^   إيران الجارة الإسلامية التي تربطنا بها أواصر التاريخ والثقافة والدين والجوار تحتل جزر الإمارات العربية المتحدة الثلاث، استناداً إلى منطق القوة والغطرسة فقط وليس استناداً لأي حق أو قانون، فقط لأنها الأقوى ولأنها تستخف بدول الجوار العربي، وتستشعر أن الدول الكبرى لا تتحرك إلا من منطق مصالحها فقط، وأن إيران تجيد هذه اللعبة في الوقت الحاضر. إيران الجارة المسلمة التي مدت لها دول الخليج العربية يد الأخوة والصداقة الإسلامية، وتتبادل معها المصالح التجارية بالمليارات، يدعي بعض رموزها تبعية البحرين الدولة العربية المستقلة، بالرغم من عروبتها الراسخة وعروبة سكانها وبالرغم من تاريخها العربي وهواها العربي الخليجي، وبالرغم من أنها دولة عربية مستقلة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة وعضو في جامعة الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية التي تحظى فيها بالمكانة والتقدير أكثر مما تحظى بهما إيران الملالي. إيران الإسلامية لا يمكن اليوم وصفها -استناداً إلى الأفعال والأقوال الصريحة- إلا بـكونها (دولة احتلال وتوسع وأطماع )، طالما أنها لاتزال تحتل أراضي عربية، وترفض أي حل سلمي لإنهاء احتلالها لها، بعرضه على محكمة العدل الدولية، فلا فرق بين هذه السياسة العدوانية وسياسة المحتل الإسرائيلي للأراضي العربية؟ إيران الإسلامية التي تسيطر على إقليم الأهواز العربي منذ أكثر من ثمانية عقود لاتزال تصر على ممارسة سياسة مسخ الهوية العربية والتطهير العرقي ضد عرب هذا الإقليم، ولذلك فهي آخر من يمكن أن يتحدث عن التمييز والحرية والمشاركة والديمقراطية وحقوق الإنسان والاضطهاد وغير ذلك من العبارات التي تتكرر في الإعلام الإيراني الموجه للخارج فقط، ولذلك يحق لنا أن نتساءل: ما الفرق بين هذه السياسة والسياسة الإسرائيلية في الضفة والقدس؟ إيران الإسلامية اليوم تقدم المساعدة المادية والبشرية والدعائية والسياسية لنظام بشار الأسد على استباحة دماء شعبه بنفس التعنت والغطرسة التي يمارسها النظام الإيراني في الأحواز العربية، وهو الذي يدعم نظام الطائفية والمحاصصة في العراق، بل ويشكل ويدرب ويسلح ويمول الميليشيات في لبنان واليمن والبحرين والسعودية والعراق لزرع الفتن بين أبناء البلد من منطلقات طائفية ضيقة تصب في النهاية في مصلحة النظام في إيران الذي يناور ويستخدم هموم الناس وقضاياهم المشروعة منها وغير المشروعة، ويحولها إلى أوراق مساومة في بورصة المفاوضات والمساومات مع الغرب ومع الشرق على حد سواء؟ وحتى لا نتهم بالتجني أو التلفيق فقد أعلن العميد قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني أن نظام بلده حاضر في الجنوب اللبناني والعراق، وأن هذين البلدين يخضعان بشكل أو بآخر لإرادة طهران وأفكارها، زاعماً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإمكانها تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومة إسلامية على طريقتها. وفي الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات الإيرانية الرسمية برفض الاتحاد الخليجي ووصفه بكونه”خيانة عظمى” أعلن السيد محمد رضا رحيمي نائب الرئيس الإيراني بإعلان رغبة بلده بالاتحاد مع العراق بقوله “وحدة إيران والعراق تشكل قوة كبرى في العالم”.