أبدع طلبة كلية الهندسة بجامعة البحرين 67 مشروعاً مبتكراً، تنوعت بين نظام يتحكم بالأجهزة المنزلية عن بعد أو عبر الهاتف النقال، وجهاز لتشخيص انحراف العين وتقنيات لاكتشاف المياه الجوفية، ومجسمات لجسور وأبراج شاهقة، وتوليد الطاقة من المكابح، وجسر جوي يربط مدينة عيسى بالمنطقة التعليمية.

وعرض المهندسون الجدد نحو 67 مشروعاً في معرض رعاه رئيس الجامعة د.إبراهيم جناحي الخميس الماضي، لاقت استحسان المحكمين والأساتذة.

وأشاد جناحي بمستوى مشروعات التخرج وأفكارها، وقال “استطاع الطلبة تقديم مشروعات جيدة، حملت بعضها أفكاراً إبداعية”.

وأضاف “نرى أن الطلبة - وبإيعاز من أساتذتهم - وُفِّقوا في ملامسة قضايا تهمُّ الواقع الصناعي في البحرين، بدليل اهتمام القطاع الصناعي بها، وتبنِّيه بعضها”، داعياً الطلبة ممن اقتربوا من إنهاء متطلبات التخرج إلى “مضاعفة جهودهم، وتحضير أنفسهم لتحدي مشروع التخرج”.

من جانبه قال المحكم الهندسي ضياء الشروق “المشروعات أفضل مما كنت أتوقعه، خاصة مشروعات الميكانيكا والهندسة الكيميائية”، مضيفاً “المشروعات تنافس مثيلاتها في الجامعات العالمية، وتحتاج إلى دعم الشركات لتظهر للعيان”.

وأعرب الشروق عن اعتقاده أن شركات مثل “بابكو” و«جيبك” وسواها يمكن أن تستفيد من هذه المشروعات.

وعرض طلبة البرامج الهندسية في الكلية مشروعات الزراعة دون تربة، واستخدام المكابح الحرارية في توليد الكهرباء، ولوحة اختبار العين، وتصميم مراكز اجتماعية وثقافية.

ورأى عميد كلية الهندسة د.نادر البستكي لدى افتتاحه المعرض، أن أكثر المشروعات ممتازة، وقال “نحن نركز - بحسب ما تنص عليه اشتراطات الاعتماد الأكاديمي - على وضوح التصميم”، و«هذه المشروعات تهيئ الطلبة لدخول قطاع الصناعة”.

ونبّه البستكي إلى أن مقرر المشروع يستهدف تنمية مهارات العمل ضمن الفريق، وتدريب الطالب على التخطيط، وجعله يخوض تحدي الإنجاز في مدة محددة سلفاً، لافتاً إلى أن أكثر الأمور التي لفتت انتباهه حماسة الطلبة وحسهم الإبداعي.

وطور طلبة قسم الهندسة الكهربائية والإلكترونية، طرقاً للزراعة دون تربة، ونظاماً للتحكم في تشغيل الأجهزة المنزلية عن بعد، فيما أعدت الطالبتان في تخصص الهندسة الإلكترونية تقوى صلاح ومنى العمري نظاماً للتحكم في الأجهزة عن بعد.

وتحدثت تقوى صلاح عن هدف المشروع “فكرنا في المشروع لمساعدة كبار السن من العجزة، وذوي الاحتياجات الخاصة في تشغيل الأجهزة، إذ إنهم يلاقون صعوبة في التحرك من أماكنهم، مثل فتح النوافذ أو غلق الباب أو ما شابه”.

وأضافت “النظام يعمل على نحوين الأول متعلق بالتحكم في الأجهزة لا سلكياً من داخل المنزل، أو التحكم بها عن طريق رسائل نصية من خارج المنزل”، فيما نوهت زميلتها إلى أن “العمل في المشروع استغرق 4 أشهر، وهو مشروع يسهل الحياة، ويمكن استخدامه في تطبيقات عديدة”، معربة عن شعورها بالرضا حيال ما توصلتا إليه من نتائج.

وفي برنامج بكالوريوس الهندسة الإلكترونية صمم 3 طلبة لوحة اختبار للعين، تكشف الانحراف أو الخطأ في حركة العين من خلال اللوحة المتصلة بجهاز إلكتروني، وطور الجهاز، كل من الطلبة محمد موسى وسيد أحمد سيد جعفر وأحمد صديف.

وقال موسى إن الجهاز يستخدم لتدريب العين وتشخيص فاعليتها في الحركة، واكتشاف أخطاء النظر، مشيراً إلى أن هذا النوع من الأجهزة موجود في المستشفيات على نحو آخر، فيما ذكر سيد جعفر أن “الجهاز قابل للتطوير، خاصة أنه أنجز في فترة قصيرة نسبياً لا تتعدى فصلاً دراسياً واحداً”.

واشتركت الطالبتان هبة الله صابر من برنامج الهندسة الكهربائية ونور جواد من برنامج الهندسة الإلكترونية، في تطوير تقنية للتحكم في مدخلات الطاقة الكهربائية، وجعلها مثالية سواء أكانت زائدة أم ناقصة.

