كتب ـ حسين عيسى: قال الخبير الاستراتيجي بالشؤون الإيرانية والشرق الأوسط صافي الياسري، إن الخميني أعدم وزير خارجية الشاه أمير عباس هويدا بعد توقيعه اعترافاً باستقلال مملكة البحرين، وفرّق الياسري بين المخربين وآخرين اعترضوا على إجراءات حكومية. وأضاف خلال محاضرته بمجلس الدوي في المحرق أمس الأول، أن الثقافة والأدب والفن الفارسي مشبع بكره العرب، وانعكس على الفكر السياسي الإيراني، فحار الساسة والحكام الفرس حول كيفية مسخ الهوية العربية، مستدلاً بسياسات إيران تجاه البحرين والعراق في السنوات الأخيرة من حكم آية الله الخميني. ولفت الياسري في محاضرة حملت عنوان “العلاقات العربية الإيرانية - البحرين أنموذجاً”، إلى أن نظام ولاية الفقيه يعد البحرين الإقليم الفارسي الرابع عشر، مؤكداً أن ولاية الفقيه والخميني وخامنئي وبني صدر ورفسنجاني وخاتمي ونجاد لا يختلفون عن سابور ذي الأكتاف، وأن أدواتهم المحلية مارست القتل في البحرين وتمارسه الآن أيضاً، وتحمل الجينات والرؤية والأحقاد نفسها. وفرّق الياسري في محاضرته بين من يعترضون على بعض المواقف والإجراءات الحكومية ضمن إطار القانون، وبيّن من يتجمهرون بالشوارع والساحات والأزقة، ويواجهون رجال الأمن بـ«المولوتوف” والسكاكين ويكتبون شعارات التسقيط والإقصاء وينادون بإسقاط النظام، عادّاً حكم آل خليفة في البحرين - وهم الذين حفظوا لها عروبتها لأكثر من 300 عام - خطاً أحمر، إذ تماهى آل خليفة بالعروبة، فمن يستهدفهم إنما يستهدف العروبة. وتناول الياسري الأسس التي قامت عليها هذه العلاقات العربية الإيرانية ماضياً وحاضراً، من أيام الملك الفارسي قورش الذي بسط نفوذه على العراق والشام عام 542 ق .م، ثم ابنه قمبيز الذي مد نفوذه إلى مصر والعالم القديم، وصولاً إلى سابور ذي الأكتاف عام 370م ونال لقب “ذي الأكتاف” لأنه كان ينزع أكتاف الأسرى العرب حين غزا الجزيرة العربية. وسرد الياسري تفاصيل تاريخية عن سلوك ملوك الفرس وحكامهم تجاه العرب عامة، وقال إنها لا تختلف عن سلوك سلفهم سابور ذي الأكتاف، كما شهدنا في أفلام مصورة عن الحرب العراقية الإيرانية، حين شد ما يسمى بالحرس الثوري أسيراً عراقياً إلى شاحنتين باتجاه مضاد وقدوه نصفين وهو حي. وتحدث عن صورة العربي في الفكر الفارسي أدباً وثقافة وسياسة، وأضاف أن العربي كان ينظر إلى الفارسي وفق نظرة الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب التي لخصها في رسالته إلى مالك بن الأشتر حين ولاه مصر يوصيه برعيته من المصريين واصفاً إياهم بأنهم “إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”، بينما نظر الفرس إلى العربي على أنه الآخر الكريه، وقالوا إن العربي تماهى في العين الفارسية، والإسلام أسقط حضارتهم وشطب تاريخهم القومي، وشوه لغتهم ومسخ ثقافتهم، وأبدل دينهم الزرادشتي الحضاري بدين بدوي على حد تعبيرهم. ونقل الياسري عن المفكر الفارسي “كرماني” قوله “إن الإسلام دين غريب فرضته على الأمة الإيرانية النبيلة السامية، حفنة من أكلة السحالي الحفاة العراة البدو الذين يقطنون الصحراء إنهم العرب، ماذا يفيدني بصفتي إيرانياً أن أعرف علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد ويزيد بن معاوية”.