^   أبسط جواب وأكثره اختصاراً ومباشرة عن السؤال المطروح في العنوان، قدمه أحد نواب مجلس الشورى الإيراني عندما اعتبر “البحرين المحافظة 14 التابعة إلى إيران ويجب المطالبة بعودة الفرع إلى الأصل”. أكثر الأجوبة وضوحاً قدمها عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني “داريوش قنبري” أمام مجلس الشورى وهو أن “البحرين كانت جزءاً من إيران وانفصلت عن طريق استفتاء مشبوه وإذا ما أجري استفتاء نزيه، فإن شعبها سيصوت للانضمام إلى الوطن الأم”. والجواب الأكثر طموحاً جاء فيما كتبه حسين شريعتمداري مستشار مرشد الثورة الإيرانية في صحيفة كيهان الإيرانية عدة مرات “أن البحرين جزء من إيران وأنها اقتطعت بالقوة من الجسد الإيراني وأن الشعب البحريني يطالب بإعادة البحرين لتكون جزءاً من إيران”. وأحدث جواب عن سؤال البداية يقدمه اليوم رجل أكثر جدية وهو رئيس مجلس الشورى الإيراني السيد علي لاريجاني “البحرين ليست لقمة سائغة في فم السعودية ولا يمكن أن نوافق على الاتحاد بين الدوليتين”. جواب آخر جماعي هذه المرة قدمه 191 من أعضاء نفس المجلس من الذين عرضوا موضوع الوحدة بين البحرين والسعودية للتصويت وكأنهم أعضاء في مجلس النواب البحريني، فاتخذوا قرراً برفضه(هكذا) بكل بساطة!!. وهكذا.. يوجد أكثر من 20 جواباً عن هكذا سؤال، جميعها تحيلنا إلى نفس المحطة ونفس المشكلة؛ إيران دولة أطماع وتوسع معلن وصريح ولا يقبل المواربة أو التأويل، وهي تريد الهيمنة على البحرين بأي طريقة من الطرق، ولعل أقرب وأسهل وأرخص طريقة هي تجنيد وإقناع الداخل حتى يتماهى مع اعتقاد السيد قنبري “إنهم يرغبون في عودة الفرع إلى الأصل”، وبهذا المعنى لم يعد هنالك أي شك أو خلاف أو حتى نقاش يمكن أن يدور حول النوايا الإيرانية لأنها باختصار معلنة وواضحة، وبالتالي يجب أن نصل إلى أمرين في منتهى الجدية: - الأول: أن إيران بهذه الصورة وبهذا المنطق وبهذه العدوانية المعلنة لا يمكن أن تكون صديقاً ولا جاراً موثوقاً، خصوصاً أنها ترجمت عدوانها عملياً على الجزر الإماراتية الثلاث التي احتلتها ولاتزال تصر على استمرار احتلالها بالقوة، بل سبق لها أن خاضت الحرب مع العراق منذ تسلم الملالي دفة الحكم عندما هبت رياح أطماعهم في المنطقة، فاستمرت ثماني سنوات بسبب إصرار الخميني آنذاك على عدم إيقاف حمام الدم بين البلدين، وحتى إذا ما قبلنا جدلا بأن العراق هو من بدأ تلك الحرب في مواجهة عمليات تصدير الثورة إليه، فقد سجل التاريخ أنه ومنذ الأسبوع الأول من تلك الحرب العبثية ومن موقع المنتصر وافق العراق على وقفها، وقبل بكل الوساطات والمساعي الحميدة لوقفها، وهذا مثبت في الوثائق الرسمية لدى الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، لكن غطرسة الخميني أجهضت كل تلك المساعي، فلا أحد اليوم يمكن أن ينفي بأن استمرار تلك الحرب الطاحنة لتلك الفترة الطويلة، إنما جاء بسبب تعنت الخميني الذي رفض جميع الوساطات، بل إنه شبه وقف نزيف الدم بين البلدين المسلمين بتجرع السم. -الثاني: أن العنوان المحلي الوطني هو المستهدف من إيران، وهو محل ضغوطها وأطماعها وتأثيرها، وحتى لا ندخل في لغة المخادعة التي يتبعها البعض، فإن هذا العنوان الوطني قد سبق أن حسم أمره تجاه هذه الدعوات الإيرانية منذ أيام الشاه، بالإجماع الوطني حول عروبة واستقلال البحرين، منذ العام 1971، وقد تم التأكيد على ذلك مرة ثانية في ميثاق العمل الوطني، وبالتالي فمن المعيب اليوم اتهام أي طرف وطني بتهمة التواطؤ ضد استقلال البحرين وهويتها العربية الإسلامية الخليجية. المشكلة ها هنا لا تتعلق بهذا الجانب وإنما بالصراع السياسي الداخلي الذي دخلت إيران على خطه هذه المرة على أسس طائفية تحديداً وضمن استراتيجيتها المعلنة للسيطرة على المنطقة من قندهار إلى بيروت، وعليه فإن تأمين استمرار الإجماع الوطني على القضايا السيادية يجب أن تكون أولوية الجميع، حتى وهم يتصارعون سياسياً على أسس ديمقراطية. ولذلك فإن أولى أوليات أي عمل وطني حالياً يحجب أن تصب في تحييد العامل الإيراني والعمل على إخراجه من المعادلة الوطنية حتى لا يصيب البحرين ما أصاب العراق وما أصاب لبنان (جزئياً). .. وللحديث صلة