ستعود إنجلترا للمشاركة في بطولة أوروبا بعد غياب ثمانية أعوام تحت قيادة مدربها الجديد روي هودجسون الذي سيحاول تحسين سجل مؤلم لإحدى القوى التقليدية في كرة القدم الأوروبية. ومنتخب إنجلترا هو الفريق الأوروبي الوحيد الذي سبق له الفوز بكأس العالم دون أن يتوج بلقب البطولة القارية لكن قليلين جداً يتوقعون أن ينهي المنتخب الإنجليزي خصامه المستمر مع بطولة أوروبا خلال هذا الصيف. وتتوقف قدرة هودجسون (64 عاماً) - الذي تولى تدريب إنجلترا في الأول من مايو الجاري خلفاً لفابيو كابيلو الذي ترك منصبه في فبرايرعلى النجاح خلال بطولة أوروبا على بعض الأسئلة التي لم تجد إجابات حتى الآن. وفي ثماني مشاركات سابقـــــــة منــــــذ 1968 بلغــــــت إنجلترا الدور قبل النهائي مرتــــــين في 1968 عندما شاركت أربعة منتخبات في البطولة في إيطاليا وفي 1996 عندما استضافت البطولة. والآن وقبل أيام من المباراة الأولى لإنجلترا أمام فرنسا في دونيتسك بأوكرانيـــــــا في 11 يونيــــــــو المقبل تحولت مسؤولية اختيار التشكيلة من المدرب المؤقت ستيوارت بيرس إلى هودجسون. وسيضع هودجسون نصب عينيه ضرورة عدم تكرار خروج إنجلترا بشكل سيء كما حدث في كأس العالم 2010 عندما قدمت عروضاً ضعيفة وخسرت في دور الستة عشر أمام ألمانيـــــــــا 4-1 وهي أكبر هزيمـــــــــة لها في العرس العالمي. وتعرض كابيلو للنقد بسبب هذه العروض وشعر كثيرون أنه يجب أن يترك منصبه فوراً. لكن كابيلو استمر مع إنجلترا وعزز موقعه بقيادة الفريق إلى نهائيات بطولة أوروبا دون هزيمة بفوزه خمس مرات وتعادله في ثلاث مباريات بالتصفيات. والمشكلة الوحيدة لإنجلترا حدثت قبل 17 دقيقة من نهاية مباراتها الأخيرة في التصفيات أمام الجبل الأسود في السابع من أكتوبر حيث كانت ضمنت تقريباً التأهل لكن المهاجم وين روني تلقى بطاقة حمراء بسبب التعدي على ميودراج جودوفيتش. وعوقب روني المعروف بروحه القتالية العالية ويعد من أبرز لاعبي إنجلترا بالإيقاف في أول مباراتين أمام فرنسا والسويد. وسيكون بوسع مهاجم مانشستر يونايتد الذي أحرز أكثر من 30 هدفاً مع ناديه هذا الموسم أن يشارك في المباراة الثالثة لإنجلترا في ضيافة أوكرانيا في دونيتسك وهي المباراة التي قد تكون الأخيرة للفريق في البطولة. ومما لا شك فيه أن لاعبي إنجلترا الذين اعتادوا خوض مباريات قوية متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز مع مجموعة من أفضل لاعبي العالم بوسعهم الظهور أيضاً بشكل جيد. وعلى الأقل لدى هودجسون الذي قضى 15 شهراً في تدريب وست بروميتش البيون خبرة التدريب على المستوى الدولي بعدما سبق أن قاد سويسرا وفنلندا والإمارات. ولن تكون المشاركة في البطولات الكبرى جديدة على هودجسون إذ قاد سويسرا في كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة في أول ظهور للفريق بالبطولة في 28 عاماً. ويبقى من الصعب معرفة مدى التجانس الذي سيحدث بين طموح اللاعبين مع خبرة هودجسون الذي سيتعين عليه إيجاد المزيج المناسب من اللاعبين في وسط الملعب والتغلب على العجز في خياراته الهجومية بسبب إيقاف روني في مباراتين وإصابة دارين بينت وعدم امتلاك الثنائي الشاب داني ويلبيك من مانشستر يونايتد ودانييل ستوريدج من تشيلسي للخبرة الكافية. وبدأ ويلبيك وستوريدج الموسم بشكل رائع قبل أن يتراجع مستواهما. وبدأ أندي كارول الذي انضم الى ليفربول في صفقة كبيرة تسجيل الأهداف بعد غياب بينما تمكن جيرمين ديفو مهاجم توتنهام هوتسبير من إحراز 15 هدفا لبلاده لكنه قضى فترات طويلة من الموسم على مقاعد البدلاء في ناديه. وسيواجه هودجسون الآن أصعب مهمة في مشواره التدريبي وسيتطلع لقيادة إنجلترا لدور الثمانية على الأقل - وهو الدور الذي يخرج منه الفريق عادة بركلات الترجيح - بعد أسابيع قليلة من توليه منصبه.