^ هذه دعوة مباشرة أوجهها دون تردد إلى أصحاب الفكر وخبراء السياسة والاقتصاد العالمي لتنظيم مؤتمر دولي خاص يتناول شخصية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة باعتباره رجل سياسة واقتصاد، وباعتباره ظاهرة تستوجب الدراسة. فما قدمه خليفة بن سلمان للبحرين وللعالم لا يستهان به ويستحق أن يتم درسه والبحث فيه، فسموه مدرسة في السياسة وفي الاقتصاد يعترف بها البعيد قبل القريب والمعارض قبل غيره. وفي البحرين يجمعون على أنه لا يمكن لأحد من “المعارضة” إلا أن يقر بتميز خليفة بن سلمان وفكره النير وقدراته في عالم السياسة والاقتصاد والإدارة ويقر بحنكته وحكمته، وهو ما يعني أن سموه شخصية غير عادية وأنه لافت في هذه المجالات بشكل خاص. فإذا أضيف إلى كل هذا ما يمتاز به من كاريزما خاصة وشخصية قيادية وما يمتلكه من خبرة حياتية، فإن الدعوة إلى تنظيم منتدى عالمي خاص لدراسة ظاهرة خليفة بن سلمان دعوة مستحقة ينبغي أن يتسابق الكثيرون في الاستجابة لها، فسموه لم يعد خاصاً بالبحرين، ولو أن الأصول تفرض أن يبادر أهل البحرين قبل غيرهم إلى هذا الأمر كي يتميزوا فيه. ما قدمه خليفة بن سلمان للبحرين يعرفه القاصي قبل الداني، فهو مهندس السياسة البحرينية وهو قائد الاقتصاد وبانيه وهو حامل لواء التحضر ونقل البحرين إلى حيث تكون شريكاً في سباق الحضارة. في بداية السبعينيات عندما كانت دول أخرى كثيرة لاتزال محسوبة على فترة بعيدة عن كل جديد أوصل خليفة بن سلمان الإسفلت إلى كل “داعوس” في البحرين وبنى المدارس وأوجد البنية التحتية التي جعلت أصحاب رؤوس الأموال يختارون البحرين لنشاطهم في المنطقة. كل ما رآه الناس في البحرين ولمسوه بأيديهم من مظاهر تقدم وتطور ونماء هو من نتاج فكر خليفة بن سلمان. هذا أمر لا ينكره أحد، وعدم النكران هنا أمر جميل، ولكن مجرد الاعتراف بدور هذا القائد الفذ لا يوفِّه حقه، فخليفة بن سلمان يستحق بالفعل أن يدرسه الدارسون وأن يبحث الباحثون في فكره وفي شخصيته وفي قدراته في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة بل حتى في تميزه في مجال الاجتماع والتواصل مع الآخرين وهو المشهد الذي يدركه من يتشرف بحضور مجلس سموه. إن دعوة صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي لشرق آسيا الذي تستضيفه مملكة تايلند اليوم تحت شعار “صياغة مستقبل المنطقة عن طريق الربط” (كضيف شرف رفيع المستوى) هو بمثابة إعلان واعتراف دولي بما قدمه ويقدمه صاحب السمو من عمل مميز على مستوى العالم، والكلمة التي سيتفضل بإلقائها خلال المنتدى والتي سيتناول فيها “واقع ومستقبل الاقتصاد العالمي وأهمية التعاون الدولي في مواجهة أية أزمات متوقعة”، وسيتطرق فيها إلى “علاقات دول مجلس التعاون بصفة عامة ومملكة البحرين بصفة خاصة مع دول رابطة الآسيان وسبل تطويرها” هذه الكلمة هي نتاج تجربة طويلة وخبرة ومعرفة ودراية ستضيف إلى المؤتمر الكثير وستعطيه وزناً. وكما جاء في التقرير الإخباري الممهد لهذه الفعالية، فإن دعوة سموه للمشاركة في هذا المنتدى الدولي الهام تأتي “تجسيداً للمكانة الدولية المرموقة التي يحظى بها سموه إقليمياً ودولياً، وتقديراً لمبادرات وجهود سموه في مجال التنمية البشرية والمستدامة على الصعيدين المحلي والدولي”. ليست الدعوة إلى تنظيم منتدى دولي خاص لدراسة ظاهرة خليفة بن سلمان هي “لزوم المجاملة” ولكنها دعوة يستحقها سموه، ويستحقها العالم. فسموه بالفعل ظاهرة تستحق الدراسة والبحث بل تستحق أن تدرس في الجامعات والمعاهد السياسية والاقتصادية.