كتب – هشام الشيخ: توقّع مصدر مسؤول بالأرصاد الجوية استمرار حالة الطقس المغبر المترافق مع رياح شمالية قوية اليوم، وقال إن سحب الغبار ستكون كثيفة خلال ساعات الصباح الأولى، وتبدأ بالتحرك جنوباً خلال النهار، وتقل كثافتها تدريجياً حتى المساء، مشيراً إلى أن الرياح ستكون من معتدلة إلى نشطة غداً. وأضاف المصدر أن الرياح الشمالية عاودت نشاطها في البحرين بدءاً من مساء السبت، وكانت شديدة السرعة مع هبات بلغت سرعتها 41 عقدة، وغطت سحب الغبار الكثيف المناطق الشمالية من الخليج العربي على امتداد المناطق الشرقية لشبه الجزيرة العربية والوسطى للخليج. وتسببت الرياح المحملة بالغبار بتدني مستوى الرؤية بشكل كبير، وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة وصل ظهر أمس إلى 16 درجة مئوية، وتسبب الغبار المتصاعد في زيادة حالات الإصابة بأمراض حساسية الصدر والعين، واقتلاع الرياح كثيراً من لوحات الإعلان الطرقي، وأشجار في بعض المناطق. وتوقع موقع “بحرين وذرز” التابع لشؤون الطيران المدني، أن تصل درجة الحرارة العظمى اليوم إلى 21 درجة مئوية، والصغرى 15 درجة، وتطرأ زيادة بدرجات الحرارة غداً بمقدار درجة واحدة، مع فرصة مهيأة لتساقط الأمطار الأربعاء والخميس. وجددت إدارة الأرصاد الجوية تحذيراتها المواطنين خاصة مرتادي البر والبحر بأخذ الحيطة والحذر من الغبار والرياح شديدة السرعة. وبين المصدر أن درجات الحرارة لشهر مارس تظل أقل من معدلاتها اليومية، وتوقعت أن يكون الطقس بارداً نسبياً خاصة خلال الليل والساعات الأولى من الصباح، ومن المتوقع أن تعود إلى الارتفاع التدريجي نهاية الأسبوع. يذكر أن متوسط درجات الحرارة العظمى لشهر مارس يبلغ 24.7 درجة مئوية والصغرى 17.8 درجة مئوية، ومتوسط هطول الأمطار 14 مم، وأعلى كمية هطل لشهر مارس كانت 139.2مم عام 1995. من جانب آخر تأثرت حركة صيد الأسماك، حيث توقفت أمس مراكب الصيد في المرافئ نتيجة شدة الرياح وارتفاع الأمواج. وقال أطباء إن الغبار والأتربة التي تشهدها مملكة البحرين، منذ ثلاثة أيام، نتج عنها زيادة أعداد الإصابات بالأمراض الصدرية بنسبة تصل إلى 30%، مقارنة بالأيام العادية، كما أدت إلى زيادة حالات الإصابة بأمراض العيون بنسبة 50%، واعتبر استشاريون في طب الأمراض حساسية الصدر والعيون، العام الحالي الأسوأ منذ أعوام، في التقلبات الجوية وهبوب الغبار والأتربة. وقال استشاري الأمراض الصدرية والربو بمجمع السلمانية الطبي د.مهدي حسن إن الأيام الأخيرة الماضية شهدت أكبر زيادة في أعداد المصابين بأمراض الربو والتهابات الفيروسات والشعب الهوائية وحساسية العيون والأنف المترددين على السلمانية والعيادات الخاصة بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالأيام العادية، موضحاً أن التقلبات الجوية الحادة التي تشهدها المملكة العام الحالي من البرودة إلى الحرارة، إضافة إلى الغبار الشديد، تعتبر هي الأسوأ منذ أعوام وهو ما أدى إلى إصابة أعداد أكبر بالأمراض الصدرية. ونصح من يشعر بضيق في التنفس بسبب الغبار الحالي لأول مرة بمراجعة أقرب مركز صحي أو طبيب متخصص لتشخيص الحالة وإعطاء العلاج المناسب، وأضاف أنه في حالة الإصابات القوية فإن عليه مراجعة قسم الطوارئ، أو طبيبه الخاص إذا كان يتابع حالته قبل ذلك. وأوضح أنه للوقاية من الإصابة بتلك الأمراض أو تفاقمها للمصابين، التزام البقاء في مكان مغلق بعيداً عن الغبار، خصوصاً المصابين بالربو والأمراض الصدرية، مشيراً إلى ضرورة ارتداء الكمامات في حال دعت الحاجة للخروج من المنزل. وأضاف أن من أهم الإجراءات الوقائية خصوصاً في حال استمرار الغبار لأيام طويلة الالتزام بتناول الأدوية الوقائية والموسعة للشعب الهوائية مشدداً على أهمية اتباع المصابين بمثل هذه الأمراض المزمنة بما يتلقونه من علاج وأدوية طويلة الأمد تصل إلى أشهر، مما يقيهم من الحالات الطارئة نتيجة الظروف الجوية السيئة. وأكد د.