يوم سقوط الأقنعة أبو أحمد العربي لكل ثورة أو حركة احتجاجية مواقف تاريخية تحدد معالمها واتجاهاتها، وقد كانت الحركة الاحتجاجية في البحرين تفتقر الى ذلك اليوم نظراً لإنها ارتدت ثوباً فضفاضاً ارتسم بالشعبوية وأظهر أنه حركة مجتمعية لا طائفية تبغي الإصلاح والديمقراطية وترفض أن تتسم حركتها بلون معين من الطائفية، واستمرت عاماً كاملاً تدعي ذلك وتتقدمها الجمعيات السياسية إلا أنها لم تستطع أن تستمر في خداعها وكما يقول القائل إذا استطعت أن تخدع بعض الناس لبعض الوقت فلن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت، فقد كان تجمع 9 مارس في البديع يوماً خلعت فيه كل الأقنعة، ويمكن القول أن هذا اليوم من وجهة نظر الكاتب هو يوم اعلان فشل تلك الحركات من حيث لا يدرون، أو بعبارة أخرى (Game over) أي انتهت المبارة يا سادة والدليل يكمن فيما يلي: 1) لقد جاءت الدعوة الى التظاهر من المرجع الديني ولم تأتي من جمعيات سياسية، أي أن الولاء للطائفة يفوق الولاء للوطن، فكانت التلبية من النساء والأطفال قبل الرجال لأنه أمر ديني يأثم من يتخلف عنه، وهنا تكمن الخطورة. 2) الشعارات التي تم رفعها في ذلك اليوم كانت فاضحة وتتسم بالغباء السياسي، منها على سبيل المثال (حق تقرير المصير)، (لاللتفاوض ولا للحوار) وهذه الشعارات تدعو للتساؤل أي تقرير للمصير هل تعتبر الطائفة نفسها محتلة من قبل الطائفة الأخرى، هل الدعوة لطرد المعتدي المتمثل في إخوان الوطن والديرة أم عن ماذا تتحدثون؟ 3) تقدم هذه التظاهرة اكبر مرجع ديني بما لا يدع مجالاً للشك والتأويل في مدى طائفية تلك الحركة. 4) الدعوات التي جاءت من بعض المرجعيات العراقية بالتظاهر بالعراق ورفع علم البحرين تضامناً مع الإخوان في الطائفة. ويرى الكاتب أن هذا اليوم تم بلا دراسة واعية من أقطابهم السياسيين والذين خادعونا طوال عاماً كاملاً بشعار (سنة وشيعة هذا الوطن لا نبيعة) فإذا بهم يبيعون الوطن، ويظهرون الولاء بلا تورية فقد تعبت أيديهم في الإمساك بالأقنعة فسقطت منهم بالمقشع والبديع، ومن قبل كان سقوطها أيضاً بوقوفها إلى جانب سفاك الدم في سوريا، فلم يدافعوا عن المظلوم هناك بل برروا أفعال الظالم لأنه ببساطة يحمل نفس الأقنعة التي يحملونها، ويقوم بالأفعال التي يحلمون القيام بها في البحرين بعدما قاموا بها في العراق من قبل.