كتب: عبدالله إلهامي: استنكر رؤساء جمعيات سياسية وناشطون اجتماع نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي دينيس ماكدونو بحضور سفير واشطن في المنامة مع أعضاء من جمعية الوفاق وأتباعها تحت مسمى “لقاء مع ممثلي المجتمع المدني” وتجاهل بقية القوى السياسية في المملكة، معتبرين ذلك إقصاء لمكونات المجتمع البحريني وحصره بجهة واحدة، ما يشير إلى استمرار تدخل الولايات المتحدة في الشؤون المحلية وإعطائها التعليمات للمعارضة الراديكالية التي تسعى لزيادة حدة العنف والانشقاق وضرب اللحمة الوطنية وإتباع المملكة لولاية الفقيه. واعتبروا ما يقوم به المسؤولون الأمريكيون والسفير كيلٌ بمكيالين تأكيد على عدم وقوف أمريكا مع الحقيقية ومع الإصلاح الذي تنتهجه المملكة ومع التعايش السلمي بين مكونات المجتمع البحريني الواحد. على نفس الصعيد، رفض رؤساء الجمعيات أي حوار أحادي مع الوفاق مشيرين إلى أن دعوة الوفاق إلى حوار منفرد يجمعها بالسلطة يؤكد تعنتها ومحاولة تفردها على أنها تمثل المجتمع، فضلا عن تجاهلها لمكونات المجتمع الأخرى، محذرين من أي خطوة في هذا الاتجاه. وأضافوا أن الوفاق في تخبط وضياع فكري وسياسي، جعلها تحاول الاستقواء بجهات خارجية، إلا أن المجتمع البحريني لن يقبل بأي تدخل خارجي أو أي حوار دون المشاركة في مخرجاته. وأوضحوا أن أمريكا تعتبر إيران خياراً استراتيجياً يمكن الاستعانة به لتحقيق أهدافها، لذلك فإنها تنسّق جاهدة مع أذناب طهران في البحرين من أجل الإضرار بمصلحة الخليج العربي والمنطقة. وكان نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي دينيس ماكدونو التقى بالمعارضة تحت مسمى “ممثلي المجتمع المدني البحريني”، على هامش زيارته الرسمية للبحرين، وأجرى حلقة نقاشية شملت مختلف القضايا المحلية والإقليمية. وشدد على الأهمية التي توليها أمريكا للمصالحة والإصلاح في البحرين. معبراً عن شكره وتقديره للمساهمات التي يقدمها المجتمع المدني لتحقيق هذه الأهداف. المؤشرات الحالية وأكد أمين عام جمعية تجمع الوحدة الوطنية عبد الله الحويحي أن عدم دعوة تيار الفاتح إلى أي حوار يعد تهميشاً كبيراً لمكون رئيس في المجتمع وفي الشارع السياسي. وأوضح الحويحي أن الحوار سيظل مطلباً للخروج من الأزمة، وذلك لن يتم إلا من خلال توافق شعبي على جميع المخرجات، مشدداً على ضرورة إيقاف عمليات التحريض والعنف في الشارع ووضع نتائج الحوار الوطني كمرتكزات للبناء عليها ونبذ الشروط الأخرى التي لا تحظى باجماع شعبي، إذ إنه لن يسمح لطرف أن يفرض رأيه على باقي الأطراف. ولفت إلى أنه ينبغي أن تكون انطلاقة الحوار من خلال المشتركات وليس من خلال أجندة يفرضها طرف واحد، مشيراً إلى أن ظروف مبادرة ولي العهد طرحت في وقت مختلف ومن رفضها في السابق يحتم عليه عدم التباكي عليها حالياً، موضحاً أن المعايير والقوى تغيرت ويجب التعاطي مع الواقع الحالي وفق المعطيات الموجودة على الساحة اليوم. ونوّه الحويحي إلى أن الوفاق باتت في حارة ضيقة تريد الخروج منها بأي ثمن، حيث إنه تم رفضها محلياً وإقليمياً ودولياً بسبب أعمالها المشينة، مضيفاً أنها تتجاهل كافة الأطراف بما