بغداد، البصرة - (وكالات): دعا رئيس مجلس محافظة البصرة صباح البزوني إلى إعلان إقليم الجنوب بسبب الأزمة السياسية الحادة التي تواجهها البلاد منذ نهاية العام الماضي. وقال صباح البزوني في مؤتمر صحافي في البصرة جنوب بغداد “سندعو المحافظين ورؤساء مجالس المحافظات لإعلان إقليم الجنوب”، مضيفاً “إذا لم يستجيبوا للدعوة، سنعلن إقليم البصرة”. وعن أسباب الدعوة، قال البزوني إن “ذلك بسبب التحديات والوضع السياسي الحالي”، مشيراً إلى أن “مطالبات سحب الثقة عن الحكومة جعلتنا نشعر بهاجس الخوف، لأننا لا نريد أن تتبدد الثروة بالتهريب وتمويل الإرهاب”. يشار إلى أن رئيس الحكومة نوري المالكي سبق أن عارض بشدة مشاريع تشكيل الأقاليم خصوصاً في محافظات أخرى تسكنها غالبيات سُنية بينها الأنبار وصلاح الدين. والإقليم كيان قانوني يتكون من محافظة أو أكثر وفقاً للدستور الذي ينص على حرية تشكيل الأقاليم. وتعتبر البصرة التي تسكنها غالبية شيعية إحدى أغنى مناطق العراق بالنفط. وتأتي هذه الدعوة في وقت تشهد البلاد منذ نهاية العام الماضي أزمة سياسية حادة على خلفية اتهامات للمالكي من قبل خصومه السياسيين بالتفرد في السلطة، وسط حديث عن إمكانية سحب الثقة من حكومته. في الوقت ذاته، حذَّر رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني من “عقلية ديكتاتورية فاشية” في البلاد قد تدفع نحو استهداف الأكراد عبر “حملات أنفال جديدة”. وقال بارزاني في السليمانية خلال مراسم استقبال ودفن رفات 730 جثماناً لضحايا حملات الأنفال، وسط غياب كامل للنواب وممثلي حكومة بغداد، إن “عقلية الديكتاتورية الفاشية تظهر على السطح بين الحين والآخر في العراق”. واعتبر أن “العقيلة خطر على حاضر ومستقبل العراق، وليس من المستبعد أن يقوم أصحاب العقلية بعمليات القتل الجماعي والأنفال ضد الكرد من جديد”. من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في العراق شهريار كيا، إن أعضاء المنظمة الموجودين في العراق “يشعرون بالصدمة” بسبب عدم نقل أي منهم إلى بلد ثالث على الرغم من مرور 6 أشهر على توقيع مذكرة تفاهم مع الأمم المتحدة. وفي سياق متصل، خطف مجلس محافظة بغداد، ليث مصطفى، الموقوف بسبب اتهامات على صلة بالإرهاب، الأضواء عبر الصراخ أمام إعلاميين، مدعياً تعرضه للتعذيب. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي تعقده إدارات الدفاع والأمن بالعراق لعرض المتهمين بالإرهاب أمام الصحفيين والطلب منهم الإدلاء باعترافات علنية، وهو إجراء لطالما انتقدته جماعات حقوق الإنسان الدولية. وقد فاجأ مصطفى الحضور عندما بدأ بالقفز في القاعة والصراخ بأعلى صوته قائلاً إنه بريء وأنه لم يكن أمامه من خيار إلا الاعتراف تحت الضغط الذي تعرض له. من جهته، قال متحدث باسم وزارة الداخلية العراقية ان لديه “ما يكفي من الأدلة” ضد مصطفى، مشيراً إلى أنه متهم بقيادة “خلية إرهابية” من 18 عضواً، وقد جرت التحقيقات معهم “دون ضغوط” على حد تعبيره.