خاضت طالبتان بحرينيتان من طلبة جامعة دلمون للعلوم والتكنولوجيا تجربةً مليئة بروح المغامرة والإقدام، إذ عايشتا مجتمعاً مختلفاً بمعالمه وطقوسه عن مجتمعنا البحريني، وقد تفننتا في رفد أبنائه بهويتهما، وبثقافة البحرين الأصيلة، ليتوج بنجاحهما المثمر في مشروع التبادل الثقافي، الهادف إلى تحقيق التعايش والانصهار بين مختلف الثقافات. الطالبتان، إيمان عبدالله وإيمان جعفر، وبعد أن نضج محصولهما المعرفي والثقافي في أروقة وقاعات جامعة دلمون الدراسية، وبدعم مباشر من رئيس الجامعة د. حسن القاضي، خاضا تجربة شيقة. وحول شعورهما حينما تلقيا خبر اختيارهما للسفر إلى الهند والعمل هناك؟ قالت إيمان إنه كان شعور مليء بالحماس والاشتياق لمعايشة تجربة مليئة بالمغامرات، إلا إن مشاعر صعوبة الابتعاد عن أسرتي كنت تراودها فارتعبت قليلاً، لتعاود رغبتها في تجربة الجديد القادم وتطفأ ذلك الارتعاب. أما إيمان فتفاجأت وفرحت كثيراً حينما علمت بالخبر، إلا أن رغبتها في تطوير ذاتها، وتنمية مهاراتها، ورغبتها في رؤية بلاد الهند والتعرف على ثقافة ذلك البلد الذي سمعت عنه الكثير، ساهمت في تمكنها من مقاومة أصعب المشاعر وهي فراقها لأبنائها. وحول طبيعة العمل التطوعي، قالت عبدالله: “كان المطلوب منا العمل كمدرستين متطوعتين بمدرسة خاصة في الهند، لتدريس اللغة العربية ومادة الرياضيات، وقمت باختيار المرحلة الابتدائية وهي الأصعب طبعاً في التعامل والتعاطي فهي تضم الأطفال”. واختارت المنظمة منطقة مليئة بالصعوبة والتحدي، وهي ضواحي ميروت على حدود مدينة دلهي الهندي، وهي منطقة فقيرة بشكل يصعب وصفه، ومكتظة سكانياً، وهي وخالية من المرافق الحيوية المطلوبة. وأضافتا: “كنا نعيش مغامرة حقيقية تغمرها دموعنا تارة ويدفعها الشعور بلذة التحدي والاستكشاف تارة أخرى، إلا أننا واجهة مشكلة في السكن، فقد كان السكن سيئاً لأبعد الحدود، وانتقلنا لاحقاً إلى سكن آخر أكثر ملائمة للعيش”. وعن تجربة العمل، وكيف كانت المدرسة وإدارتها، قالتا: “كانت إدارة المدرسة متعاونة معنا كثيراً وأمدتنا بكل ما نحتاج، إضافة إلى تضامن وتعاون المعلمات الهنديات هناك والذي أثلج صدورنا، ودفعنا إلى تكوين صداقات مستمرة معهن إلى هذه اللحظة. وأكدتا أن الرحلة علمتهما كيفية الاعتماد على النفس، نتيجة بعض المواقف الصعبة التي عايشناها، فعلى سبيل المثال انقطعنا عن التواصل مع أسرنا ابتداءً من يوم وصولنا لعدة أيام وذلك لصعوبة حصولنا على بطاقات هاتف أو شبكة إنترنت، إلى جانب ظروف السكن وقساوة الطبيعة هناك، وندرة الخدمات الحيوية بمختلف أنواعها. وقالتا إن إتاحة الجامعة الفرصة لنا لخوض التجربة مكننا من الاعتماد على النفس خصوصاً مع دعم منظمة “آيزك”، موضحتان أنهما عاشا ظروفاً صعبة للغاية إلا أنهما تجاوزتاها.