من “باب الواد”، المدينة القبائلية في الجزائر، أطلت على جمهور البحرين الأمازيغية الجزائرية التي سحرت أوروبا سعاد ماسي، في أمسية بمزاج كوني، غنت فيها سعاد الجزائرية العربية والأمازيغية غير العربية والفرنسية. سعاد ماسي التي ولدت في الجزائر لعائلة أمازيغية كبيرة، ورحلت عنها مع انتشار العنف الديني والتطرف، هاجرت لفرنسا بعد تهديد بالقتل، وكانت فرنسا انطلاقتها لأوروبا وللعالم العربي، تقول “سأستخدم الموسيقى لأدين الظلاميين لكي لا يعتقدوا لثانية واحدة أنهم انتصروا”. أطلت ماسي على الجمهور بهيئة بسيطة ومحببة، فتاة ترتدي الجينز وقميصاً أسود وتسدل شعرها الحالك السواد الشرقي، تغني بجزائرية صرفة ولا تخشى حواجز اللغة، رافقتها فرقة صغيرة نسبياً مكونة من عازفي غيتار كهربائي، وعازف إيقاع شرقي وآخر غربي، وتحمل بيدها غيتارها الذي يبدو كبير جداً على جسدها الصغير، وسعاد ماسي لها صوت جريء وقوي، ولا تنقصه الرقة، وهذا ما سحر نقاد أوروبا الذين شبهوها بالأميركية الأفريقية الشهيرة تريسي شابمان. غنت سعاد لمواضيع كثيرة سوى الحب، غنت للسلام، وللإنسان، ولوطنها الجزائر، حتى ارتفعت أعلام الجزائر بمدرج الصالة الثقافية، غنت كذلك لراحة البال المفقودة، وغنت حتى عن الأوطان والفساد، وخاطبت المسؤولين في رمز سمته “سي أحمد” بشكل ساخر رائع. الجمهور البحريني والعربي والأوروبي الذي اجتمع على صوت ماسي، استوعب الموسيقى المغاربية، وتفاعل معها تصفيقاً وهتافاً، وتعالت الزغاريد من الجالية الجزائرية مع صوت الإيقاعات الجزائرية الشعبية، ولم يكتف الجمهور بأغنيات ماسي حتى أعادها بعد أن تركت المسرح، مع انتهاء وصلتها الغنائية، لتغني المزيد لهذا الجمهور الذواق متعدد الثقافات في حفلة ناجحة مختلفة من حفلات ربيع الثقافة في المنامة عاصمة الثقافة العربية.