كتبت - هدى عبدالحميد:
قال الرئيس التنفيذي لجمعية “التعافي من المخدرات” خالد الحسيني إن الجمعية أنشأت “دار الأمل” لإيواء المتعاطين من الشباب وتقديم الدعم الكامل لهم تمهيدا لإقلاعهم عن هذه الآفة والعودة لممارسة حياتهم الطبيعية.
وأوضح الحسيني في حوار مع “الوطن” أن الدار استقبلت منذ نشأتها وحتى الآن 27 حالة من مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي.
ونبه الرئيس التنفيذي الأسر إلى أبرز الأعراض التي تمكنهم من معرفة ما إذا كان أبنهم لا سمح الله وقع ضحية عصابات الترويج للتعاطي، ومنها أن الضحية يكون منسحب من الحياة الأسرية ويأتي إلى المنزل ليأكل وينام فقط، كما يقضي الوقت وحيداً (الانطواء والانعزال، الميل إلى الخجل والاكتئاب)، ويحدث الكثير من المشاكل في المدرسة ومع الرفاق، مع ظهور خدوش في أنحاء الجسم.
وأكد أن الدار توفر السرية التامة للمتعاطي الذي يعتزم الخضوع للعلاج وأسرته، كما توفر الجو الصحي للتعافي تماماً من الإدمان ويمكن التواصل معها عبر الخط الساخن 39656156، وإلى نص الحوار:
^ كيف تبلورت لديكم فكرة إنشاء الجمعية؟
نتيجة لانتشار آفة المخدرات بين الشباب في منطقة الخليج العربي ونظراً للشخصية الإدمانية، ومن خلال تجاربنا الشخصية مع كثير من الحالات، لوحظ أن الكثير من الذين تلقوا العلاج في مراكز علاج الإدمان عادوا للتعاطي بعد خروجهم، رغم أن دافعيتهم للعلاج داخل المراكز كانت مرتفعة، إذ يظل المتعاطي على أكثر تقدير لمدة أسبوع إلى عشرة أيام للخضوع للعلاج من الأعراض الانسحابية، ولكنهم يتجاهلون العلاج التأهيلي لتغير سلوك والمهارات التي اكتسبوها أثناء فترة التعاطي، لذا أنشأت جمعية التعافي من المخدرات “دار الأمل”، وذلك لإيواء هؤلاء الشباب وتقديم الدعم الكامل لهم لتجنب العودة لمثل هذه الآفة.
^ كم عدد الحالات التي تعاملت معها الدار حتى الآن؟
استقبلت الدار منذ نشأتها وحتى الآن 27 حالة من مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي ويتواجد حالياً بالدار 11 حالة، وللأسف فان صغر مساحة الدار تجعله لا يستوعب أكثر من 11 شخصاً، ولذلك لدينا قرابة 7 أشخاص مسجلين على قوائم الانتظار بالإضافة إلى بعض الذين ينتظرون توفر مكان دون تسجيل أسمائهم.
^ ما هي مكونات الدار؟
تتكون الدار من غرفتين: غرفة تسع لأربعة أشخاص، وغرفة أخرى تتسع لسبعة أشخاص، بالإضافة إلى غرفة صغيرة لممارسة الرياضة بها جهاز للمشي، وجهاز للتقوية العضلات، وغرفة معيشة مع جهاز تليفزيون، وغرفة للمقابلات والاجتماعات وتقديم البرامج الإرشادية. وغرفة لتناول الطعام.
^ هل دور الجمعية وقائي أم علاجي؟
للجمعية دور وقائي توعي يهدف إلى توعية المجتمع بأضرار المخدرات وآثارها المدمرة وكيفية التعامل مع المدمن داخل الأسرة، وتم توزيع مطويتين في هذا الإطار وتتطلع الجمعية لأن تكون فاعلة بصورة مؤثرة في نشر التوعية بين أفراد المجتمع ومساعدة من يعاني من مشكلة تعاطي المخدرات بالطريقة الصحيحة وحماية المتعافي من التعاطي والأخذ بأيديهم إلى طريق النجاح.
وتسعى الجمعية أيضا إلى الإسهام من منطلق ديني ووطني في تثقيف المجتمع بأضرار المخدرات وكيفية التعامل مع المدمنين والعمل على احتواء المتعافين من الإدمان وتثقيفهم.
كما للجمعية دور علاجي بمساعدة أحد الأطباء في مستشفى خاصة إذ يتم استقبال الحالة ثم بعد فترة العلاج من الأعراض الانسحابية التي تستمر لمدة خمس أيام، يبدأ خضوع الحالة للبرنامج التأهيلي للدار بتوفير جو صحي يساعد المدمن على التعافي والتوبة.
وتتكفل الدار خلال تلك الفترة بالأدوية وبالإقامة الكاملة للحالة مع توفير الوجبات والقيام برحلة أسبوعية بالإضافة إلى الخروج يومياً للتنزه وممارسة الرياضة خلال الفترة من صلاة المغرب إلى أذان العشاء وذلك بممشى دوحة عراد أو ممشى متنزه الشيخ خليفة. وتحرص الدار على ذلك لأن الرياضية تساعد في تفتح الذهن وتساعد الجسم على التعافي بشكل سريع، ونظمت الأسبوع الماضي عمرة للحالات التي يتم التعامل معها.
