دعا المنتدى السعودي للمسؤولة الاجتماعية للشركات، خلال جلساته أمس الجهات الداعمة لقطاع المنشآت الصغيرة وخصوصاً الشركات الكبرى الناشطة في مجال المسؤولية الاجتماعية إلى المبادرة لطرح برامج دعم جديدة وخارجة عن المألوف. وكان المنتدى - الذي افتتحه الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة أمس وتنظمه الغرفة التجارية الصناعية بجدة ومجموعة الاقتصاد والأعمال- استكمل فعاليات اليوم الثاني بالدعوة إلى تأسيس وإدارة سلسلة توريد منسجمة مع استراتيجية المسؤولية الاجتماعية للشركات. وركَّز مدير العلاقات العامة والحكومية بشبه الجزيرة العربية في شركة “بروكتر آند غامبل”، تركي بن معمر، على مسؤولية الشركات تجاه المحافظة على البيئة، وتحدث عن أسلوب الشركة في التنمية المستدامة، مشيراً إلى أنها تتوازن مع التنمية الاقتصادية. واعتبر في الوقت نفسه أن قطاع الأعمال قادر على تحقيق الكثير من الإيجابيات من خلال تركيزه على قدراته في هذا الإطار، لافتاً إلى أن “فلسفة الشركة هي تحقيق الربح من خلال تحسين حياة المجتمع”. وأضاف: “على الشركات وقطاع الأعمال تخطيط وتطبيق استراتيجيات في الاستدامة البيئية الطويلة المدى”، ضارباً المثل على ذلك بتطبيق الشركة خطة للأعوام الـ10 المقبلة تتضمن اعتماد مصانعنا على الطاقة المتجددة بنسبة 30%. وأوضح أن الاستدامة البيئية في عمليات الشركة منذ يوليو 2007 وحتى يونيو 2011 ساهمت بشكل إيجابي في تخفيض نسبة استهلاك الطاقة في الشركة بنحو 16%، وتخفيض استهلاك المياه بنسبة 22%، إلى جانب تخفيض النفايات الصلبة بنحو 57%، وتخفيض إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 12%. بدوره، تحدث د. تحيمر عن “دور المسؤولية الاجتماعية في بناء سلاسل توريد مسؤولة، والتي من شأنها المساهمة في تخفيض التكاليف لدى الشركات”، مطالباً بتعزيز الدور الحكومي في هذا الصدد لاسيما من ناحية سنّ الأنظمة والقوانين والتشريعات التي تحفّز على تطبيق برامج المسؤولية الاجتماعية وتزويد المعلومات أو وضع لائحة سوداء تتضمن الشركات التي لا تطبق مثل هذه البرامج. إلى ذلك، تطرق مدير فرع منطقة مكة المكرمة في صندوق تنمية الموارد البشرية هشام لنجاوي، إلى برامج الدعم المتعددة التي يقدمها فرع صندوق تنمية الموارد البشرية في منطقة مكة المكرمة لصالح الشركات الصغيرة والمتوسطة والعاملين فيها. وأشار إلى أن تلك البرامج تتضمن دورات تدريبية للكوادر البشرية من الموظفين والعاملين ومكافآت مادية على مثال رواتب مدفوعة، كما تتضمن دعماً مادياً مباشراً للمنشآت. ولفت لنجاوي إلى أن الصندوق يعتبر اليوم لاعباً أساسياً ومساهماً رئيساً في دعم قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في مكة، وبحصة تبلغ حوالي 35% من مجموع الدعم الذي يحظى به هذا القطاع. من جهة أخرى، أكد المشاركون أن قطاع الشركات الصغيرة ورواد الأعمال السعودي يستقطب الكثير من المبادرات وبرامج الدعم، وقالوا: “يبقى حجم الدعم المتوفر غير كاف نسبة إلى حجم التحديات ومن أبرزها نسبة البطالة المرتفعة”. وعرضوا مجموعة من المبادرات التي تقدمها شركة الاتصالات السعودية في إطار المسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى مساهمتها في العديد من المبادرات الأخرى، ومن أبرزها: تأسيس “صندوق رأس مال جريء”، والذي بلغت أصوله نحو 250 مليون دولار، ويهدف إلى تعزيز روح المبادرة لدى الشباب السعودي الطامح الى تأسيس عمل حر”. ورأى مدير “برنامج إنطلاقة” في شركة “شل”، البرنامج العالمي للشركة في مجال المسؤولية الاجتماعية، أن “دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة يمثل أحد أبرز محاور التنمية في المجتمع”.