قال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى إننا في مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى سعينا للاستفادة دوماً من التجارب الناجحة حولنا والانفتاح عليها، معتبراً أن الروابط مع جمهورية الهند مكسب استراتيجي متبادل يقدر البلدان قيمته وأهميته على مختلف المستويات. وأكد صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى، لدى استقبال رئيسة جمهورية الهند براتيبها باتيل لسموه بمقر إقامتها في العاصمة الهندية نيو دلهي في اليوم الثاني من زيارة سموه إلى جمهورية الهند، أن ما يميز علاقات مملكة البحرين وجمهورية الهند هي الأساس الراسخ تاريخياً منذ آلاف السنين الذي دعمه موقعا البلدين الاستراتيجي والتبادل التجاري المتميز، مما فتح المجال واسعاً للعديد من فرص تعزيز التعاون والتنسيق إلى وقتنا الحالي ويجب علينا أن نواصل البناء على ذلك بما فيه الفائدة المشتركة للبلدين. وأبلغ سموه رئيسة جمهورية الهند تحيات حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى وتمنيات جلالته لجمهورية الهند الصديقة دوام التقدم والازدهار، معتبراً أن الروابط مع الهند مكسب استراتيجي متبادل يقدر البلدان قيمته وأهميته على مختلف المستويات. واستذكر سموه زيارته السابقة إلى جمهورية الهند وما حققته من نجاح ونتائج، مشيراً إلى التطلع الدائم لتعزيز التواصل والتقارب وزيادة الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين في مختلف القطاعات لما لها من دور كبير في الدفع قدماً بزيادة أطر التعاون الاقتصادي. وأشاد سموه بما للهند من مكانة استحقتها دولياً والتي تأتي نتيجة لما يبذله أبناؤها من جهد وعمل دؤوب للبناء وتحقيق أفضل مستويات التطور والتنمية والإنتاجية ورفد النمو. وقال سموه “إننا في مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المفدى سعينا للاستفادة دوماً من التجارب الناجحة حولنا والانفتاح عليها، ولقد عشنا معاً وبنينا معاً ما نفتخر به جميعاً ونسعى ونحرص على إكمال مشواره لتعزيز موقع المملكة الذي ما كان ليكون لولا تضافر جهود جميع أبنائها”. وأضاف سموه أن تحقيق النجاح والنتائج المرجوة للجميع وتخطي التحديات يستلزم دائماً أن نكون يداً واحدة تسعى للخير وتنبذ كل ما من شأنه الإخلال بمكاسبنا من عنف وممارسات سلبية للحفاظ على توازن المجتمع واستقراره وصون انسجامه. وتناول اللقاء المنعقد بين رئيسة جمهورية الهند وصاحب السمو الملكي ولي العهد جملة من الشؤون الإقليمية والدولية واستعرض الطرفان مجالات التنسيق والتعاون الثنائي المشترك، مؤكداً حرص مملكة البحرين على التنسيق مع جمهورية الهند فيما يتعلق بالنطاق الثنائي بين البلدين وكذلك على المستوى الدولي. وأعرب سموه عن الشكر والتقدير للدعم الكبير الذي أبدته جمهورية الهند لمملكة البحرين خلال الظروف التي مرت بها، منوهاً بالدور الذي تقوم به الجالية الهندية في مملكة البحرين من إسهام مشكور تدعم الجهود التي يقوم بها أبناء البحرين لتعزيز مسيرة التنمية والتطور في المملكة. من جانبها، شكرت الرئيسة قيادة مملكة البحرين على ما توليه من رعاية واهتمام بالجالية الهندية المقيمة ومن حرص على أمنها. وتمنت لمملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى النجاح والتوفيق في كافة مساعيها وجهودها لتخطي آثار الفترة الماضية، حيث تعد المملكة شريكاً مهماً تدعمه الهند وتحرص على استقراره وأمنه وازدهاره. وأبلغت فخامة الرئيسة سمو ولي العهد إيصال تحياتها لجلالة الملك المفدى و تمنياتها للبحرين بدوام التقدم و الازدهار. ورحبت فخامة الرئيسة بزيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد التي من شأنها تعزيز أوجه التعاون الراسخة بين البلدين الصديقين وتقوية الاستفادة من المزايا التي يتمتع بها البلدين وتفعيل لمزيد من مجالات العمل المشترك. حضر اللقاء وزير العمل جميل حميدان، ووزير المواصلات كمال أحمد القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية، ومستشار الشؤون الاقتصادية والسياسية بديوان سمو ولي العهد الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة، ومدير العلاقات الخارجية بوزارة الخارجية د.ظافر العمران، وسفير مملكة البحرين لدى جمهورية الهند محمد شيخو، وسفير جمهورية الهند لدى المملكة موهان كومار. استشراف فرص التعاون والتنسيق وأكد صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى لدى لقائه مع رئيس وزراء جمهورية الهند مانموهان سنغ أن ما توليانه مملكة البحرين وجمهورية الهند من دعم مشترك لمواصلة استشراف فرص التعاون والتنسيق الثنائي من شأنه أن يبني جسوراً صلبة وأطراً متينة لتحقيق المزيد من النتائج الإيجابية في العلاقات الثنائية ما بينهما. وقال سموه إن ما تتميز به القطاعات المختلفة في مملكة البحرين من مزايا سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي جعل من المملكة بوابة عبور هامة استفاد منها العديد من الشركاء الإقليميون، وتأتي