مهدي أن مملكة البحرين، تشهد معدلات إصابة مرتفعة تفوق بعض دول الخليج، تصل إلى 10-15% من البحرينيين مصابين بأمراض الحساسية والربو، موضحاً أن تلك النسبة كبيرة جداً، وترجع إلى ارتفاع الرطوبة في الصيف وزيادة معدلات هبوب الأتربة والغبار والتقلبات الجوية المتزايدة كل عام، مضيفاً أنه لولا وعي شعبنا، لكانت زادت نسبة المصابين بالربو والحساسية عن 30% من أبناء الشعب البحريني. من جهته قال رئيس قسم العيون في مستشفى الملك حمد الجامعي د.مؤمن الريفي إن الظروف غير الطبيعية التي يشهدها الطقس في المملكة خلال الأيام الأخيرة أدى إلى زيادة عدد مرضى حساسية العيون المراجعين لمستشفى الملك حمد والعيادات الخاصة بنسبة تزيد عن 50% عن الأيام العادية، مشيراً إلى أن أغلب المرضى كان يشتكي من احمرار العين، ووجود حكة مزمنة بالعين، والشعور بأجسام غريبة داخل العين. وأوضح د.الريفي أن “هذه الأمراض غير خطيرة إذا عولجت بشكل جيد وسريع، حيث يمكن لأي شخص عمل العلاجات الأولية في المنزل من خلال غسل العين بماء بارد، واستخدام قطرات العين المرطبة والمنظفة مع ضرورة التأكد من عدم احتوائها على الكورتيزون، إضافة إلى استخدام قطرات مضادة للحساسية عند اللزوم، بشرط التأكد في هذه الحالة أيضاً من خلوها من مادة الكورتيزون، مضيفاً أنه يمكن طلب تلك الأنواع من قطرات العيون مثل الدموع الاصطناعية أو قطرة “بريزولين” من أي صيدلية، واستخدامها 3 مرات يومياً”. وقال الريفي إنه “في حالة عدم استجابة العين للعلاجات الأولية السابقة أو الشعور بتشوش الرؤية، واستمرار احمرار وعدم صفاء العين يرجى مراجعة أقرب مستشفى أو طبيب عيون متخصص لتقديم المعالجة اللازمة”. ودعا د.الريفي المواطنين إلى أخذ الحيطة بتجنب الخروج من المنزل مع استمرار اضطراب الأحوال الجوية خصوصاً المصابين بالحساسية المزمنة، واستخدام النظارات في حال الاضطرار للخروج، إضافة إلى تشغيل أجهزة التكييف مع التأكد من جودة فلاتر الهواء المثبتة بها. تعليق الدراسة بالكويت وبعض مناطق السعودية تسببت عواصف رملية غطت منطقة الخليج العربي أمس، بتعليق الدراسة في الكويت وبعض مناطق السعودية وإلغاء رحلات جوية. ويتوقع أن تستمر الموجة الغبارية في الكويت حتى الغد، وأمرت السلطات بوقف الدراسة حتى إنجلاء السحب الغبارية التي حدت كثيراً من الرؤية، ويمكن أن تتسبب بحوادث قاتلة. وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم السعودي، تعليق الدراسة بمدارس التعليم العام بالمنطقة الشرقية أمس، بما فيها محافظة الإحساء، على أن تستمر الدراسة في حفر الباطن. وناشدت إدارة الدفاع المدني السعودية المواطنين توخي أقصى درجات الحذر، فيما أجبرت سوء الأحوال الجوية بمدينة ينبع على ساحل البحر الأحمر طائرتي ركاب مصريتين على العودة إلى مطار القاهرة بعد نحو 90 دقيقة من الإقلاع. وكانت موجة الغبار خفيفة نسبياً في قطر، وظلت الرؤية واضحة معظم الأحيان، فيما نُقل مئات العراقيين المصابين بالربو وضيق التنفس إلى المستشفيات جراء العواصف الرملية. وسجلت أقوى العواصف المصحوبة برياح شديد السرعة بالعاصمة بغداد، حيث انعدمت الرؤية تقريباً أمس الأول، بينما انخفضت الحرارة 10 درجات تقريباً عن معدلها الطبيعي. وتوقعت دائرة الأرصاد الجوية أن تستمر العواصف بعدد من المناطق، على أن يتحسن الوضع تدريجياً بدءاً بعد الظهر بالمنطقة الوسطى، وهناك تخوفات من احتمال هبوب عواصف رملية جديدة تتزامن مع القمة العربية في بغداد 29 مارس. وقالت الأرصاد الجوية إن العواصف الرملية نتجت عن تأثر البلاد بمرتفع جوي من أواسط أوروبا ترافق بكتلة هوائية باردة وجافة.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90