^ ما ورد في تقرير الخارجية الأمريكية عن مزاعمها بانتهاكات حقوق الإنسان في البحرين يستحق الرد عليه بتقرير مثله وهو أضعف الإيمان، ومثلما تدعي على البحرين مزاعم وشهادات ملفقة من أشخاص محسوبين على إيران، فمن باب أولى أن تحاسب أمريكا، وإن كان ليس بمقدورنا محاسبتها في مجلس الأمن ولا أن تحاسب نفسها، في حين أنها تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان وتتعاطف مع مجموعة من الإرهابيين الذين لا يخرجون عن مفهوم الإرهاب الذي تحاربه أمريكا. لن نذكر هنا انتهاكات أو حبس، إنما جرائم قام بها الجيش الأمريكي، وذلك ما نقلته “رويترز” عن تقرير لمنظمة العفو يقول “يبدو أن الولايات المتحدة نفذت وتعاونت في أعمال قتل مخالفة للقانون في اليمن، وتعاونت بشكل وثيق مع قوات الأمن اليمنية في مواقف لم يجر فيها مراعاة حقوق الإنسان كما ينبغي، وذلك عندما هاجمت طائراتها بدون طيار أفراداً مشتبهاً فيهم بأنهم أعضاء تنظيم القاعدة أسفرت عن مقتل 41 مدنياً نصفهم أطفال”، ومقارنة بما جاء في التقرير الأمريكي ضد البحرين الذي يفيد أن قوات الأمن البحرينية ارتكبت عمليات قتل تعسفية أدت إلى وفاة 19 شخصاً، نوجه السؤال لوزارة الخارجية الأمريكية؛ هل هاجمت قوات الأمن بمدافع وصواريخ وطائرات أو أجهزت عليهم وهم في مراقدهم؟ فهناك فرق بين قتل مدنيين بنيران طائرات وهم في منازلهم وساحات مدارسهم، وبين من تعرض للقتل نتيجة قيامه بأعمال إرهابية يعاقب عليها النظام الأمريكي بتعقب أصحابها بين الجبال والوديان وقتلهم بالصواريخ كما فعلت في أفغانستان، ونكتفي بذكر جريمة واحدة دموية تتلخص بقيام جندي أمريكي باقتحام ثلاثة منازل في مدينة قندهار الأفغانية وقتل كل من تواجد فيها من مدنيين، حيث بلغ عدد القتلى 16 بينهم 9 أطفال، وكذلك في باكستان قامت طائرة بدون طيار بإطلاق صاروخين على مدرسة دينية وقتل 8 من طلابها. أما بالنسبة لأعداد القتلى في الحرب الأمريكية الإيرانية على العراق فقد بلغ المليوني قتيل، وسنذكر إحصائية لموقع إيرك بادي كاونت من خلال تقارير إعلامية حيث بلغ عدد القتلى 113125، وعدد المصابين 159710، وهي تقديرات كما يقول الموقع أقل من العدد الحقيقي للخسائر البشرية، ونضيف إلى ذلك موت ما يزيد على مليون طفل نتيجة الحصار الظالم الذي ضربته أمريكا على العراق منذ 1990، أما ضحايا الأسلحة الفتاكة مثل اليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض الذي استخدمته في هجماتها على الفلوجة عام 2004 مما تسبب بكارثة للتشوه الولادي، حيث ذكرت الدكتورة سميرة العاني أخصائية أطفال في مستشفى الفلوجة أن هناك أنواعاً من التشوهات التي لا تتوافر مصطلحات طبية لوصفها، وأغلب المواليد يموتون خلال 20 إلى 30 دقيقة من ولادتهم، ومن يعش يكون مشوهاً ومصاباً بأنواع من السرطانات وأورام وإعاقات وعدم القدرة على السيطرة على عضلات الجسم، فهذا قليل من كثير، أما عن فضائح الانتهاكات الإنسانية والجرائم ضد البشرية التي لم يعرفها تاريخ البشرية فيكفي أن نضرب مثالاً ما حدث في سجن أبو غريب وسجن غوانتانامو. إن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية نسخة طبق الأصل لتقارير الحركة الصفوية في البحرين، لا يختلف عنه في حرف ولا فاصلة، إنها نفس الادعاءات التي يرفضها الشعب البحريني الذي شهد الأحداث لحظة بلحظة وشاهد بعينه جرائم الانقلابيين، إنه الشعب المتضرر الذي هوجم أبناؤه في الجامعة، ومنع مرضاه من العلاج، وفرض عليه الحصار في شوارعه، وقتل أبناؤه في الطرقات وفي الحراسات، إنه الشعب الذي لم تقم وزارة الخارجية الأمريكية بالتعرف عليه ولا أخذ أقواله ولا قبول شهادته، وذلك لأن تقاريره وشهادته تقطع خارطة الشرق الأوسط الجديد.