كتب - حذيفة يوسف: أكد خبراء عسكريون ومحللون استراتيجيون أن اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي في الجيش الموحد سيشكل درعاً منيعاً ضد أي تدخلات خارجية، مؤكدين أن فكرة تكوين الجيش الخليجي رائعة وتتناسب مع ظروف المجلس الجديدة بعد انتقاله من مرحلة التعاون إلى الاتحاد. وأضافوا أن القرار الخليجي الموحد سيكون أكثر قوة في ظل وجود جيش موحد يحمل راية واحدة تمثل جميع بلدان المجلس، الأمر الذي لا تستطيع معه حتى المنظمات الدولية التدخل في شؤون الدول الخليجية، مبينين أن قوات درع الجزيرة المشتركة التي أدت مهماتها خلال العقود الماضية ستشكل النواة للقوات العسكرية الموحدة. وشددوا على أن توحيد جيوش دول مجلس التعاون وتوفير الكفاءات سيعزز القوة الخليجية الكبيرة، مما يخدم مصلحة دول الاتحاد جميعها، مؤكدين أهمية توحيد التدريب وإيجاد العقيدة والمبادئ الموحدة، مشيرين إلى سهولة الأمر في ظل تداخل العوائل والمصاهرة وانتشارها في جميع البلدان الخليجية. درعا منيعاً ومن ناحيته، قال الخبير الأمني بدر الحمادي إن الاتحاد في الشؤون العسكرية الخليجية سيشكل درعاً منيعاً ضد أي تدخلات خارجية، مبيناً أن توحيد جيوش دول المجلس سيجعل القوة الخليجية كبيرة، مشدداً على أن قوات درع الجزيرة أدت واجباتها في ظل الوضع السابق لدول مجلس التعاون والذي سينتقل قريباً إلى مرحلة الاتحاد. وأوضح الخبير أن في الاتحاد قوة في جميع المجالات سواء الاقتصادية أو العسكرية أو السياسية، مبيناً أن الاتحاد سيعطي الجيش الخليجي الصبغة الرسمية، ويجعله أكثر تأثيراً بشأن أمور الدفاع والتحرك تجاه الأعداء، وسيعطي القرار السياسي لدول المجلس المزيد من القوة والاحترام بسبب وجود القوات الضاربة التي تسانده. وأكد أهمية أن يكون للجيش الخليجي القدرة الكافية سواء في التدريب أو المناورات ودرء الخطر، ليكون له الشرعية الكاملة التي تجعل من جميع إجراءاته وخطواته سليمة، ويكون له الوزن العسكري الذي يرهب العدو المتربص بأمن وسيادة دول الاتحاد الخليجي. وأشار الحمادي إلى أن دول الخليج لديها التقنية والتخصصات العسكرية المتنوعة وهي من أهم العناصر التي يجب أخذها في الحسبان عند دمج أو تشكيل القوات الجديدة، مبيناً أن مقومات الجيوش تختلف من دولة خليجية لأخرى، وسيضمن ذلك التباين تلاحم القوى جميعاً في جميع الأفرع مما يعطيه المزيد من القوة. وبين أن الجيش الخليجي الموحد يجب أن يطبق معايير الامتياز والتفوق ليكون كاملاً من جميع أركان الأسلحة، والتي تشمل الدروع أو المشاة أو البحرية أو سلاح الطيران وغيرها، مؤكداً أهمية استقطابه للكفاءات من كل دولة لإخراج نخبة هامة، ودمج القوى الضاربة التي تتميز بها كل الدول الخليجية لبناء جيش حديث متطور ذي كفاءة متنوعة. وأوضح الحمادي أن تدعيم الجيش الخليجي بقوة حديثة ومتطورة سواء بالعناصر البشرية المدربة أو التكنولوجيا الحديثة بما تشمله من أسلحة متنوعة في جميع المجالات والخدمات اللوجستية والطبية وغيرها ستشكل جيشاً قوياً يليق بدول مجلس التعاون. وزاد أن قوات درع الجزيرة ظهرت في أيام مجلس التعاون الخليجي، وأدت دورها على أكمل وجه، مبيناً أن اختلاف التعاون عن الاتحاد الكونفيدرالي حسب المنظومة الاستراتيجية يحتم تشكيل جيش خليجي. راية واحدة وفي تطور متصل، قال المقدم الركن السابق في قوة دفاع البحرين الشيخ أحمد بن إبراهيم آل خليفة إن تشكيل قوة خليجية موحدة سيخدم دول المجلس جميعها