وأوضحت جواد أن تطبيقات هذه التقنية مستخدمة على نطاق واسع في المصانع والمستشفيات، حيث إن زيادة الطاقة يمكن أن تتسبب في تلف الأجهزة وعطب الآلات، ونقصانها يؤدي إلى عدم إمكانية تشغيلها.

وتنوعت أفكار الطلبة ومشروعاتهم في برنامج الهندسة المدنية، ومن بينها بناء جسر جوي يصل مدينة عيسى من جهة مكتبتها العامة بالمنطقة التعليمية قرب وزارة التربية والتعليم.

وأجرى الطالبان في البرنامج عبدالعزيز الحلو ومحمود خليل دراسة نظرية انتهت إلى حاجة المنطقة لجسر مشاة، خاصة بعد إلغاء الدوار.

وقال الحلو “يعبر الشارع أكثر من 80 طالباً في الساعة الواحدة يومياً، ويتسبب هذا في حوادث سواء للمشاة أو السيارات”، مشيراً إلى أن “السنتين الماضيتين شهدتا 4 حوادث مشاة إلى جانب عدد كبير من حوادث السير”.

وأضاف “من هذا المنطلق رأينا ضرورة بناء جسر بطول 45 م، وعرض 2.5 م«، لافتاً إلى أن “الجسر يقلل من الزحام والحوادث”، فيما نبه زميله إلى أن “الجسر روعي في بنائه أن يكون على شكل قوس، حسب ذوق المجموعة التي استطلعنا رأيها”.

ودرست الطالبتان في برنامج الهندسة المدنية فاطمة الكويتي وشيخة التميمي، تطوير أسقف بيوت ترمكناس المشادة من قبل شركة بريطانية في المحرق وعراد قبل نحو 35 سنة، وقيم دراسةُ الطالبتين إجراءات وزارة الإسكان لإعادة تأهيل أسقف بيوت ترمكناس، وتوصلت الدراسة إلى أهمية تأهيل جدران هذه البيوت لأنها ضعيفة ولا يوجد بها عزل.

وعرض الطالبان في برنامج الهندسة المدنية تقنية لاستكشاف مناطق المياه الجوفية في البحرين من خلال برنامج إلكتروني مخصص لذلك، ويقدم الطالبان جابر المدني وخالد الذوادي من خلال البرنامج الذي طوراه معلومات بشأن المياه الجوفية ومستوياتها، ونسب العناصر المختلفة في الماء.

وقال الذوادي “أخذنا معلومات عن مكامن المياه الجوفية من وزارة البلديات، وصممنا البرنامج باستخدام “GIS”، أوضحنا من خلاله كيف أن مستويات المياه الجوفية في البحرين تنخفض بصورة مضطردة”. وتابع “البرنامج الذي طورناه يحتاج لتغذيته بالمعلومات فقط، ويستكشف بدوره المكامن ويعطي المعلومات الدقيقة عنها لأي مستخدم”.

وصممت طالبة التصميم الداخلي نادية العلوي، صالة أفراح تتكون من عدة قاعات، تشمل غرفة العرسان وأخرى للمكياج وثالثة للأهل، وجعلت مستوى التصاميم الفنية في الديكور والأثاث والتجهيزات حسب الطلب.

وقالت العلوي “حسب المسوحات التي أجريتها توصلت إلى وجود نقص في قاعة الأفراح المجهزة، وصممت قاعة بطاقة استيعابية تصل إلى 750 شخصاً”، مضيفة أن “المشروع قابل للتطبيق، خاصة أنني استغليت قاعة المؤتمرات في فندق الخليج موقعاً لتصميمي”.

وبحث طلبة بكالوريوس الهندسة الميكانيكية نجيب عيسى وفيصل السماهيجي وعلي الشهابي، توليد الطاقة من خلال الاستفادة من الطاقة الحرارية الناشئة عن استخدام المكابح.

وقال السماهيجي إن فكرة المشروع تقوم على الاستفادة من طاقة حرارية مهدرة في طاقة كهربائية، فمثلاً يمكن الاستفادة من الطاقة المهدرة في مكابح السيارات لتوليد طاقة كهربائية تغذي بطارية السيارة نفسها”.

وأوضح أن “تجاربنا انتهت إلى إمكانية توليد طاقة بنحو 12 فولتاً من محرك صغير قوته 0.75 حصاناً”، فيما قال الشهابي “من خلال الاستفادة من طاقة المكابح المهدرة يمكن توفير 10 من الطاقة المطلوبة للتشغيل”، مؤكداً أن “هذه التجارب يمكن البناء عليها وتطوير الفكرة”.

وأضاف نجيب عيسى أن 80% من طاقة المكابح في العالم مهدرة وغير مستغلة.

وعرض طلبة المستوى الثالث في برنامج الهندسة الميكانيكية مراوح لتوليد الكهرباء، وعدَّ عضو هيئة التدريس في قسم الهندسة الميكانيكية د.محمد القصاب ما أنجزه طلبة المستوى الثالث أمراً جيداً لأنهم نفذوه في أسبوعين فقط.