بعدما وجهت بعض وسائل الإعلام نقداً حاداً لقرار الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بتعيين روي هودجسون مدرباً لمنتخب البلاد قد يعتقد كثيرون أنه مدرب مبتدئ وليس لديه ما يؤهله لشغل المنصب. لكن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة ويكفي إلقاء نظرة على السيرة الذاتية لهودجسون (64 عاماً) للتأكد من ذلك. وكان هودجسون لاعباً عادياً كما يقر هو بذلك ولعب في أندية ميدستون يونايتد وتونبريدج وانجلز والفريق الثاني لكريستال بالاس في الستينات من القرن الماضي لكنه ليس مدرباً متواضعاً أبداً بغض النظر عما كتبته عنه بعض الصحف المحلية مؤخراً. وهذه رابع مرة يتولى فيها هوجسون تدريب منتخب بعد قيادته منتخبات سويسرا وفنلندا والإمارات وعمل بوجه عام في 8 دول. لكن النجاح لم يكن حليفه في كل الأماكن التي عمل فيها إذ أقيل من تدريب بلاكبيرن روفرز في 1998 وأقيل الموسم الماضي من تدريب ليفربول بعد ستة أشهر من توليه المنصب. وفي الجانب الإيجابي تمكن هودجسون من قيادة فولهام إلى نهائي كأس الأندية الاوروبية في 2010. وبشكل أو بآخر يتشابه وضع المنتخب الإنجليزي في الكرة العالمية مع وضع فولهام في الدوري الإنجليزي الممتاز ولن تكون التوقعات الساخرة من الجماهير ووسائل الإعلام القاسية مفيدة للفريق. وجاءت معظم ردود الفعل السلبية بعد تعيين هودجسون من وسائل الإعلام التي كانت تؤكد على مدار أسابيع أن هاري ريدناب مدرب توتنهام هوتسبير هو الأنسب لشغل الوظيفة. وأخطأ النقاد في توقعاتهم ويقولون الآن إن هوجسون ليس الرجل المناسب. ورغم ذلك فإن جزءاً من الحقيقة قد يظهر قريباً للجميع. ومن أهم أسباب تراجع التفاؤل استقالة فابيو كابيلو من تدريب إنجلترا في فبراير الماضي رغم عدم تلقي الفريق أي خسارة في التصفيات وغياب المهاجم واين روني عن أول مباراتين في دور المجموعات بسبب الإيقاف. ووفقاً لديفيد برنستين رئيس الاتحاد الإنجليزي فإنه بوسع هودجسون «الذهاب إلى التدريب في أي مكان في العالم وسيحظى بالاحترام هناك على الفور». وسبق لهودجسون الفوز بثمانية ألقاب محلية لكنها في مسابقات دوري متوسطة المستوى مثل السويد والدنمرك كما إنه أول مدرب يعينه الاتحاد الإنجليزي في هذا المنصب يكون لديه خبرة العمل مع منتخبات. واستكمل هودجسون هذا الموسم مع وست بروميتش البيون الذي يعمل معه منذ أكثر قليلاً من عام واحد قبل أن ينصب تركيزه على كيفية أن تكون إنجلترا من المنتخبات القوية في بطولة أوروبا 2012 بعدما أوقعته القرعة في مجموعة تضم فرنسا والسويد وأوكرانيا التي تشارك في استضافة البطولة. وستكون هذه المهمة محفوفة بالمخاطر لمدرب أخفق في ليفربول ونجح مع وست بروميتش الذي قدم مستويات جيدة تحت قيادته هذا الموسم. وما يحسب لهودجسون أنه لم يحاول خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد لتقديمه لوسائل الإعلام الابتعاد عن الواقع الصعب الذي يواجهه. وقال هودجسون «نذهب دائماً إلى البطولات ولدينا ثقة على قدرتنا على الفوز لأننا بلد كبير كروياً. المنافسة لن تكون سهلة وربما تزيد الصعوبة هذه المرة لأن الرجل الذي قاد الفريق للتأهل ترك منصبه وجئت في مرحلة متأخرة جداً». وأكد تريفور بروكينج لاعب وسط إنجلترا السابق والمدير الفني للاتحاد الإنجليزي الذي كان من أسباب تعيين هودجسون أن هذا المدرب تنتظره مهمة صعبة. وقال بروكينج «في 2008 لم نتأهل (لبطولة أوروبا) وفي كأس العالم 2010 قدمنا أداء ضعيفاً. التوقعات منخفضة بعض الشيء في البطولة المقبلة.. لكني على ثقة في أن بوسع روي اختيار تشكيلة قوية قادرة على تطوير المستوى الحالي».