فيهم المتحالفون معها بغية تحقيق مصالحها دون النظر إلى من حولها، إذ إنها لو كانت تضع في اعتبارها وجود شركاء في هذا الوطن لما وصلت البحرين إلى ما هي عليه، مؤكداً أن تعنت المعارضة وتمسكها برأيها وإيمانها بولاية الفقيه ينافي الديمقراطية التي ينادون بها ويتخذونها غطاء أمام العالم. واستنكر تغييب السفارة الأمريكية للتجمع في فعالياتها. الخيار الاستراتيجي من جهته، أوضح رئيس جمعية الأصالة عبدالحليم مراد أن سياسة الأصالة واضحة، إذ إنها ترفض الارتماء في أحضان الأمريكان، مشيراً إلى أن جميع المواقف السابقة أثبتت أن الولايات المتحدة تراعي مصالحها ولا تعبأ بمصالح الشعوب إلا إذا وافقت تلك المصلحة أهدافها، لذلك فإن أجندة الوفاق حينما توافقت معها، أصبح كل منهما يطبل للآخر، إذ اتخذت الوفاق السفارة الأمريكية في الأزمة وبعدها بمثابة الحد الذي يلجأون إليه. وأضاف أن مقابلة المعارضة للسفارة الأمريكية وقيام نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للاجتماع بهم تحت مسمى “ممثلي المجتمع المدني”، مقصياً بذلك باقي الجمعيات السياسية، يعد تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي، علاوة على أن ذلك يوضح تماماً أن الوفاق ليست إلا خلية نحل لكل من هب ودب، إذ إن من يقوم بتلك الأفعال لا يشك في نواياه الخبيثة التي تهدف إلى الإضرار بالخليج العربي، وبالشأخص البحرين، لذلك “فإننا نكرر رفضنا للدخول في حوار معهم”. واستنكر تحركات السفارة الأمريكية بسفيرها ودبلوماسييها الذي يعتبر ضرباً لسيادة الدولة وقانونها، كقيامه في الفترة الأخيرة بزيارة الجمعيات السياسية والجامعات الوطنية، موضحاً أن أمريكا لن تقبل المعاملة بالمثل والتدخل في شؤونها الداخلية، وعليها احترام أنظمة الدول الأخرى، قائلاً “لي الشرف بعدم دخول السفارة الأمريكية، على الرغم من دعواتهم المتكررة لذلك”. ولفت مراد إلى أن الولايات المتحدة حالياً تعتبر إيران خياراً استراتيجياً، كونها دولة سياسية وليست دينية وتراعي مصالحها بالدرجة الأولى حتى لو تنافت مع الدين، مشيراً إلى تعاونها وتنازلها للأمريكان في العراق وأفغانستان من خلال إصدار فتاوى متعددة لرجال الدين فيها، موضحاً أن أذناب إيران في المنطقة والبحرين خصوصاً يخدمون الولايات المتحدة في تحقيق غاياتها، بعكس أهل السنة الذين يمتلكون مبادئ وعقيدة تحتم عليهم الحفاظ عليها باستماتة، وذلك ما يعلمه الأمريكان فيعمل على التوجه إلى الوفاق وتطلق عليها ممثلة لمؤسسات المجتمع المدني. وقال: “الأصالة رسالتها واضحة لمن يحاول أن يفتح قنوات حوار مع المعارضة، إذ إنها ترفض التحاور مع من لا يدين العنف، بل يضيف الشرعية لكثير من الجرائم والمؤامرات التي تحاك ضد البلد، ويدفع ثمنها المواطن البحريني، سواء العسكري أو المدني أو المقيم، مما جعل الأغلبية الساحقة من الشعب تنفر مما يسمى بالوفاق ولا تثق بها، إلا أنها لازالت تستعلي وتريد أن تحدد شروطاً ووقتاً للحوار، وكأنها الطرف القوي الذي يحدد مصير الساحة البحرينية من عدمها، متجاهلة للمكون الأساسي في المجتمع، الذي يرفض أن يكون هناك أية حوارات خفية من تحت الطاولة، ينال من خلالها