لم يكن أكثر المتشائمين من عشاق المنتخب الإيطالي ليتوقع هذه النتيجة الكارثية التي خسر بها الأتزوري نهائي كأس أمم أوروبا لكرة القدم أمام إسبانيا صفر-4 الأحد في العاصمة الأوكرانية كييف.
ولكن كرة القدم لا تعطي إلا من يعطيها، ولا تعترف بالتصريحات الهوجاء، كتلك التي أطلقها مهاجم المنتخب الايطالي ماريو بالوتيلي والتي جاء فيها أنه "سيسجل 4 أهداف في مرمى المنتخب الاسباني في نهائي اليورو، بعدما سجل هدفين في مرمى ألمانيا في نصف النهائي".
والمفارقة الغريبة أن تصريحات بالوتيلي انقلبت شرا عليه وعلى منتخب بلاده ايطاليا، حيث لم يلمس النجم الأسمر الكرة إلا قليلا خلال النهائي، كما تلقت شباك مواطنه المخضرم بوفون 4 أهداف كاملة، وهو العدد الذي تعهد بتسجيله في الاتجاه المعاكس.
وعلى العكس من ما هو منتظر حيث أن ايطاليا فشلت في التسجيل مرتين مع انطلاق الشوط الثاني عن طريق البديل انطونيو دي ناتالي، إلا أن الحالة الهجومية الإيطالية كانت في أضعف حالاتها بسبب أن ماريو بالوتيلي بالذات لم يظهر بمستواه المعهود.
وربما يحتاج ماريو الصغير لنصيحة صغيرة واردة في الأثر العربي، ألا وهي: "لسانك حصانك، إن صنته صانك".
وأما على صعيد قائمة الهدافين، فقد دفع بالوتيلي أيضا الثمن غاليا، وتبخرت كافة الترشيحات التي صبت في حسابه للأنفراد بتسجيله هدفا على الأقل ليصبح رصيده 4 أهداف، إلا أن الكابوس اكتمل بدخول المهاجم الاسباني فرناندو توريس والذي سجل هدفا متأخرا، هو الثالث في رصيده، ثم صنع الهدف الأخير لزميله في تشيلسي الانكليزي ماتا، ليقلد نفسه هدافا للبطولة على حساب بالوتيلي وكريستيانو رونالدو وآخرين.
ولم ينجح بالوتيلي رغم أدائه الممتاز في الدور نصف النهائي أمام ألمانيا في إنهاء الخصام الايطالي مع الألقاب منذ إحراز الأتزوري لقب بطولة العالم في ألمانيا قبل 6 سنوات.
وأصبح منتخب اسبانيا أول فريق يفوز ببطولة اوروبا مرتين متتاليتين وبينهما كأس العالم بعدما أحرز اللقب القاري قبل اربع سنوات والعالمي في جنوب افريقيا عام 2010.