبار منطقة يورو منكمشة اقتصادياً وتقدّم أوروبا بسرعتين، قاعدة النقاش في المؤتمر، فيما سيتولى مجلس الاتحاد الأوروبي تقديم المؤتمر. وسوفيتضمن المؤتمر كلمات رئيسة لكل من رئيس الحكومة الإيطالية ماريو مونتي والرئيس الكرواتي إيفو يوسيبوفيتس والأمين العام لمنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي أنجل غوريا. وقال مؤسس المؤتمر، دينيس سيرفوداتشي: “أسست المؤتمر منذ عامين للسماح للشركات المتعددة الجنسية بالتعبير عن آرائها الداعمة لأوروبا .. وفي هذه الأوقات المليئة بالتحديات، فإن قادة الشركات المتعددة الجنسية هم أكثر المخولين للخروج بأفكار لتحسين القدرة التنافسية الأوروبية وإعادة إحياء الحلم الأوروبي”. ويؤمن قادة الأعمال في جميع المجالات بقوة أوروبا ومستقبلها، رغم أن حوالي نصفهم يبدي قلقه حيال الوضع الحالي. ويرى قادة الأعمال أن الحل للوضع الحالي يكمن في منح سلطات الاتحاد الأوروبي المزيد من الصلاحيات، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالمسائل النقدية والخاصة بالموازنة والمسائل الضريبية. ويتعين على الاتحاد الأوروبي التركيز على الدول المتقشفة والمنضبطة التي لا تنجح في التوصل إلى موازنات متوازنة. غير أن إجراءات التقشف يجب أن تترافق دائماً مع استراتيجية نمو مقنعة. وقال عميد كلية إنسياد لإدارة الأعمال، ديباك جين: “المحافظة على علاقات قوية بين قادة الأعمال والشخصيات السياسية والأكاديميين أساسية لمستقبل أوروبا”، مؤكداً أن المؤتمر يساهم في بناء الجسور بين المقاربات العامة والخاصة من خلال الحوار البناء. يذكر أن مؤتمر وضع الاتحاد الأوروبي حدث سنوي يستطيع من خلاله كبار ممثلي مجتمع الأعمال مشاركة خبراتهم ورؤيتهم للوضع الراهن لأوروبا ومناقشة توقعاتهم للمستقبل مع رواد صنع القرارات. ويدعم المؤتمر أكثر من 50 شركة كبرى سيتحدث قادتها بالتفصيل عما يرونه ضروري لإعادة إطلاق عجلة النمو في أوروبا. ورأى قادة الأعمال - الذين شملهم الاستطلاع - أن على أوروبا أن تكون طموحة أكثر. ورحب المجيبون باستثمارات أوروبا في “الأجهزة” مثلاً تكنولوجيا المعلومات والنقل، لكنهم اعتبروا أنه يجب أن يكون لأوروبا طموحات مشابهة فيما يتعلق بالموارد البشرية والبرامج “التعليم والتدريب”. ويمتلك الاتحاد الأوروبي موارد بشرية لامعة، لكنه يفتقر غالباً إلى الثقة في النفس للإقرار بنقطة القوة هذه والاستفادة منها بالكامل. ومن شأن متابعة عملية مواءمة الأنظمة والاستمرار في تطوير سوق أوروبية موحدة أن يجعلا من أوروبا ذلك الاقتصاد الرشيق والمبتكر الذي يجب أن تكون عليه. وقال بير أولا كارلسون وهو أحد كبار نواب الرئيس في “بوز آند كومباني” والمدير الإداري للشركة في أوروبا: “من المهم الإشارة إلى أنه رغم الأزمة الحالية، يؤمن قادة الأعمال إيماناً راسخاً في الاتحاد الأوروبي”. وتابع: “كما أن لهم رؤية واضحة عن الاتجاه الذي يجب أن ينتهجه، أي المزيد من التكامل في المجالات النقدية والضريبية والخاصة بالموازنة، والمزيد من المرونة في الأنظمة الاجتماعية، والمزيد من الإصلاحات الهيكلية المطلوبة للمحافظة على الملاءة المالية للبلدان”. وقال: “إذا عملنا نحن كمؤسسات أعمال مع الحكومات والأفراد على تجسيد هذه الأفكار على أرض الواقع، فستتم استعادة القدرة التنافسية لأوروبا خلال العقود المقبلة والمحافظة عليها وتحسينها”. وشرح الرئيس التنفيذي لشركة “بيرسون مارستيلر”، وهي أحد منظمي مؤتمر، دايفد إيرنشو، وضع الاتحاد الأوروبي، أنه “في وقت تنقسم فيه الآراء بشدة حول الاتحاد الأوروبي، ومع وتيرة التغيير الفائقة السرعة اليوم، يسمح المؤتمر بالاستماع إلى مختلف وجهات النظر وتطويرها وجمعها. ويشكل المؤتمر إحدى أفضل الفرص المتاحة لقادة الأعمال وصانعي السياسات لتبادل خبراتهم والتفاعل وعرض آراء ووجهات نظر متعارضة عن مستقبل المشروع الأوروبي”. ويستضيف المؤتمر السنوي عن وضع الاتحاد الأوروبي هذه السنة كل من كلية إنسياد لإدارة الأعمال وبوز أند كومباني ومجلس الاتحاد الأوروبي وبيرسون مارستيلر.