«العربية»: فيلق القدس الإيراني يعترف بقمع المعارضين السوريين عواصم - (وكالات): ناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مجلس الأمن الدولي “التحرك السريع من أجل وقف جميع أعمال العنف” في سوريا و«توفير الحماية للمدنيين”، وذلك بعد مجزرة الحولة التي أوقعت 108 قتلى غالبيتهم من الأطفال والنساء. وجاء في بيان صدر عن مقر الجامعة في القاهرة أن الأمين العام بعث برسائل “ناشد فيها وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن التحرك السريع من أجل وقف جميع أعمال العنف الدائرة حالياً في سوريا”. كما حذر العربي من “خطورة الوضع المتدهور في سوريا وتداعياته على الامن والاستقرار في المنطقة، وطالب مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته لوقف هذا التصعيد الخطير باتخاذ التدابير الفورية اللازمة بموجب ميثاق الأمم المتحدة لتوفير الحماية للمدنيين السوريين ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب تلك الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”. وأعرب مجلس الوزراء السعودي عن “استنكاره الشديد للمجرزة” التي وقعت في منطقة الحولة، “مشدداً على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته الإنسانية لوقف نزيف الدماء المستمر بشكل يومي ووقف استخدام القوة ضد المدنيين العزل”. أعلنت الرباط أن “وزراء الخارجية العرب يجرون مشاورات للتوصل إلى “رد مشترك” على المجزرة”. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني إن “وزراء الخارجية العرب يبحثون إمكانية عقد اجتماع طارئ لدراسة مستجدات الوضع في سوريا”. وغداة إدانة مجلس الأمن للنظام السوري على مسؤوليته عن مجزرة الحولة، تصاعدت حدة ردود الفعل الدولية إذ طالبت فرنسا وبريطانيا بمحاسبة النظام السوري على أعماله، في حين حملت موسكو طرفي النزاع في سوريا مسؤولية المجزرة. ووسط هذه الأجواء التصعيدية سياسياً، تواصلت أعمال العنف موقعة عشرات القتلى غالبيتهم من القوات النظامية، بينما وصل الموفد الدولي والعربي إلى سوريا كوفي عنان إلى دمشق على أن يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد اليوم. وقال عنان “أشعر بالصدمة إزاء الأحداث المأسوية والمروعة التي وقعت قبل يومين في الحولة”. وأضاف أن مجلس الأمن طلب من الأمم المتحدة “مواصلة التحقيق حول الاعتداءات التي حدثت في الحولة”، مشدداً على ضرورة “محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الوحشية وتقديمهم للمساءلة”. وأوضح عنان أنه يعتزم إجراء “مناقشات جادة وصريحة” مع الرئيس السوري بشار الأسد بالإضافة إلى “أشخاص آخرين” أثناء وجوده في البلاد. وتأتي هذه الزيارة بعد إدانة مجلس الأمن الدولي مجزرة الحولة. وقال مجلس الأمن إن الضحايا سقطوا إثر “هجمات شملت القصف بالدبابات والمدفعية الحكومية ضد حي سكني”، وأن “هذا الاستخدام الفاضح للقوة ضد المدنيين ينتهك القوانين الدولية والتزامات الحكومة السورية”. وتشهد مدن سورية عديدة إضراباً عاماً شمل لأول مرة أهم أسواق العاصمة دمشق، وذلك حداداً على مقتل العشرات في مجزرة الحولة، فيما ردّ الأمن بإجبار الناس على فتح محالهم وكسر أبوابها. وأفاد شهود عيان بأن نسبة الإضراب تراوحت بين 50 و90% في أسواق الحميدية والحريقة والبزورية وباب سريجة وسوق مدحت باشا والحلبوني والخياطين وسوق حوش بلاس وباب الجابية، التي تعتبر من أهم أسواق دمشق وأكثرها ازدحاماً، فيما وصل إلى أحياء العاصمة كالميدان والقدم وكفر سوسة والتضامن والحجر الأسود ونهر عيشة وقبر عاتكة والعسالي وحي الزهور والزاهرة الجديدة. دبلوماسيا، تواصلت ردود الفعل المنددة بالنظام السوري اثر مجزرة الحولة. واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إثر اتصال جرى بينهما أنهما اتفقا “على العمل معاً لزيادة الضغط” على الرئيس السوري، وأكدا سعيهما لمحاسبة المسؤولين في النظام السوري على ممارساتهم. كما نددت الرئاسة الفرنسية بـ “الجنون القاتل” للنظام السوري بعد مجزرة الحولة، ودعت إلى محاسبة المسؤولين السوريين على اعمالهم هذه، وذلك إثر اتصال بين هولاند وكاميرون. أما الموقف الروسي فبقي على تمايزه من الموقف الغربي، إلا أنه اقترب قليلاً منه بموافقة موسكو على البيان الصادر عن مجلس الأمن مساء الأحد. ورأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ ان طرفي النزاع في سوريا يتحملان مسؤولية مجزرة الحولة. من جانب آخر قال لافروف أن روسيا لا تدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وإنما خطة السلام التي أعدها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان وتدعو القوى الغربية إلى وقف جهود إسقاط النظام. من جهته قال هيغ “لسنا في سوريا إزاء الاختيار بين خطة أنان أو استعادة نظام الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على البلاد”، مشدداً على “أن الخيار هو بين خطة عنان او تزايد الفوضى في سوريا والانزلاق نحو حرب أهلية شاملة والانفجار”. واعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها استدعت القائم بالأعمال السوري وأبلغته إدانتها لـ “الجريمة المشينة” التي وقعت في الحولة السورية. وقال وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي إن إيطاليا على استعداد لدعم اقامة ممرات إنسانية لأنهاء المجازر في سوريا في اطار “مسؤولية الحماية”. كما دانت الرئاسة التونسية في بيان بشدة “المجزرة الرهيبة” التي شهدتها بلدة الحولة معتبرة أن “الصمت على جرائم النظام السوري يشجعه على ارتكاب المزيد منها”. وانتقدت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا بيان مجلس الأمن الدولي حول مجزرة الحولة. ودعت منظمة مراقبة حقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش” إلى قيام تحقيق دولي في مجزرة الحولة، معتبرة أن “الفظائع في سوريا ستستمر طالما بقيت من دون عقاب”. وطالبت الصين بإجراء “تحقيق فوري” حول المجزرة، بدون أن تحمل الحكومة السورية المسؤولية. في المقابل، اتهمت وزارة الخارجية السورية في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي “المجموعات الإرهابية المسلحة بارتكاب المجازر” في الحولة، مؤكدة “عزمها على العثور على المجرمين قتلة الأطفال وتقديمهم للمحاكمة”، كما افادت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”. في غضون ذلك، اعترف اللواء إسماعيل قاءاني، نائب القائد العام لفيلق القدس قوة النخبة في الحرس الثوري الإيراني بالتواجد العسكري لقواته على الأراضي السورية والضلوع في قمع المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، وذلك من خلال تصريحات زعم فيها أنه لولا حضور إيران لكانت المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري على يد المعارضين أوسع من هذا، وفقاً لقناة “العربية”. من جهته، عبر رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي عن أسفه العميق للمذبحة وحث المجتمع الدولي على استخدام الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية لإنهاء العنف في البلاد.