أكد عدد من المشاركين في ورشة عمل “دور الإعلام في نشر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان” التي نظمها معهد البحرين للتنمية السياسية مؤخراً أهمية أن يلعب الإعلام دوراً توعوياً في نشر هذه الثقافة في أي مجتمع، مع ضرورة التأكيد على صيانة وحماية هذه الحقوق من أية تعديات أو تجاوزات. مشيرين في الوقت ذاته إلى أن دور الإعلام المحوري في مثل هذه القضايا يتمثل في نشر الوعي المحايد بعيداً عن التضخيم أو المبالغة في استخدام شعارات رنانة، ظاهرها الدفاع عن حقوق الإنسان في ظل غياب الممارسات الحقيقية في المجتمع نفسه. موضحين أن الجميع يعمل اليوم وفق منظومة متكاملة، ويجب إدراك الفوائد الجمة التي سيستفيد منها الجميع من تعميق معاني حقوق الإنسان. من جانبها، قالت المشاركة أمينة عيسى: “كافة الموضوعات ذات الصلة بحقوق الإنسان أصبحت دارجة في مجتمعاتنا اليوم، وبخاصة البحرين بعد ما شهدته من أحداث مؤسفة، ومن الضروري على كافة الأفراد في أي مجتمع أن يدركوا حقوقهم وواجباتهم، وهما أمران يسيران في خط متواز واحد”. مؤكدةً أن وسائل الإعلام مهمتها الكشف عن أية تعديات أو تجاوزات على حقوق الإنسان، مع مراعاة أن تكون طريقة عرض التجاوزات موضوعية وحيادية ومطابقة للواقع، وألا يقتصــر الإعلام في نشـــــره لحقـــوق الإنسان على الاعتماد على الشعارات الرنانة التي أصبحــــت مكشوفة لدى الجميع في ظل ما يشهده العالم من تطور إعلامي متسارع. ومن جهتها قالت المشاركة هبة عبد الرحمن: “ الإعلام في وقتنا الحاضر يلعب دوراً كبيراً في نشر ثقافة حقوق الإنسان، سواء أكان مسموعاً أو مرئياً أو مقروءاً، كما يجب على وسائل الإعلام أن تعمق وترسخ في المجتمع وبين عموم الأفراد ثقافة الاختلاف وتقبلها، فلا يفسد الاختلاف في الرأي قضية بل يزيدها عمقاً ووضوحاً”. مشيرة إلى أن الجميع يعمل اليوم وفق منظومة متكاملة، ويجب إدراك الفوائد الكبيرة التي سيستفيد منها الجميع في حال تعميق معاني حقوق الإنسان. في السياق ذاته، قال المشارك عبد الله المعيلي: “إنه يستطيع تطبيق ما اكتسبه من الورشة على الواقع اليوم، إذ يركز العاملون في المجال الحقوقي على توعية الأفراد بحقوقهم، ويغفلون أو يتغافلون توعيتهم بواجباتهم تجاه المجتمع والآخرين ممن يعيشون معهم على أرض واحدة، الأمر الذي يؤدي أحياناً إلى المساس بحقوق جماعة على حساب جماعة أخرى. أما المشارك علي حمدان قال: “حقوق الإنسان من أهم الموضوعات التي يجب أن يلم بها أي فرد، كما يجب في الوقت نفسه أن يعي ما يقابلها من واجبات”. موضحاً أن دور الإعلام في نشر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان يعد واحداً من الموضوعات الجديدة علينا كشعوب عربية بشكل عام، وخليجية على وجه الخصوص. ويرى من واقع التجربة أن البعض استطاع انتهاك حقوق الغير تحت غطاء مفهوم حقوق الإنسان، وهنا يكمن دور الإعلام في نشر الوعي المحايد الملتزم بأخلاقيات المهنة بعيداً عن التضخيم أو المبالغة عبر استخدام شعارات رنانة لحقوق الإنسان دون وجود أية ممارسة فعلية في المجتمع نفسه.