ويحميها، مبيناً أهمية التدريب الموحد لتلك القوات، مؤكداً أن قوات درع الجزيرة نجحت في حماية دول الخليج من الأخطار الخارجية، مشدداً على ضرورة تعليق راية واحدة للجيش الخليجي في كل دول الاتحاد. وأوضح الشيخ أحمد آل خليفة أن تشكيل قوة خليجية موحدة يخدم جميع دول الاتحاد الخليجي سواء الصغيرة أو الكبيرة، كما إنه سيصد الأخطار الخارجية سواء العسكرية أو المتعلقة بالمنظمات العالمية التي تهاجم بعضها أحياناً، مؤكداً أن الاتحاد ليس جديداً على أبناء دول المجلس كونهم جميعهم ينتمون إلى عوائل وقبائل واحدة انتشرت في أنحاء دول المجلس. وأكد أنه وبعد ظهور الدعوات للاتحاد أصبح من الضروري التفكير فيما يسمى بالقوة الرادعة له، والتي تكون من خلال جيش موحد سواء في العدة أو العتاد أو المعدات العسكرية والتدريب المركزي، والأسلحة كالمشاة والدبابات والقوات الخاصة والدفعية وغيرها، مشدداً على أهمية تنويع مصادر الأسلحة للجيش. وبين أن قرار الاتحاد سيكون بالإجماع الأمر الذي يعطي المزيد من القوة سواء لتلك الدول المجتمعة أو جيشها الخليجي الموحد. وأشار إلى أن قوات درع الجزيرة نجحت في حماية دول الخليج من الأخطار وأصبح لها شأن عالي عالمياً وتحسب لها البلدان ألف حساب، مؤكداً أهمية تحويلها إلى قوات خليجية موحدة. قرار أكثر قوة ومن جهته، ذكر الخبير في الدراسات الاستراتيجية والدولية د. محمد جلال إن فكرة تكوين الجيش الخليجي جيدة وتتناسب مع ظروف دول المجلس الجديدة، مؤكداً أن قوات درع الجزيرة هي النواة لتلك القوات العسكرية الموحدة، مشدداً على أن القرار الخليجي سيكون أكثر قوة في ظل وجود القوات الموحدة. وأضاف جلال أن فكرة الجيش الخليجي الموحدة تناسب ظروف دول مجلس التعاون واحتياجاتها الأمنية والدفاعية، حيث ستحقق بناء عقيدة قتالية عسكرية موحدة، وبلورة تنسيق بين القوات الخليجية في مجال التدريب وفي مجال التسليح، بالإضافة إلى ربط التسلح والعمليات العسكرية القتالية لدول مجلس التعاون لتصبح واحدة. وأكد الخبير الاستراتيجي أن ذلك سيحقق لتلك القوات ميزة التفوق في مواجهة أي خصم تواجهه دول المجلس حيث ستكون القوى واحدة وبقرار عسكري استراتيجي موحد، مما يشكل درعاً ضد كل الأخطار الخارجية. وأشار إلى أن قوات درع الجزيرة هي النواة للقوات العسكرية الموحدة، مبيناً الحاجة إلى زيادة دعم عدد القوات ونوعية التسلح وبلورة عقيدة مشتركة على غرار ما يحدث بين التكتلات الدولية الرئيسة. وأوضح جلال أن النظام العالمي في توحيد الجيوش أخذ منحيين، كان أولهما النموذج الأمريكي والذي له جيش فيدرالي واحد على الرغم من وجود 52 ولاية، أما الأخر فكان قوات حلف “الناتو” التابعة للاتحاد الأوروبي والذي يملك جيوشاً مستقلة لكل بلد، بالإضافة إلى جيش نصفه موحد. وأشاد بالدور الذي قامت به قوات درع الجزيرة منذ تأسيسها، حيث ساهمت في تحرير الكويت من الغزو العراقي، وكانت نواة العمل المشترك لهذه الدول، بالإضافة إلى دورها في تعزيز أمن مملكة البحرين بعد تواجدها على أراضيه على الرغم من عدم تدخلها في المهام القتالية إلا أن وجودها كان تعبيراً عن المساعدة والدعم للمملكة. وأكد الخبير أن وجود جيش خليجي موحد سيدعم القرار السياسي الواحد في إطار الاتحاد، حيث تتخذه الدول ال6 في الرئاسة مما يعزز الموقف الخليجي لدى الدول الخارجية، وحينها ستعامل مواقف الدول الخليجية بطريقة أكثر جدية ورعاية واهتمام من قبل الخارج، ولن تلقى تدخلات من قبل المنظمات الدولية.