^ ما هي الجهات التي تتعامل معها الجمعية لإنجاز مهمتها؟
نتعاون حالياً مع جمعية العائلة البحرينية التي قدمت الدعم المادي والمعنوية للدار، وقدمت خبرتها؛ إذ لها سابق معرفة في التعامل مع هذا المجال، كما نحرص على تبادل الآراء والأفكار معهم بما يخدم أهداف الجمعية. كما تنظم الجمعية العديد من الزيارات مع وزارة الداخلية، والقيادة العامة، والحرس الوطني، وتتعاون مع تلك الجهات لتحويل أي متعاط تم القبض عليه لأول مرة للمساهمة في علاجه وتقديم كافة الدعم له للحفاظ على مستقبله ومنحه فرصة أخرى للانخراط في المجتمع والبعد عن دائرة الإدمان.
^ ما هي إجراءات وشروط القبول في الدار؟
أولاً الحصول على صورة من جواز السفر، والبطاقة الشخصية، والتعهد بالالتزام بقوانين الدار، والمحافظة على نظام الدار، ويتم فتح ملف لكل شخص يحوي التقرير الطبي، كما يتم إعداد تقرير لكل حالة.
^ ما هي الصعوبات التي تواجه عمل الجمعية؟
نحتاج إلى دعم مادي كبير لتوسيع الدار وتقدم خدمات لعدد أكبر من الحالات، إذ أن مساحة الدار لا تسمح بمعالجة اكثر من 11 شخصاً ويوجد لدينا عدد كبير على قوائم الانتظار بالإضافة إلى أننا نتمنى أن يتوفر لدينا أطباء وأخصائيين لعلاج الإدمان.
^ ما نوعية الشباب الذي يقع ضحية المخدرات؟
الشباب الذي يفتقد للوازع الديني، والأطفال ممن لا يجدون الاهتمام الكاف من الوالدين لانشغالهم وتركهم دون رقابة هم أكثر شريحة تقع فريسة لتعاطي المخدرات.
وأحذّر الأسر من أن هناك من يحاولون إغراء الأطفال ممن هم في سن الـ14 عاماً فما فوق لجذبهم ليكونوا في دائرة الإدمان، وتقول أحدى الأمهات التي عانى أبنها من الإدمان “إنها أثناء البحث عنه وجدت أن هناك مكان مخصص في استراحة للخيول مجهز ومكيف وبه ثلاجات مليئة بالطعام لإغراء من هم في سن أبنها وأكبر للتعاطي”.
ومن يقع في شرك هذه الدائرة التي تبدأ بالحبوب وتتدرج لتصل إلى الهيروين يصبح ضحية للتعاطي المخدرات.
^ كيف تدرك الأسرة أن أبنها مدمن؟
من يستخدم المخدرات يبدو طبيعياً في البداية، وهناك علامات منذرة قد تستطيع الأسرة من خلالها التعرف أن أبنها يتعاطى المخدرات، وأشار إلى أن غير الراشدين يُصبحون مدمنين بشكل أسرع من الراشدين وأكثر عرضة لتدمير أجسادهم ومشاعرهم.
وهناك عدة أعراض يجب أن ينتبه إليها الأهل: منها أن الابن يكون منسحب من الحياة الأسرية ويأتي إلى المنزل ليأكل وينام، كما يقضي الوقت وحيداً (الانطواء والانعزال، الميل إلى الخجل والاكتئاب)، لا يتحدث عن أصدقائه ونشاطاته، يهجر الأصدقاء القدامى، ظهور صداقات جديدة، حدوث مشاكل في المدرسة، هروب، أعتداء على أشخاص، غير منظم، زيادة حاجته إلى المال، الميل إلى الكذب واختلاق المبررات والخداع، والمراوغة للحصول على المال، حدوث مشاكل مع الشرطة، حوادث، سرعة، قطع إشارة، اختفاء أشياء ثمينة من المنزل دون اكتشاف الفاعل، التوقف عن ممارسة الأنشطة والهوايات الشخصية، الكسل والتثاؤب المستمر، تغيير عادات ومواعيد النوم، عدم الاهتمام بالمظهر، وإهمال النظـــــــــافة الشخصية، اضطراب المزاج، والعصبية الزائدة، وإثــــارة المشاكل لأتفه الأسباب، كثرة الخروج من المنزل، وقضـــــــــــاء أوقات طويلة في الخارج دون إبداء أسباب مقنعة، الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة، ظهور علامات غير معهودة مثل حــــروق في الملابس، احمرار في العينين، التعب طــــــــــــوال الوقت، صعوبة الحديث، اصفرار الأصابع، خدوش في الوجه والساعدين حتى منطقــــــة الكوع، الهرش المتكرر للأنف، وجود أشياء تتعلق بالمخدرات في غرفتــــــــه (حبوب، قصدير، ملعقة، أُبر).
وقال: إن هذه أبرز العلامات التي قد تلاحظها الأسرة على الابن إذا كان وقع ضحية مشكلة المخدرات، وإذا الأسرة عجزت عن تحديد طبيعة وأسباب المشكلة فيمكنهم الاتصال بالمختصين على خط المساعدة: 39656156. وأفاد الحسيني أن المؤسسين للجمعية التي تم إشهارها في شهر مارس الماضي هم : إبراهيم عبدالله، محمود بوعلي، خالد الحسيني، مبارك الجنيد، يوسف البنعلي، سمير خادم، عيسى محمد، أحمد العسيري، عبدالرحمن السند، حسن محمد، أحمد يوسف صلاح الدين، وأسامة السورتي، وتم اختيار 9 أشخاص يشكلون مجلس الإدارة.