قال وزير العمل البحريني جميل حميدان إن جميع النقابيين المفصولين في البحرين عادوا إلى أعمالهم ويتمكنون من مزاولة أنشطتهم النقابية بحرية واستقلالية، مؤكدا أن البلاد اقتربت بعزيمة صادقة من طي ملف المفصولين على خلفية تلك الأحداث.
وفي كلمة له أمام رؤساء الوفود المشاركة في الدورة الـ101 لمؤتمر العمل الدولي المنعقد في جنيف من 30 مايو إلى 14 يونيو الجاري ومدير عام منظمة العمل الدولية ، قال الوزير إن البحرين أصبحت بأطراف الإنتاج الثلاثة، أكثر تفاؤلاً وثقة في أن الآثار التي نجمت عن الأحداث المؤسفة في العام الماضي قد تقلصت إلى أدنى حد.
وقال حميدان، رئيس وفد البحرين للدورة، إن من أبرز نتاج التعاون الثلاثي، وبمساندة من القيادة الرشيدة، عودة الغالبية العظمى من المفصولين على خلفية الأحداث الأخيرة إلى أعمالهم وضمان متابعة اندماجهم في أعمالهم في أجواء صحية وعادلة، فضلاً عن إعادة جميع النقابيين المفصولين إلى أعمالهم، وتمكينهم من مزاولة أنشطتهم النقابية بحرية واستقلالية، انسجاماً مع المسيرة الإصلاحية الشاملة التي أطلقها العاهل المفدى، علاوة على مضاعفة الجهد والقدرة على معالجة أية قضايا متبقية أو عالقة، أو ايجاد الحلول لأية صعوبات أو عراقيل، بروح عالية من المسئولية والعمل المشترك، وذلك انسجاماً مع توجيهات مجلس إدارة منظمة العمل الدولية الذي ثمن وأشاد، في اجتماعه الأخير، بالنتائج الجيدة المحرزة في هذا المجال مع تصميمنا للمضي قدماً في تحقيق المزيد من النتائج الايجابية، مع الإشارة إلى الدور الكبير الذي حققه دعم منظمة العمل الدولية في إنجاح التعاون والمباحثات الثلاثية، حيث حرصت المنظمة على تقديم كل دعم فني ممكن بصورة متوازنة تحقق مصالح مختلف الأطراف ذات العلاقة.
وذكر أن الجميع يعمل لأن يستعيد العمل النقابي دوره الحيوي، وإزالة العراقيل التي تعترضه حتى يقوم بدوره الوطني الإيجابي المنشود، فضلاً عن السعي نحو احتفاظ سوق العمل بعافيته وقدرته على توليد فرص عمل مستمرة ولائقة للداخلين الجدد في سوق العمل والباحثين عن عمل.
وقال الوزير إن البحرين اتخذت خطوات واسعة نحو التقدم للأمام، والعمل مع الشركاء الاجتماعيين لتعزيز جسور الثقة في كافة مواقع الإنتاج ومضاعفة قيم العمل الوطني لصالح البناء وتحقيق التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن احتفال البحرين بيوم العمال العالمي في شهر مايو الماضي تحت رعاية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، بمشاركة فاعلة وملفتة من الجميع، شكل محطة بارزة عكست مدى الانسجام والرغبة في التعاون بين الجميع.
ولفت حميدان إلى أن الفترة الماضية شهدت العديد من التطورات الإيجابية البارزة على صعيد دعم النشاط العمالي والنقابي، أبرزها لقاء العاهل المفدى بقيادات الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين في شهر مارس الماضي، وأشاد فيه بجهود الاتحاد العام في مسيرة التنمية والإنتاج، وتأكيده على الاستمرار في دعم وتعزيز منجزات المملكة على صعيد الالتزام باتفاقيات العمل الدولية وخاصة في مجال تعزيز العمل النقابي والتعاون الثلاثي بين أطراف الانتاج.
وذكر أن التجربة العملية للبحرين أثبتت أن التعاون الثلاثي بين أطراف الإنتاج نقطة ارتكاز لمعالجة وتجاوز أية آثار سلبية أو مشكلات أو ظروف صعبة تمر بها البلاد، مؤكداً عزم أطراف الإنتاج على السعي نحو مزيد من التكاتف والتعاون لتعزيز الثقة وزيادة التماسك والتوافق بين الشركاء الاجتماعيين وتوحيد الجهود لتعزيز الإيجابيات القائمة ومعالجة وتجاوز السلبيات.
وفي ختام كلمته أمام المؤتمر، أكد سعادة وزير العمل السيد جميل بن محمد علي حميدان، رئيس وفد المملكة، بأن البحرين كانت وستبقى من الدول الملتزمة بمعايير العمل الدولية، وسوف تستمر في تعزيز مبادراتها العديدة التي حظيت بإشادة من منظمة العمل الدولية وغيرها من المنظمات والهيئات المتخصصة، وقدمت نموذجاً بارزاً في مكافحة التمييز في العمل، وتطوير التشريعات، والتأمين ضد التعطل، وحرية انتقال العمالة الأجنبية، وإدماج العمالة المنزلية في قانون العمل الجديد وضمان تمتعها بالحقوق والحماية، وحق التشكيل النقابي وضمان حريته واستقلاليته، والكثير من المبادرات الأخرى التي تحرص البحرين على تنفيذها وتأكيد تحقيقها في هذا المجال في إطار تعزيز مسيرة المنجزات الحالية وضمان استدامتها.