يحظى ستيفن جيرارد باحترام بوصفه احد أكثر لاعبي الوسط تكاملاً في كرة القدم الأوروبية في ظل قدرته على تمرير كرات حاسمة وأحراز الأهداف. واقترب قائد ليفربول من الوصول لمباراته المئة مع إنجلترا التي ارتدى شارة قيادتها كثيراً وأحرز لها العديد من الأهداف المهمة. لكن مع اقتراب احتفاله بعيد ميلاده 32 واستعداده للمشاركة في بطولة جديدة تبدو هذه الفرصة الأخيرة أمام جيرارد الذي لم يلعب إلا لليفربول إذا كان يرغب في أن يحقق إنجازاً كبيراً يتذكره الجميع في المستقبل. وستكون الفرصة سانحة لرؤية جيرارد يعمل مجددا تحت قيادة المدرب روي هودجسون الذي أقيل سريعاً من منصبه من تدريب ليفربول بعد النصف الأول من موسم 2010-2011 لكنه تولى في مطلع مايو تدريب منتخب بلاده. ويمتاز جيرارد بالقوة وتغطية منطقة وسط الملعب دفاعاً وهجوماً وسبق أن قاد ليفربول للتتويج بعدة ألقاب أهمها دوري أبطال أوروبا لكنه لم يفز بلقب الدوري الإنجليزي من قبل. ورغم أن جيرارد يحظى بشهرة كبيرة ويعرف بروحه القتالية العالية التي جعلته خيارا دائما في تشكيلة إنجلترا تحت قيادة كل مدربي المنتخب إلا أنه لم يصل إلى قمة مستواه مع بلاده. وتسببت الإصابات في ذلك إلى حد كبير؛ إذ أبعدته عن المشاركة في كأس العالم 2002 لكنه أيضاً يملك بعض النقاط الإيجابية وجاء هدفه الدولي الأول في مباراة انتهت بالفوز على ألمانيا 5-1 في 2001 خلال تصفيات كأس العالم لكن ذلك ليس كافيا للاعب مثله. وسجل جيرارد 19 هدفاً منها عدد قليل جاء أمام منتخبات قوية وهو ما يقل كثيراً جداً عما أحرزه من أهداف بشكل منتظم مع ليفربول منذ ظهوره الأول معه في 1998. ولا يختلف جيرارد عن معظم لاعبي الفريق الأول في انجلترا في انخفاض مستواهم مع منتخب بلادهم. وسبق أن تعثر ما اطلق عليه الجيل الذهبي لإنجلترا وضم ديفيد بيكام وبول سكولز وفرانك لامبارد في البطولات الكبرى. وكثيراً ما دفع جيرارد ثمناً لمرونته وقدرته على اللعب في أكثر من مركز. ويلعب جيرارد أحياناً في مركز لاعب الوسط المهاجم أي تقريباً في مركز المهاجم المتأخر بينما يلعب في أوقات أخرى على طرفي الملعب وكان دائما ما يكون ضحية لمحاولات المدربين لاختيار تشكيلة تضم كل النجوم. ولم يحصل جيرارد على الفرصة المناسبة لإظهار قدراته الهجومية رغم أنه ظهر بشكل جيد عند مشاركته كبديل في مباراة واحدة في بطولة أوروبا 2000 أو حتى في آخر ظهور لإنجلترا بالبطولة القارية في 2004. وكان جيرارد كبير هدافي إنجلترا في كأس العالم 2006 قبل أن يهدر ركلة ترجيح أمام البرتغال تسببت في خروج الفريق من جديد عن طريق ركلات الترجيح في دور الثمانية. وارتدى جيرارد شارة قيادة إنجلترا في كأس العالم 2010 عندما قدم المنتخب الإنجليزي عروضاً ضعيفة لكنه أصر رغم ذلك على استكمال مشواره الدولي. وشعر كثيرون أنه يجب أن يحصل جيرارد على فرصة أخيرة لحمل شارة قيادة إنجلترا في بطولة أوروبا المقبلة في أوكرانيا وبولندا. وأكد هاري ريدناب مدرب توتنهام هوتسبير الذي كان مرشحاً بقوة لقيادة الفريق قبل تعيين روي هودجسون أن جيرارد هو القائد الطبيعي للفريق لكن بغض النظر عمن سيحمل الشارة في البطولة المقبلة فإن هذه الفرصة قد تكون الأخيرة للاعب للتألق. وعاد جيرارد إلى الملاعب في مطلع العام الجاري ومنذ ذلك الحين بدأ في استعادة مستواه العالي وأظهر عدة لمحات تؤكد أنه عائد بقوة.