أشادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في افتتاحية عددها الصادر اليوم الأربعاء بموقف الدول التي طردت سفراء ودبلوماسيي سوريا، واصفة إياه بالمؤشر القوي على "اشمئزاز" المجتمع الدولي حيال مجزرة الحولة التي حصدت أرواح أكثر من 120 سوري بينهم أطفال، إلا أنها اعتبرته غير كافٍ ما لم يتم إقناع روسيا بوقف بيع الأسلحة والفحم للنظام السوري.
ومضت الافتتاحية تقول إن الأزمة السورية في حاجة إلى مزيد من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية للضغط على الرئيس بشار الأسد وأعوانه، غير أن روسيا هي العقبة الأكبر في الطريق لتحقيق ذلك، إلا إذا قررت أن تنضم أخيرًا لركب المجمع الدولي وتساعد في وضع نهاية لهذه الأزمة.
وانتقدت "نيويورك تايمز" وعود الأسد المتكررة لكوفي أنان للموفد الدولي ومبعوث الجامعة العربية بوضع نهاية للعنف قبل ستة أسابيع، وما حدث في الحولة أثبت مدى كذبه، ورغم أن المسؤولين السوريين ألقوا باللوم على "الإرهابيين"، وطالبت الافتتاحية بالتحقيق في الأمر مع الأخذ في الاعتبار شهادة القرويين الذين قالوا لمراقبي الأمم المتحدة إن "الشبيحة" أو بلطجية الحكومة التابعين لطائفة العلويين قاموا بجزء من عملية القتل، وأطلقوا النيران على عائلات بأكملها من مسافة قريبة.
وأشادت الافتتاحية برد فعل مجلس الأمن السريع بإدانة سفك الدماء، وقالت إن روسيا والصين أجلتا دائمًا قرار مجلس الأمن بفرض العقوبات على سوريا لخشيتهما من أن قرار المجلس ربما ينتهي بتدخل أجنبي في سوريا مثلما حدث فى ليبيا. إلا أن مارتن ديمبسى، رئيس هيئة الأركان، حذر الأحد الماضي من أن استمرار الأسد في ارتكاب الفظائع سيؤدي في نهاية المطاف إلى تدخل عسكري، الأمر الذي ينذر بإذكاء فتيل حرب أكبر، فإيران تقف على الأبواب، والعنف الطائفي وصل لبنان وتركيا والأردن والعراق.