كشفت دراسة أمريكية حديثة أجراها باحثون من جامعة بافلو عن أن تناول كميات كبيرة من الخضراوات والفواكه له فاعلية كبيرة فى الحد من ظاهرة التدخين والمساعدة فى الإقلاع عنها، بما قد يجعلها الوسيلة الأكثر أماناً وفاعلية للإقلاع عن التدخين، وكما أنها زهيدة الثمن ومتوفرة فى كل مكان مقارنة بالأدوية.

وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية "Nicotine and Tobacco Research," وذلك على الموقع الإلكترونى للدورية فى السادس من شهر يونيو الجارى.

وشملت الدراسة التى أجراها باحثون الصحة العامة بجامعة بافلو ما يزيد عن 1000 مدخن، تزيد أعمارهم عن 25 عاماً، وذلك من خلال استخدام وسيلة الاتصال العشوائى بهم بواسطة التليفون، حيث خضعوا لاستبيان شامل عن حياتهم اليومية والقياسات الطبية الخاصة بهم، ثم قام الباحثون بمعاودة الاتصال بهم مرة أخرى بعد مرور 14 شهرا للتعرف على حالتهم، وإذا ما تمكنوا من الإقلاع عن التدخين أو لا.

وأشار الباحثون إلى أن تناول الكثير من الخضراوات والفواكه كان له علاقة كبيرة فى الإقلاع عن التدخين، وأن الأشخاص الذين نجحوا فى الإقلاع عن هذه العادة السيئة كانوا قد قاموا بتناول أكبر كمية من هذه الأطعمة الطازجة والصحية بقدر يفوق الأشخاص الذين استمروا فى التدخين.

وتابع الباحثون أن المدخنين الذين قاموا بتناول أكبر كمية من الفواكه والخضراوات تمكنوا من الإقلاع عن تدخين السجائر لمدة لا تقل عن ثلاثين يوم خلال فترة المتابعة التى استمرت 14 شهراً مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا كمية أقل من هذه الأطعمة.

وكما وجد الباحثون أن المدخنين الذين تناولوا أكبر كمية من الفواكه والخضراوات قلت عدد السجائر التى يدخنوها على مدار اليوم، بالإضافة إلى أنهم يقومون بتدخين السيجارة الأولى فى وقت متأخر من اليوم، وكما أظهرت النتائج عدم شراهة الجسم للنيكوتين عقب قياس تركيزه بالدم.

وفسر الباحثون هذه النتائج، مشيرين إلى أن الفواكه والخضراوات قد تعطى المدخنين الإحساس بالرضا وإشباع الحاجة والامتلاء، بما يقلل حاجتهم لتدخين السجائر، وكما أنها من الأطعمة التى لا تعطى المدخن الإحساس بطعم السجائر ولا تحسن تذوقها وكما هو الحال أيضا مع اللحوم والمشروبات الغازية، وبالعكس فإنها بالفعل تجعل طعم السجائر أكثر سوءا، حسبما أشارت الدراسة، بما يساعد المدخن فى الإقلاع عن هذه العادة السيئة.