أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أن الشأن البحريني شأن داخلي خاص بشعب البحرين وأن "شعبنا قادر على إدارة خلافاته والتحاور بشأنها دون وساطات خارجية".صاحب الجلالة الملك، وخلال ترؤسه بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء جلسة مجلس الوزراء اليوم الأحد، قال "استراتيجيتنا دائما أن يكون الحل لأي اختلاف في وجهات النظر في المجتمع عن طريق التواصل البناء بين جميع أبناء الوطن وذلك منذ ميثاق العمل الوطني وحتى يومنا هذا".ووجه جلالة الملك إلى أن تقوم وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بدورها في حفظ المنبر الديني من الاستغلال السيئ، وأن تتخذ إجراءات أكثر فعالية لحفظ رسالته السامية، فالمنبر أمانة، لا يجوز أن يترك لبث الكراهية أو التحريض على العنف، كما وجه جلالته إلى ضرورة التعاون والتكامل بين وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم وقطاع الشباب والرياضة وقطاع الإعلام لحفظ الناشئة من الانحراف في الفكر والسلوك.وأشاد جلالته بالمبادرات الاجتماعية الساعية لتعزيز اللحمة الوطنية ونبذ العنف والتحريض على الكراهية والطائفية، مؤكدا جلالته أن هذا هو الدور المنشود من مؤسسات المجتمع المدني ومن رجال الدين والأدباء والمفكرين والإعلاميين وجميع المثقفين المخلصين لوطنهم ولمجتمعهم، ذلك أن أي اختلاف في وجهات النظر السياسية لا يمكن السماح له أن يمتد للمساس بوحدتنا وتآلفنا.وفيما يتعلق بالأمن أكد جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه أن البحرين ولله الحمد قادرة برجالها المخلصين على حفظ أمنها مهما تنوعت أساليب الإرهاب وأن ما حدث لن يتكرر بإذن الله تعالى وبوعي أبناء شعبنا، مؤكداً جلالته في هذا الصدد أن أي تطوير أو إصلاح أو أمن لا يمكن أن يتحقق إلا باحترام حكم القضاء والقانون وسيادته الذي يجب أن يكون متوافقاً مع أحكام الدستور ومبادئ حقوق الإنسان.وأكد حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى أن رفاهية المواطن هي الهدف الأسمى للإصلاح والتطوير وأنه لن يتحقق ذلك إلا عندما يقوم الجهاز الحكومي بدوره الكامل في خدمة المواطن، وإحداث التغييرات الإيجابية الملموسة التي يرنو إليها المواطن وتلبي حاجاته وتطلعاته، ومن خلال سياسات حكومية مبنية على منهجية علمية وتراعي أفضل الممارسات العالمية.كما وجه جلالته الحكومة إلى التواصل المباشر مع المواطنين والعمل جنبا إلى جنب مع السلطة التشريعية والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني العاملة بصدق لخدمة المواطن والساعية لرفاهيته، وكذلك التواصل مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية المعتمدة كي يتعرف العالم على حرص حكومتنا على خدمة مجتمعنا وحقيقة المبادرات السبّاقة التي اختطتها المملكة لصون حقوق المواطن وتحقيق رفاهيته.وفي هذا الإطار نوه جلالته حفظه الله إلى أن الإعلام الحكومي ينبغي أن يكون له دور بارز واستباقي، وأن لا يكون قائما على ردود الأفعال فقط، بل يجب أن يكون إعلاما فاعلا سواء في الداخل أو الخارج.وشدد جلالته في هذا الإطار على أهمية أن تعمل قيادات المؤسسة الإعلامية بشكل تكاملي مع جميع المؤسسات الحكومية دون استثناء للتواصل المستمر والمستدام مع المجتمعَيْن المحلي والدولي.ونوه جلالته إلى أنه في الوقت الذي تسعى البحرين إلى المزيد من التعاون مع أشقائها فعلينا أن نستعد وندعم الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد العربي الخليجي القادم بأذن الله حيث أنه السبيل للمزيد من الخير والرفعة.رئيس الوزراء: زيادة الزيارات الميدانية وتخصيص أوقات أطول لمقابلة المواطنينوقد عبر صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء عن شكره وتقديره لجلالة الملك المفدى على ترؤس جلالته لجلسة مجلس الوزراء وعلى ما تفضل به جلالته من توجيهات سامية، وفي هذا الصدد أكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بأن خدمة المواطن أولوية ونتابع أولا بأول تواصل الوزراء والمسئولين بالمواطنين لضمان أن يحظى المواطن بالمساحة الأكبر من عمل الوزراء والمسئولين الحكوميين، وان هذا التواصل سيكون أحد معايير تقييم كفاءة المسؤولين وعمل الوزارات.وقال سمو رئيس الوزراء "تحقيقا لتوجيهات جلالة الملك المفدى فأن كافة الوزراء والأجهزة الحكومية ستوجه لزيادة الزيارات الميدانية للمناطق والمشروعات التي تهم المواطنين وتخصيص أوقات أطول لمقابلة المواطنين ومتابعة ملاحظاتهم ومعاملاتهم وبخاصة في الأجهزة الخدمية".وأضاف سموه بأن الحكومة ستضع إستراتيجية تجعل من الإعلام الحكومي إعلاماً فاعلاً وسباقاً دائماً بالمبادرة وليس قائم على ردود الأفعال فقط وستعمل على تحقيق التكامل بين قيادات المؤسسات الإعلامية بما يصب في خانة تطوير الإعلام الرسمي، ويجعله خادما للأهداف والمكتسبات والمنجزات الوطنية وحقوق الإنسان وصون كرامته.وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بأن المنجزات التي تحققت في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى ستبقى بإذن الله راسخة وسيتم البناء عليها بفضل تلاقي الأهداف الوطنية حولها، وأن الوعي الوطني والتمسك بمبادئه سيخذل كل محاولة لاختطاف المنجزات الكبيرة التي تعاظمت بفضل المشروع الوطني لجلالة الملك المفدى أو النيل منها.