^ هذا سؤال كبير؛ مثله مثل العائلات البحرينية المعنية في هذا المقال، والتي تشكل مع غيرها من العائلات المماثلة من الطائفة الأخرى أساسات هذا الوطن ولا يمكن تجاوزها عند مناقشة أي فكرة ترمي إلى إخراج البلاد من هذا المأزق الذي صارت فيه منذ فبراير العام المنصرم، هل هذه العائلات وخصوصاً تلك التي تسكن القرى تقف مع المعارضة وتناصرها وتشجع ما تطرحه من أفكار ورؤى وتؤيد ما يتم تنفيذه على الأرض من نشاطات، أم أنها ضدها وبالتالي تحسب على الموالاة؟ وإذا كانت هذه العائلات ضد كل هذه الأفعال والممارسات التي تعطل حياة الناس وهي منهم، فلماذا لا تجهر بموقفها هذا فيكون لها موقف واضح لا لبس فيه؟ هل بإمكانها بالفعل المجاهرة بموقفها إن كانت مع النظام أو ضده؟ هل هي مع من ينادي بإصلاح النظام أم مع أولئك الذين ينادون بإسقاط النظام؟ وإذا كانت مصلحتها تحتم عليها الوقوف إلى جانب النظام فهل لديها القدرة على فرض توجهاتها وموقفها على أبنائها خصوصاً من الشباب؟ هل تستطيع على الأقل أن تقدم لهم النصيحة؟ هل تستطيع أن تقنع الشباب أن ما يقومون به يضر بهم قبل أن يضر بغيرهم؟ ويضر بوطنهم ويسيء إليه؟ هل تستطيع هذه العائلات المحترمة أن تدخل في نقاش مع علماء الدين الذين يقودون هؤلاء الشباب ويعتبرون مرجعاً لهم؟ هل تستطيع هذه العائلات أن تعقد اجتماعاً فيما بينها وتخرج بتوصيات وقرارات ليكون لها دور واضح على الأرض؟ لا بد من وضوح المواقف خصوصاً في هذه الفترة التي تنحو فيها البلاد نحو الحوار. لا بد من موقف واضح، فالفترة الحالية تختلف عن الفترة الماضية التي سيطر فيها الارتباك وكانت الأحداث مباغتة للجميع ولعله كان من الصعب اتخاذ موقف صريح. نعم؛ أعمدة تلك العائلات بادرت العام الماضي بتقديم وثيقة ولاء لجلالة الملك وعبرت عن مشاعرها ووقوفها إلى جانب النظام أكثر من مرة، لكن هل هذا يكفي؟ لعل السؤال مربك ومفاجئ للعائلات الكريمة لكنه منطقي وعملي، حيث من المهم أن يكون لهذه العائلات دور وموقف عملي وواضح من هذا الذي يدور في الساحة. استمرار الموقف السلبي والاستمرار في ممارسة دور المتفرج يضر بجميع العائلات ويضر بالوطن، لذا لا بد من تحرك واضح ومدروس كي لا يسجل التاريخ ما لا تحبه تلك العائلات ولا ترضى به ذرياتها. اليوم لم يعد ممكنا الوقوف على الحياد أو اللعب على الحبلين، لا بد من موقف واضح يتأكد عملياً من خلال عمل ملخصه الإسهام في دعم أي مبادرة للحوار والعمل على منع الشباب المنتمين إليها من المشاركة في مختلف الأنشطة السلبية التي تسيء إلى الدولة. لا بد أن يكون لهذه العائلات دور إيجابي ولا بد أن لا يقتصر تفكيرها فقط في حماية نفسها أو ممتلكاتها من الأذى. فالجميع ينبغي أن يدرك أن استمرار هذا الوضع أو تطوره لا سمح الله إلى ما لا يتمناه المخلصون لهذا الوطن يعني أن وجودهم سيكون في خطر، وأن ما ينعمون به اليوم لن ينعموا به غداً، فالضرر إن وقع سيقع على الجميع ولن يستثني أحداً.. والرسالة موجهة إلى أرباب تلك العائلات. فهل تنتبه تلك العائلات قبل دخولها الوقت بدل الضائع الذي يتشتت فيه التركيز وتكون المصالح كلها مربوطة بجرة صفارة؟