تباينت آراء رؤساء نقابات عمالية من قضية إنشاء اتحاد جديد لنقابات عمال البحرين، أو الاستمرار تحت مظلة الاتحاد الحالي مع السعي لتعديل أوضاعه.
وقال رئيس نقابة المصرفيين خليل زينل إن “الاتحاد الحالي يتكون من 20 ألف موظف من أصل 500 ألف موظف في القطاعين الخاص والعام بالمملكة، فهو يشكل 3% من مجموع العمال”.
وتساءل زينل “هل يحق لـ3% أن يعبروا عن الطبقة العاملة؟”، مشيراً إلى أن “حتى الـ20 ألف موظف المنضويين تحت مظلة الاتحاد الحالي، جزء كبير منهم انسلخوا من الاتحاد، ورصيد الاتحاد العمالي يتآكل، فأين سيذهب المنسحبون؟ هل سيبقون دون نقابة، أم عليهم إنشاء إطار جديد؟”.
ويرى زينل أن “وجود التعددية من وجود التنوع في الحياة السياسة، فلكل نقابة الحق أن تختار المنهج والتعبير الذي تراه أفضل، وأن تختار من يفيدها ويقدم لها ما تحتاجه، كما أن التعددية تعطي الخيار للعامل أن يبحث عن أفضل نقابة، ويخلق جواً من المنافسة بين الاتحادات”، لافتاً إلى أن “تعددية الاتحادات ستوسع القاعدة النقابية في البلد”.
وحول الحديث عن تشتت العمل النقابي في حال إنشاء اتحاد آخر، يرى زينل أن “من يخشى على مركزه هو من يدعي ذلك، فكل التجارب في أرقى الديمقراطيات أثبتت أن التعددية لا تؤدي لتشتيت العمل النقابي”.
وقال إن “في الفترة الأولى ستكون هناك ردة فعل من التعددية، لكن بعد أن تحدث الانطلاقة وتتوسع القاعدة النقابية، سيجبر الطرفان على التوافق والقبول بالآخر”. ويرى زنيل أن “إنشاء اتحاد جديد يوسع من آفاق الديمقراطية، ويعزز مسيرة الإصلاح الوطني”.
ورغم موافقة رئيس نقابة “بنا غاز” جمعة البنخليل على التعددية النقابية، إلا أنه “رفض إنشاء أكثر من اتحاد للعمال، لاسيما في بلد صغير كالبحرين”، وطلب في ذات الوقت “تعديل وضع اتحاد العمال الحالي لتحقيق توازن حقيقي”.
وقال البنخليل “لابد للنقابات من موقف واضح من أداء الاتحاد وتقييم عمله والوقوف في وجه الأخطاء”.
ولفت إلى أن نقابة “بنا غاز” لوحت بتجميد نشاطها في الاتحاد إن استمر الوضع على ما هو عليه، كما حمل البنخليل جميع النقابيين مسؤولية تغيير مسار الاتحاد وهو ما أرجعه إلى “تقصير الأعضاء في تقويم عمل الاتحاد”.
وأضاف أن “فكرة الاتحاد قامت لخدمة جميع منسوبيه وليس فئة معينة”، موضحاً أنه “يجب أن يعمل الاتحاد وفق المبادئ الدولية، كما إن أي اتحاد آخر لن يكون معترفاً به دولياً وهو ما ينعكس سلباً على مكتسبات العاملين في النقابات”.
ووفقاً للبنخليل، فإن الكثير من الدول رجعت عن فكرة إنشاء عدد من الاتحادات لعدم جدواها.
وأكد البنخليل “إمكانية عودة الاتحاد لمساره الصحيح بعد إجراء التعديلات اللازمة ليقوم بدوره في تحقيق مكتسبات للعامل كما كان قبل الأزمة”، لافتاً إلى أن “البعض حاول استغلال القضايا العمالية لتحقيق مصالح شخصية، بعيداً عن مصالح العمال”.
من جهته، أشار رئيس نقابة طيران الخليج حبيب النبول إلى أن “التعددية النقابية جيدة في غير المؤسسة الواحدة، إلا أن وجود أكثر من اتحاد تشتيت للفكر العمالي لاسيما مع غياب الوعي بأهمية العمل النقابي وفي ظل الظروف الحالية”.
وأوضح أن “تعديلات القانون لا تسمح بوجود أكثر من اتحاد، وأن التعديل ينص على إنشاء اتحاد قطاعي، وليس كلي”.
إلى ذلك، أوضح رئيس نقابة أسري عبدالواحد النجار أن “الوضع في المملكة لا يستوجب إنشاء اتحاد جديد، فالبلد ليس مترامي الأطراف حتى يكون هناك اتحادات مختلفة، وفي حال كانت هناك مشكلات علينا تصحيحها، والعمل على الوحدة العمالية أفضل من تشتيتها”، وأوضح النجار أن “جوهر العمل النقابي هو توحيد العمال، فإذا ضربنا الوحدة أصبحت النقابة حبراً على ورق”.
من جانبه، قال رئيس نقابة “باس” يوسف الخاجة إن “إنشاء اتحاد جديد سيؤدي لتفتيت العمل العمالي، خاصة في ظل التداعيات الأخيرة”، مضيفاً “نحتاج الآن للم ووحدة الصف، ولا نحتاج لمزيد من الفرقة، فالقوة العمالية في الاتحاد تحت مظلة واحدة، خاصة أن حجم العمالة والشركات في المملكة لا يستدعي تعددية الاتحادات”
وقال الخاجة إن “عزوف العمال عن العمل النقابي لا يعود للاتحاد الحالي، إذ إن نسبة المسجلين بالاتحاد هي نفسها في معظم الاتحادات العمالية في العالم”، معتبراً أنه “في الظرف الراهن الذي نمر فيه، ليس من مصلحة العمال إنشاء اتحاد آخر، لأن الاتحاد سيخلق في ظرف غير صحي، ولن يكون هناك جو تنافسي شريف إنما ستصبح المسألة الند للند”.
وخالف رئيس نقابة البتروكيماويات حمد الذوادي رأي سابقه، إذ يرى أن “الاتحاد الحالي هو سبب تشتيت وفرقة العمال، إذ ابتعد عن عمله النقابي ودخل في تجاذبات سياسية لا علاقة لها فيها”، معتبراً أن “الاتحاد الحالي لا يقود العمال للطريق الصحيح للمطالبة بحقوقهم”.
وشدد الذوادي على أن “إنشاء اتحاد جديد أصبح ضرورة، إذ إن من مصلحة العمال إيجاد اتحاد يحويهم تحت مظلة واحدة”.