قال الكاتب الصحافي يوسف البلوشي إن فكر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى يجب أن يُستثمر نحو برمجة وتأهيل الحراك بين القمة والقاعدة، ليكون أكثر ثراء في البناء لإنسان البحرين، الذي هو الأساس والمرتكز الأول لخطط التنمية. وأوضح البلوشي، في مقال تحت عنوان “حكمة ملك” بصحيفة “البيان” الإماراتية أمس، أنه لا شك أن وجود نوافذ عدة لنماء وإثراء الفكر، سيسهم بشكل كبير في التوافق، شرط أن تطرح تلك الإسهامات، بحكمة وبهدف واحد هو ثراء البحرين.. وإلا فلن يكون الهدف الاستراتيجي حيوياً، بقدر ما أنه سيظل يدور في حلقة مفرغة لا نهاية منها. وأشار إلى أنه “حينما يأتي الحديث عن الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين، تأتي النقاط على الحروف تباعاً دون تكلف. لترى في عينيه حباً كبيراً لشعبه ووطنه، حيث أخذ على عاتقه بعد رحيل والده الشيخ عيسى بن سلمان، الكثير من الحرص على انتقال البحرين لمصاف الدول المتقدمة”. وأضاف “البحرين أحد مراكز المال الأولى في دول الخليج، ومحطة بين الشرق والغرب لشركات الطيران. فقد أولى عاهل البحرين جل رعايته واهتمامه ليسير لنهج البحرين نحو شطآن الأمان بين أمواج تتلاطم هنا وهناك”. وقال البلوشي إن مملكة البحرين عرفت قديماً بـدلمون، فهي ذات تاريخ عريق مع حضارة مجان، وتتكون من 33 جزيرة أكبرها البحرين وتشكل 83% من المساحة الكلية. وتسير مملكة البحرين بربانها الملك حمد بن عيسى نحو آفاق رحبة، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. فالنسيج الواحد الذي تشكل على مر السنين، كان كفيلاً بثراء البحرين لتكون درة خليجية فوق بحيرات وجزر متناثرة. وتسقي عين عذاري بمياهها العذبة، أهالي البحرين وزوارها جميعاً دون تفرقة، لمواجهة تموجات موج البحر، حتى لا تتمولح تلك العين، ولتكون المياه العذبة أكثر عذوبة من الأمواج القادمة من بحر أبعد من خليجنا، لتمد شعب البحرين بقوة أقوى من الأمواج المتلاطمة، سرعان ما تهدأ بعد وصولها للشاطئ، لأن صلابة الأرض والإنسان في مملكة البحرين، أكبر من مجرد عاصفة. وأضاف “ولأن شموخ ملكها وحكمته وشجاعته في نقل البحرين إلى دولة المؤسسات، يكون أساس الحكم والعدل بين الرعية، فلم تفرق أبوته بين أحد، فالكل واحد أمام قضاء العدل وتوزيع ثروة الرخاء والعيش. قد تكون الظروف الاقتصادية للبلاد صعبة في ظل طموحات إنسان البحرين، وتزايد أعداد الباحثين عن عمل، لكن كانت البحرين مظلة منذ سنوات قديمة لأبناء الخليج الباحثين عن لقمة عيشهم”. وأوضح أن البحرين هي نفسها اليوم ملتقى الحب والطيبة فوق أرض دلمون العريقة. حكمة الملك حمد بن عيسى ستظل كفيلة بأن تنقل البحرين إلى مرحلة مشرقة. فالمشاكل ذاتها تتهاوى أمام النظرة الثاقبة للملك البحريني، التي أسهمت في جعل البحرين مملكة يضرب بها المثل في وحدة شعبها وحبه لوطنه، ورفع الراية البحرينية عالية بين مصاف الدول المتقدمة، مهما كانت بعض الاختلافات في وجهات النظر بين الأسرة الواحدة. وأكد “كلنا في الخليج نقف إعجاباً أمام تفاني إنسان البحرين وانخراطه في بيئة العمل أياً كانت، وكان مثالاً في حب الوطن، فالشهادة لا تجعل المواطن يترفع عن عمل يحتاجه وطنه”. وقال إن البحرين اليوم تسير في مركب واحد، وبربان يملك براعة في قيادة السفينة نحو أرض الأحلام التي ترفع من شأن مواطن بلاده، ويكون الإنسان هو الشغل الشاغل للارتقاء ببيئة العمل، وتحسين الظروف المعيشية للفرد، عبر استقطاب الاستثمارات التي تشجع تشغيل القوى الوطنية، مع تشجيع الشباب والشابات لإنشاء مشاريع خاصة تكون بداية للثراء الاقتصادي والتنموي للبحرين. فالمشاريع الصغيرة والمتوسطة هي بداية إشغال الفرد بحياته، ليكون محركاً فاعلاً في نماء البلاد. وأضاف البلوشي “لقد أكد عاهل البحرين في أكثر من مناسبة، أن جهود التنمية تسير وفق خطط هدفها الأساس رفع شأن البلاد والإنسان. إن فكر الملك حمد بن عيسى، يجب أن يُستثمر نحو برمجة وتأهيل الحراك بين القمة والقاعدة، ليكون أكثر ثراء في البناء لإنسان البحرين، الذي هو الأساس والمرتكز الأول لخطط التنمية. ولا شك أن وجود نوافذ عدة لنماء وإثراء الفكر، سيسهم بشكل كبير في التوافق، شرط أن تطرح تلك الإسهامات، بحكمة وبهدف واحد هو ثراء البحرين.. وإلا فلن يكون الهدف الاستراتيجي حيوياً، بقدر ما أنه سيظل يدور في حلقة مفرغة لا نهاية منها”.