كتبت - هدى عبدالحميد:
قال سياسيون إن انتشار ثقافة ولاية الفقيه التي تعمل على التحريض يهدد الأمن والسلم الأهلي واستقرار المجتمع، مؤكدين تناقضها مع الفكر الوطني والعروبي والإسلامي لتحريضها على تجاوز الانتماء للوطن والمجتمع.
وأشاروا، في تصريحات لـ«الوطن”، إلى أن المؤسسات الدينية عليها مسؤولية كبيرة في مواجهة انتشار ثقافة ولاية الفقيه بتعزيز الثقافة الوطنية وبث روح الأخوة والتسامح والمحبة والإخلاص للأوطان والعمل من أجل مصلحة الوطن ووضع البرامج والحلول المستقبلية لمنع انتشار الفكر المتطرف من أي فئة كانت، فما أثبته الولي الفقيه بقيادة عيسى قاسم تطرف ودعوة للخروج على القوانين والأعراف والتحريض وزعزة الأمن الاستقرار في دولة المؤسسات والقانون.
وأكدوا أن البحرينيين يعتزون بثقافتهم الوطنية ويرفضون ثقافة الولي الفقيه، وبينوا أن ليس جميع الطائفة الشيعية الكريمة تؤمن بهذا الفكر، وهناك قطاع من الشيعة يؤمن بمرجعية إيران وبالتالي يؤمن بفكرة الولي الفقيه والتي أخذت في الانتشار منذ الثورة الإيرانية.
وأوضحوا أن فكر ولاية الفقيه سياسي بحت انتزعت منه الصفة الدينية ومعناه الاستيلاء على أوطان الغير بعد تخريبها والقضاء على أهلها ومصادرة حرية التعبير والرأي فجميع من يتبعون الولي الفقيه مسيرين ويعملون لمصلحة إيران، مشيرين إلى أن فكر الولي الفقيه يقوم على عدة أركان تتمثل في الإرهاب الفكري و«إن لم تكن معي فأنت ضدي”، إضافة إلى الإيمان باستعمال العنف لإرغام الجماعة على اتباع هذا الفكر.
ولاية الفقيه تناقض الفكر الوطني
قال رئيس المكتب السياسي بالمنبر الوطني الإسلامي محمود جناحي إن هناك قطاع من الشيعة وليس كل الشيعة يؤمن بمرجعية إيران وبالتالي يؤمن بفكرة الولي الفقيه والتي أخذت في الانتشار منذ الثورة الإيرانية، إذ عملت إيران على تصدير ثورتها وأعلنت ذلك من أول يوم لنجاحها وعملت على الترويح لهذا الفكر.
وأوضح أن ولاية الفقيه تبناها الخميني وحكم بها وهي تتصف بأنها عامة ومطلقة، بمعنى أنها تشمل جميع مجالات الحياة حتى الناحية السياسية إضافة إلى أن الولي الفقيه له صلاحيات مطلقة لدرجة أنه لا يوجد حاكم في العالم يحصل على مثل الصلاحيات التي وفرها له الدستوري الإيراني.
وأكد جناحي أن ثقافة الولي الفقيه تتناقض مع الفكر الوطني في أي بلد لأنه يحرضهم على تجاوز الانتماء للوطن والمجتمع ويتعدى ذلك إلى البعد الإقليمي إذ أن الولاء لشخص الولي الفقيه المتمثل سابقاً في الخميني والآن في خامنئي وإذ أخذنا نموذجاً عملياً واضحاً نجد حزب الله في لبنان حيث أعلن حسن نصر الله أنه يعمل من أجل هذه المرجعية. وأضاف لم يقل أنهم امتداد لإيران في لبنان بل قال: “إننا إيران في لبنان”، وهذا ولاء مطلق، في هذه الحالة أين الولاء للوطن؟، أين العمل من أجل مصلحة الوطن؟.
وشدد على أن من يؤمن بفكر الولي الفقيه ليس في حسبانه الولاء للوطن فمن يؤمن بنظرية ولاية الفقيه مسيّر ويعمل لمصلحة النظام الحاكم في إيران مهما كان الوطن الذي يعيش فيه سواء في البحرين أو العراق أو لبنان أو أي دولة ففكر ولاية الفقيه يتناقض مع الفكر الوطني والعروبي والفكر الإسلامي العام. وأكد جناحي أن المؤسسات الدينية يجب أن تكون على مستوى المسؤولية لمواجهة انتشار فكر ولاية الفقيه ببث روح الأخوة والتسامح والمحبة والإخلاص للأوطان والعمل من أجل مصلحة الوطن وعدم الالتفات إلى الخارج لأن الدول الأجنبية لها مصالحها والتي قد تتعارض مع مصلحة الوطن فأي مؤسسة دينية تمثل الدين الإسلامي الحنيف لا بد أن تكون عامل أمان واستقرار في البلد وليس أداة في يد الأجنبي.
الاستغلال ولبس عبادة الدين
وأوضح المحلل السياسي بدر الحمادي أنه في الوقت الذي ركنت فيه المؤسسات الدينية بشكل عام في معظم الدول الإسلامية إلى مبدأ الجزاء والثواب من الله عز وجل كان هناك طرف آخر له أهداف غير صالحة نادى عليها من خلال خلال المنبر ولبس عبادة الدين مستغلاً الدين وتبنى فكرة جديدة وهي فكر يدعو إلى الخروج بمجموعة أفكار ومصطلحات ينتج عنها اصطفاف مذهبي عقائدي لمجموعة قابلة للانحراف عن الدين السوي.