جمهورية الهند الصديقة لتتبوأ مكانة مميزة في تبادل المزايا والإمكانيات على المستوى الثنائي كشريك نقدره ونثمن تفاعله في البحرين. وقال إن ما تم توقيعه خلال زيارته الحالية لجمهورية الهند من اتفاقيات ثنائية ما هو إلا تواصلاً للسعي المشترك من البلدين لتعزيز العمل المشترك بينهما على المستويين الرسمي والخاص. وثمَّن سموه خلال اللقاء الذي عقده مع رئيس الوزراء الهندي مواقف بلاده الداعمة للبحرين، مؤكداً أن ديمومة الإصلاح والمحافظة على مسيرته ليس بالعملية السهلة ولكنه التزام تمسكت به مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المفدى كنهج لتحقيق ما فيه خير ومصلحة الوطن وأبنائه. من جهته، أبلغ رئيس الوزراء الهندي مانموهان سنغ تحياته لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، مشيداً بالخطوات التي تتخذها مملكة البحرين للمحافظة على مسيرة التنمية والإصلاح، مؤكداً الثقة في قدرتها على تحقيق نتائج إيجابية في هذا المجال وصون أمنها واستقرارها، الذي تدعمه جمهورية الهند في إطار التزامها بعلاقتها الوطيدة مع مملكة البحرين ومنطقة الخليج العربي. وشكر رئيس الوزراء الهندي مملكة البحرين على الإجراءات والخطوات التي اتخذتها لتعزيز حقوق القوى العاملة المقيمة، مقدراً الرعاية التي تحظى بها الجالية الهندية في البحرين. حفظ روح البحرين الجامعة الموحدة من جانب آخر، اعتبر صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى في لقائه مع نائب رئيس جمهورية الهند محمد أنصاري بمقر إقامته الرسمي أن قوة ومتانة العلاقات التاريخية ما بين مملكة البحرين وجمهورية الهند الصديقة يضاعف من أهمية المحافظة على الزخم في التنسيق والتعاون بين البلدين وتعزيزه في جميع الجوانب لتدرك هذه العلاقة المتميزة إمكانياتها كاملة. وأعرب سموه عن التقدير والشكر للدعم الذي قدمته جمهورية الهند للمملكة في الفترة الماضية، معتبراً أن الموازنة بين الاحتياجات الفعلية للبحرين وطبيعة مجتمعها ومسار التنمية الذي تتخذه مع المحافظة على روح البحرين الجامعة الموحدة هو الصيغة الأمثل لتحقيق مزيد من التقدم والاستقرار للمملكة. وقال سموه إن المملكة كغيرها من بلدان العالم مرت بالتحديات من قبل لكنها بفضل الله وحرص قيادتها وشعبها على صون مصلحة الوطن والحفاظ عليها ستتمكن من تجاوز آثارها. وأعرب سموه خلال اللقاء عن التقدير الكبير للجالية الهندية المقيمة في المملكة التي أعطت الكثير بإخلاص و تفانٍ، لتعكس حضارة وثقافة بلدها برقي. من جانبه، أعرب نائب رئيس جمهورية الهند عن ثقته في أن مملكة البحرين ستتجاوز بحكمة قيادتها والنية الصادقة آثار الفترة الماضية، قائلاً إن بلاده تحرص على علاقتها مع مملكة البحرين وتدعم استقرار المملكة وأمنها وازدهارها. وفي لقاء سموه مع وزير الشؤون الخارجية اس ام كريشنا أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى أن تنوع مجالات التعاون والتنسيق بين مملكة البحرين وجمهورية الهند هو تطور طبيعي لامتداد الروابط التاريخية بين البلدين الصديقين، مشيراً إلى حرص البحرين على تعزيز التنسيق مع الهند على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية. وقال سموه إن الاهتمام المتبادل بين مملكة البحرين وجمهورية الهند على تنمية العلاقات بينهما يترجم جلياً من خلال النشاط المشترك بين مختلف القطاعات في البلدين وتنامي معدله باستمرار. وأعرب سموه عن تقديره لموقف جمهورية الهند الداعم لاستقرار وأمن مملكة البحرين وما أبدته الجالية الهندية المقيمة من التزام ومشاعر تضامن طيبة خلال الفترة الماضية. من جانبه، أكد وزير الشؤون الخارجية بجمهورية الهند الحرص الدائم لبلاده على تدعيم أطر التعاون والتنسيق مع مملكة البحرين في جميع المجالات، مشيراً إلى ما تشكله مملكة البحرين ومنطقة الخليج العربي من أهمية استراتيجية كبيرة للهند نظراً لعلاقات الصداقة التاريخية الممتدة، مما يجعل الهند تولي اهتماماً كبيراً باستقرار وأمن هذه المنطقة الحيوية. وحضر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى مأدبة عشاء أقامها نائب رئيس جمهورية الهند على شرف سموه والوفد المرافق. وتم على هامش المأدبة توقيع مذكرتي تفاهم بين مملكة البحرين وجمهورية الهند، حيث وقع وزير المواصلات كمال أحمد والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية ووزير الدولة للشؤون المالية نامو نارايان مذكرة تفاهم حول معلومات الضرائب، كما وقع سفير المملكة لدى الهند محمد شيخو ووكيل (الشرق) بوزارة الخارجية الهندية سانجاي سنغ مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال تقنية المعلومات. من جانب آخر، تم في دلهي أمس عقد سلسلة اجتماعات بين القطاع الخاص البحريني والهندي بتنظيم من مجلس التنمية الاقتصادية. كما تم قبل الاجتماعات توقيع اتفاقية بين غرفة صناعة وتجارة البحرين وقعها رئيس الغرفة د.عصام فخرو واتحاد الصناعات الهندية وقعها نائب الرئيس التنفيذي راجيف مينيين.