حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من حرب أهلية كارثية في سوريا بعد مجزرة الحولة التي قتل فيها أكثر من مائة مدني وأثارت موجة استنكار دولي, وذلك بينما انتقدت الولايات المتحدة مجددا الموقف الروسي الداعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد, وحذرت أيضا من شبح الحرب الأهلية.
وقال بان اليوم الخميس في إسطنبول حيث يشارك بمنتدى شركاء تحالف الحضارات إن المجازر يمكن أن تغرق سوريا في حرب أهلية كارثية "لن نتمكن من الخروج منها".
جاء ذلك بينما انتقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون معارضة روسيا لتحرك في الأمم المتحدة بشأن سوريا محذرة من أن السياسة الروسية يمكن أن تساهم في اندلاع حرب أهلية. وحذرت كلينتون في كلمة أمام مجموعات من الطلبة في كوبنهاغن من أن أعمال العنف في سوريا يمكن أن تؤدي لحرب أهلية أو إلى ما سمتها حربا بالوكالة "بسبب دعم إيران لنظام الرئيس بشار الأسد".
واعتبرت أن غياب دعم الأمم المتحدة لتحرك في سوريا بسبب معارضة روسيا بشكل رئيسي يجعل الاستجابة للأزمة كما فعل المجتمع الدولي في ليبيا العام الماضي، "أكثر صعوبة". وقالت "لنتذكر أن إيران موجودة بعمق في سوريا، جيشها يقوم بتدريب الجيش السوري. فيلق القدس الذي هو أحد فروع الجيش، يساعدهم في تشكيل هذه المليشيات المذهبية".
من جهة ثانية, قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في اجتماع مع نظيره الصيني يانغ جيتشي إنه يتطلع إلى دعم الصين لخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان في سوريا.
وقد أكد متحدث باسم الخارجية الصينية أمس أن الصين تعارض التدخل العسكري ولا تدعم تغيير النظام بالقوة. واعتبر المتحدث أن الطريق الرئيسي لحل الأزمة مازال هو أن تدعم كل الاطراف جهود أنان للوساطة.
من جهته, جدد الرئيس التونسي منصف المرزوقي التأكيد على رفض بلاده المطلق لأي تدخل عسكري في سوريا، ودعا الدول المؤمنة بالعدل والحرية إلى الوقوف إلى جانب المظلومين الذين تقهرهم حكوماتهم.
وقال المرزوقي في كلمة افتتح بها اليوم الخميس أعمال الدورة الخامسة لمنتدى التعاون العربي الصيني -الذي تنظمه الجامعة العربية وجمهورية الصين- إن تونس تدعم بقوة جهود كوفي أنان.
في غضون ذلك, بحث أنان مع ملك الأردن عبد الله الثاني آخر تطورات الأوضاع في سوريا, وتناولا الجهود التي يبذلها الأردن للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين رغم قلة الإمكانات والموارد.
يشار إلى أن الغضب الذي أثارته مذبحة يوم الجمعة في بلدة الحولة السورية دفع عددا من الدول إلى طرد دبلوماسيين سوريين كبار والضغط على روسيا والصين للسماح بتحرك أكثر صرامة ضد سوريا من جانب مجلس الأمن.
ويأتي ذلك بينما يتزايد الغضب بعد المجزرة التي وقعت في الحولة الأسبوع الماضي وقتل فيها 108 أشخاص على الأقل بينهم 49 طفلا، بحسب الأمم المتحدة.