وأشار إلى أن أهل السنة والجماعة وهم من يتبعون تعاليم القرآن والسنة مسالمين يعيشون في سلام ووئام مع كل مجتمعات العالم، وفوجئنا بخروج فكر وثقافة الولي الفقيه التي انحرفت بمجموعة اتبعت منهج الولي الفقيه وهذا دليل على أنه لا بد من مراجعة رجال الدين والعلماء وكذلك الدول الإسلامية جميع المناهج الدينية ومناهج التربية الإسلامية والمواطنة واحتواء المجتمع بخطط تحصنه من الدعوات غير المقبولة عند الله ورسوله ولا تقبلها الإنسانية المتمثلة في الدعوات المتكررة للخروج على القانون وكسر هيبة الدولة والاعتداء على المجتمع والأبرياء ممن يخالفونهم في الرأي.
وأضاف: أن دعوات عيسى قاسم كانت كلها استغلال لمنبر الرسول صلى الله عليه وسلم وخروج على جميع الأعراف الإنسانية والكتب السماوية خاصة في مسألة مخالفة القانون في دولة ذات قانون وذات سيادة، المعروف ومنه له مطلب يجب أن يقدمه من خلال المؤسسات الدستورية والقنوات الرسمية حسب القوانين المنظمة لكل دولة أما مسألة استغلال الولي الفقيه للدين واستمرار الدعوات التحريضية فهي شيء مرفوض ويجب على البحرين خصوصا والمجتمعات الإسلامية بشكل عام أن تضع هذه القضية في موضوع دراسة واهتمام وتضع البرامج والحلول المستقبلية في عدم انتشار الفكر المتطرف من أي فئة كانت فما أثبته الولي الفقيه بقيادة عيسى قاسم تطرف شديد والدعوة على مخالفة القوانين والأعراف والتحريض المستمر وزعزة الأمن والسلم الأهلي.
مصادرة حرية الإنسان
وأكد رئيس هيئة التحكيم في جمعية الحوار الوطني د.أحمد الدوسري أن ولاية الفقيه ليست منتشرة بشكل كبير، وجاءت فكرتها إلى البحرين بقيام الثورة في إيران سنة 1979 ولم نشعر بمخاطرها في البحرين إلا في الفترة الأخيرة وأصبح الاعتقاد فيها في الوسط الشيعي تحديداً يقوى شيئاً فشيئاً.
وأوضح أن فكرة ولاية الفقيه لا يؤمن بها كافة المنتمين للطائفة الشيعية الكريمة فهي تقوم على ولاية الإمام وهو ليس معصوماً عن الخطأ فالأنبياء فقط هم المعصومون عن الخطأ لذلك لا نجد أن جميع الطائفة الشيعية تتبعه وتؤمن بفكره.
وأشار إلى أن ولاية الفقيه هي مرجعية دينية لا نعتقد فيها ويجب القضاء عليها لأنها فكر منحرف لأنه يقوم على اعتقاد ديني خاطئ والرجوع إلى مرجعية ليست ذات مصداقية وتنحصر ناحية طائفية مذهبية وفكر مصدر من إيران.
وأضاف أن فكرة ولاية الفقيه لها عدة أركان منها الإرهاب الفكري، إضافة إلى “إن لم تكن معي فأنت ضدي”، وهذا لم تنادي به النظرية في بدايتها، ومن أركانها أيضاً الإيمان باستعمال العنف لإرغام الجماعة على اتباع هذا الفكر وهذا يصادر حرية الإنسان في المعتقد وحريته في العقيدة والتبصر في الدين. وشدد على أن ولاية الفقيه فكر سياسيي ترمي به إيران لاقتطاع الجسد البحريني وإلحاقه بها من خلال شخص كقاسم يطلق عليه الولي الفقيه يرجع إلى خامنئي سيده الأكبر القابع في إيران ففكر ولاية الفقيه مذهب سياسي بحت انتزعت منه الصفة الدينية انتزاع كامل وهي معناه باللغة العربية البسيطة الاستيلاء على أوطان الغير بعد تخريبها والقضاء على أهلها ومصادرة حرية التعبير والرأي، إذ بدأت بالنصائح الدينية والآن أصبحت مخالفة تماماً لما بدأت عليه حتى أنها باتت تختلف عن الفكر الشيعي، لافتاً إلى أنهم لو استخدموا اسم آخر غير ولاية الفقيه فلن يستمع لهم أحد من الطائفة الشيعية لأنه لا يوجد في المذهب الشيعي ما يحرض على الاعتداء على الغير وزعزعة الأمن ترويع الآمنين. وأضاف “فكر ولاية الفقيه ينادي بالاعتداء على مجتمعات الغير وشعوب الغير واحتلالها قصراً وهم الآن يريدون احتلال البحرين باسم ولاية الفقيه ويريدون أن يدخلون بعض الدول الأخرى مثل مصر ويعملون في الظلام في الكويت ويعملون في السعودية وفي العراق التي دمروها تدميراً كاملأً”. وقال الدوسري إن المؤسسات الدينية ومؤسسات المجتمع المدنية يجب أن يكون لها دور فعال في بث الروح الوطنية، لافتاً إلى أن المؤسسات الدينية والوطنية لا تحث على المواطنة بالقدر الذي نطمح إليه ولذلك نطالبهم بالحث على اتباع أساليب المواطنة الحقة، ويجب أن يقوم على تدريس مقرر المواطنة للطلبة بالمدرس اختصاصيون في العلوم الوطنية. وأكد أنه يجب على المؤسسات الدينية أن تتحمل دورها في وقف انتشار ثقافة الولي الفقيه حتى لا تسيطر على الساحة العربية من خلال الأموال المصدرة لهذه الدول؛ فإيران تنفق المليارات لنشر ولاية الفقيه في البحرين الكويت والسعودية وغيرها من الدول العربية.