يواجه أكثر من عشرة ملايين يمني، بينهم نحو مليون طفل نقصاً حاداً في الغذاء، نتيجة الحروب الداخلية المتعددة والأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ مطلع العام 2011.
كما تواجه منظمات الإغاثة الدولية صعوبات أمنية في إيصال مواد الإغاثة إلى مئات الآلاف من النازحين في شمال البلاد وجنوبه بسبب حروب الحوثيين والحرب على القاعدة.
وبعد مرور أكثر من عام على انطلاق أول تظاهرة في ما أصبح يعرف بثورة الشباب السلمية، أصبح توفير الغذاء والماء والكهرباء مطلباً مشتركاً لملايين اليمنيين الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والخدمات الأساسية، حيث تشير تقارير دولية إلى أن قرابة نصف سكان اليمن يهددهم الجوع.
ويقول جوي سينهال، مدير البرامج في مكتب منظمة أوكسفام في صنعاء، إن "اليمن يواجه عدداً من الأزمات الكبيرة في الشمال ونتيجة الحروب المستمرة في صعدة لايزال العديد من الأسر نازحة وتقيم في مخيمات، وإذا تحدثنا عن الأمن الغذائي في اليمن فإن هنالك نحو عشرة ملايين شخص يواجهون خطر المجاعة".
أما راجيف شاه: مدير وكالة التنمية الأمريكية، فيقول: "ندرك أن هنالك العديد من التحديات هنا في اليمن بما فيها الأزمة الإنسانية، حيث يوجد ملايين الأسر تحتاج إلى الغذاء والماء والدواء".
وبالنظر إلى هذه التحديات، خلال زيارتنا نستطيع أن نعلن في إطار التزام أمريكا تجاه الشعب اليمني تقديم 52 مليون دولار لدعم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية".
نصف مليون نازح
وخلفت حروب اليمن الداخلية المتعددة في صعدة، وفي أبين وشبوة وفي أرحب وصنعاء وتعز نحو خمسمئة ألف نازح يعانون نقصاً في الغذاء والمأوى، والكساء والدواء، شردوا من منازلهم وقراهم فلاذ بعضهم إلى كهوف الجبال، ويتعذر على معظمهم العودة إلى مناطقهم، نظراً لما خلفته الحروب من دمار للخدمات الأساسية وخراب في مساكنهم.
وقالت فاطمه عبدالله، نازحة من أبين، "نشتهي الأمن والاستقرار, ونشتهي الماء والكهرباء, ونشتي الأمان"، أما وهيب عبدالله النازح من زنجبار، فيقول "لليوم العاشر الدولة غائبة، لا يوجد مسؤول مدني يمكن المواطن أن يتجه إليه".
وتعلق جوي سينهال، من منظمة أوكسفام، بقولها " إذا تحدثنا عنا النازحين في عدن نجد أنهم يرغبون في العودة إلى مناطقهم، لكنهم لا يستطيعون العودة قبل إعادة تأهيل الخدمات الأساسية، وسيعودون أيضا عندما يتم توفير الأمن والاستقرار في المناطق التي أتوا منها".
وقد أطلقت سبع منظمات إنسانية عالمية في مايو الماضي صرخة استغاثة على هامش مؤتمر أصدقاء اليمن في الرياض، حيث دعت المجتمع الدولي للاهتمام بالأوضاع الإنسانية التي تزداد سوءا في اليمن، ووضعها ضمن قائمة الأولويات التي يعني بها أصدقاء اليمن إلى جانب الأزمة السياسية والوضع الأمني.
وفي المحصلة، فقد زاد ضعف أداء حكومة الوفاق الوطني، وتزايد حالات الانفلات الأمني، من المعاناة الإنسانية لمعظم السكان، الأمر الذي حال دون وصول مواد الإغاثة لبعض النازحين في المناطق النائية.