المعارضة بعض المزايا”. الضياع الفكري والسياسي وأكد رئيس جمعية الصف الإسلامي عبدالله بوغمار أن اقتصار لقاء نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي دينيس ماكدونو مع ممثلي جمعية الوفاق وأتباعها وتجاهل بقية مؤسسات المجتمع المدني دليل دامغ على “لعب” الأمريكان وكيلهم بمكيالين وإعطائهم التعليمات للمعارضة الراديكالية في البحرين، رافضا ذلك ومعتبره تدخلا سافلا وجذب كفة على حساب الأخرى. وأشار إلى أن المعارضة بذلت جهداً من أجل فتح المجال لإقامة حوار بوساطة السفارة الأمريكية والبريطانية وبعض المنظمات الخارجية، إلا أن اشتراط تلك الجهات على “الوفاق” بأن تدين العنف والإرهاب، يدل على أن تلك الجهات الأجنبية شعرت بأنها لا تريد الدخول في هذا النفق المظلم وتخسر باقي مكونات الشعب، مما جعلها تشترط ذلك الشرط القاسي، الذي يعد رفضاً غير مباشر، مؤكداً بأنه مهما حدث فإنهم سيتخلون عنهم في ساعة الصفر. وأكد أنه لا توجد أية وساطات لإقامة حوار بين الحكومة و«الوفاق” وكما قال وزير العدل لا حوار إلا بتواجد مكونات الشعب، بين طرفي الحكومة والوفاق وتلك إشاعة أطلقوها من باب ضعفهم، موضحاً أن طرق المعارضة لجميع الأبواب حتى الممنوع منها وما ليس له علاقة بقضيتهم دليل قاطع على التخبط والضياع الفكري والسياسي، إذ إنهم إن أرادوا الإصلاح فالجميع سيقف معهم، ولكن يبدو بأنهم ما يُملى عليهم. وأضاف أن رفض المعارضة لإصدار بيان يدين الإرهاب والتخريب ينم على فشلهم في تلك المؤامرة التي تحاول الاستقواء بالخارج، مشيراً إلى أن كافة مكونات الشعب لن تقبل بحوار تشترك فيه كما كان في حوار التوافق الوطني، موضحاً أن ما تقوم به الوفاق ليست مطالب معيشية وإنما لإذعان الدولة، كي تطبق ما يُملى عليهم من الخارج. الأطراف الخارجية ومن جانبه، استنكر أمين عام جمعية ميثاق العمل الوطني الديمقراطي محمد البوعينين اللقاء الأمريكي مع الوفاق وأتباعها، مؤكدا أن لقاء لون واحد من مؤسسات المجتمع المدني وتجاهل البقية (الذين يمثلون المجتمع البحريني) دليل دامغ لا يحتاج لإثبات أن أمريكيا بوجهين، وتنظر إلى الأمور بعين واحدة، ما يعني تورط أمريكي في أحداث المملكة يضاف على التورط الإيراني. أن الجميع يعلم بأن الأزمة التي أرادت “الوفاق” وأعوانها خلقها في مملكة البحرين هي نتاج لتعاونها مع أطراف خارجية عملت على دعم المعارضة للقيام بذلك، مشيراً إلى أن الوفاق وضعت نفسها في مأزق كبير على جميع الأصعدة، إذ خسرت الكثير من مؤيديها لتأييدها للأعمال الإرهابية والعنف. وشدد على رفضه لدخول بعض الجهات الخارجية في حوار مع المعارضة، موضحاً أن الوفاق فوتت العديد من الفرص وباتت تبحث حالياً عن طوق نجاة، إلا أنها مازالت منعزلة عن باقي مكونات الشعب ومصرة على عدم مشاركتهم. وأضاف أن الائتلاف الوطني مع مبدأ الحوار ولكن لابد من وجود ما يسبق ذلك، كعدم وجود شروط مسبقة، إضافة إلى إدانة العنف والإرهاب وتقديم الاعتذار للشعب البحريني عما بدر من المعارضة من ألم لعدد كبير من المواطنين، مشيراً إلى أن الحوار لا يعني عدم تطبيق القانون على من قام بأعمال إرهابية واعتدى على المواطنين والمقيمين.