اصدر مجلس امناء البي بي سي المعروف باسم / بي بي سي تراست – BBC TRUST/ تقريرا اعتبر فيه ان التغطية الاعلامية التي واكبت الاحداث في عدة دول عربية كان بامكانها ان تتوخى قدرا اكبر من الحياد والمصداقية كما شدد التقرير على انه كان بالامكان التأكد من محتوى اللقطات التي يبثها الناشطون عبر هواتفهم.
واعترفت بي بي سي تراست في تقريرها الرابع تحت عنوان /الحياد والدقة في التغطية الاعلامية/ ان تغطية قناة البي بي سي للاحداث التي شهدتها مملكة البحرين لم تنجح في ادراك تعقيدات الاحداث وابعادها الطائفية كما انها لم تركز بما يكفي على ابراز اراء ودوافع الاطراف المؤيدة للحكومة.
ونقل التقرير عن محرر الاخبار العالمية في محطة البي بي سي /جون ويليامز/ قوله: "في البداية كنا ننظر الى ما يحدث في مملكة البحرين من زاوية الاحداث التي كانت تشهدها عدة دول عربية اخرى، وكنا نقول ان الامر يتعلق بصراع بين اغلبية شيعية واقلية سنية، غير انه اتضح لنا ان المسألة اكثر تعقيدا من ذلك".
واعتبر بي بي سي تراست في تقريرها ان التغطية الاعلامية لمحطة البي بي سي تحسنت من حيث الحيادية والالمام بتعقيدات الاحداث وابعادها العميقة بعد الزيارات المتكررة التي قام بها الصحفي /فرانك غاردنر/ الى مملكة البحرين بداية من شهر ابريل 2011، حيث انه ساهم في تقديم تغطية اعلامية منزلة في سياقها بما ساهم في التعمق في فهم جوانب اخرى من الاحداث.
واقر تقرير بي بي سي تراست ان تغطية قناة البي بي سي لاحداث البحرين قد اتسمت بعدم التوازن حتى شهر ابريل 2011، الامر الذي اثار عدة انتقادات بعدم الحياد ضد المحطة الاخبارية.
واعتبر التقرير ايضا ان الطريقة التي تعاملت بها حكومة مملكة البحرين مع تلك الاحداث كانت تختلف كل الاختلاف عن الاساليب الوحشية التي تعامل بها القذافي ثم بشار الاسد بعد ذلك مع الاضطرابات الشعبية في ليبيا وسوريا.
جاء في التقرير على وجه الخصوص ان حكومة مملكة البحرين قد بذلت كل جهودها خاصة في الفترة ما بين 19 فبراير و14 مارس 2011 من اجل نزع فتيل الازمة واتخذت سلسلة من الاجراءات الرامية الى تهدئة الاوضاع. كما ابرز التقرير مبادرة ولي العهد الذي دعا من خلالها الى فتح باب الحوار مع كل الاطياف السياسية، كما ان الاجهزة الامنية قد تحلت بدرجة كبيرة من ضبط النفس ولم تعمد الى تفريق المظاهرات.
يقر التقرير بأن محطة البي بي سي قد سعت في نشراتها الاخبارية الى التقليل من الابعاد الطائفية لاحداث البحرين، كما انها تجاهلت بشكل شبه كامل ضبط النفس التي تحلت به الاجهزة الامنية ومبادرة ولي العهد لفتح قنوات الحوار مع المعارضة.
يذكر تقرير بي بي سي تراست ان قناة البي بي سي قد اتهمت من عدة اطراف بتحريف حقيقة الاحداث، كما انه يعرض للشكاوى العديدة التي عبر عنها الرعايا البريطانيون والسنة البحرينيون والمقيمون الاسيويون والذين وجهوا انتقادات لاذعة للبي بي سي واعتبروا ان تغطيتها للازمة في مملكة البحرين احادية.